أكد تركمان العراق الذين يشكلون المكون الثالث في البلاد رفضهم لتصريحات مسؤولي إقليم كردستان عن كردية مدينة كركوك الشمالية الغنية بالنفط داعمين موقف المالكي في اعتبارها عراقية الهوية من دون صبغة قومية معينة وطالبوا بمنحها وضعًا خاصًا من خلال إدارة مشتركة بين مكوناتها التركمانية والكردية والعربية وربطها بالمركز.


شددت الجبهة التركمانية العراقية اليوم على خلفية احتدام الجدل الحالي على هوية مدينة كركوك (225 كم شمال بغداد) الغنية بالنفط والتي يطالب الأكراد بضمها الى إقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991.. أكدت ضرورة ابعاد المدينة عن المزايدات السياسية كوسيلة للتهرب من مواجهة الأزمة السياسية المستمرة في العراق.

وحذرت من محاولة فرض سياسة الأمر الواقع في كركوك وقالت إنها quot;ترفض تمامًا تصريح نائب رئيس حكومة اقليم كردستان الذي زار المدينة امس الاربعاء بأن كركوك quot;هي جزء من كردستان ونتمنى ان تكون نموذجا للعراق واننا ملتزمون بالدستور فعراقية كركوك لا تلغي كردستانيتهاquot;.

وأشارت الجبهة في بيان صحافي من مقرها في كركوك تسلمته quot;إيلافquot; اليوم إلى أنّ زيارة المالكي الى كركوك الثلاثاء الماضي جاءت لتحسين الخدمات وبحث الوضع الأمني وشكلت خطوة جيدة على الرغم من انها جاءت متأخرة وقالت انها كانت تأمل ان لا يقاطع الوزراء الأكراد جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في كركوك بحجة quot; انها استفزت مشاعرهمquot; لأن هذه المقاطعة اعطت رسالة سلبية الى الشارع الكركوكي.

وشددت على أن مصير كركوك يقرره أهلها الاصليون الذين حددهم تقرير الأمم المتحدة في عام 2009 وتأكيد الرئيس السابق للجنة المادة الدستورية 140 رائد فهمي بأن 25% من الساكنين في الملعب الاولمبي في كركوك هم من الأكراد المرحلين اليها في إشارة الى محاولات الاحزاب الكردية بدفع عشرات الالاف من أكراد المناطق الاخرى الى المدينة بهدف تغيير تركيبتها السكانية.

تركمان كركوك يتظاهرون ضد الدعوات بكردية المدينة

وقالت الجبهة quot;لا مجال لحل قضية كركوك المختلفة سوى اللجوء الى حوار يستند الى الوثائق التاريخية غير المفبركة وكذلك منح المدينة وضعا خاصا وبادارة مشتركة توافقية بين مكوناتها الرئيسة الثلاثة التركمانية والكردية والعربية.

وأشارت إلى أنّ ارتباط كركوك بالمركز يجعل من الحكومة الاتحادية مسؤولة عن توفير جميع الخدمات فيها وبضمنها تحسين وضعها الأمني وإرسال طلبة جامعة كركوك الى البعثات الدراسية. وقالت الجبهة إنها كانت ولا تزال تدعو الى الحوار المتوازن غير المشروط وتؤكد رفضها محاولات الاستفزاز التي تزيد الوضع سوءا وتؤثر سلبا ليس في الوضع في كركوك فقط انما في الوضع العراقي عامة.

ويأتي الموقف التركماني هذا وسط تراشق اتهامات بين الأكراد ورئيس الوزراء نوري المالكي حول هوية كركوك التي يقطنها حوالى مليون نسمة هم خليط من التركمان والأكراد والعرب والمسيحيين حيث أكد المالكي خلال زيارته لها الثلاثاء الماضي انها عراقية الهوية رافضًا صبغها بهوية كردية كما يصر الأكراد الذي ردوا بأن المدينة كردستانية وبعثوا اليها بعد ساعات من مغادرة المالكي بنائب رئيس حكومة اقليم كردستان عماد احمد صحبة 10 وزراء أكراد ليؤكد من هناك كردية كركوك.

وأكد أحمد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم ورئيس مجلس المحافظة حسن توران أن quot;كركوك جزء من كردستان ونتمنى أن تكون نموذجا للعراقquot;. وأشار إلى أنّ quot;عراقية كركوك لا تلغي كردستانيتهاquot;.

وترافقت زيارة المالكي الى كركوك مع تراشق اتهامات غير مسبوقة بين ائتلافي المالكي والأكراد اللذين تبادلا خلال مؤتمرين صحافيين في مبنى مجلس النواب في بغداد كيل الاتهامات السياسية تناولت ممارسات quot;دكتاتوريةquot; وتبديد ثروات البلاد وصلت الى حد اتهام بارزاني بالتعاون مع الرئيس السابق صدام حسين.

وقال ياسين مجيد النائب عن ائتلاف المالكيإن بارزاني يحكم الاقليم منذ 20 عاما وهو رئيس الحزب الحاكم والقائد العام لقوات البيشمركة وابنه يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات وابن اخيه رئيسا للحكومة وخمسة من اعضاء أسرته هم اعضاء في المكتب السياسي للحزب الديمقراطيquot;. واضاف أن quot;الشعب يعرف من هو الدكتاتور ومن تعاون مع الدكتاتور ايام زمان (في إشارة منه إلى صدام حسين)quot;.

وأشار الى أن بارزاني يحاول من خلال هذا الهجوم توجيه رسالة للشعب الكردي بوجود عدو وهمي في بغداد للتغطية على عمليات تهريب النفط لكي ينسىى الجميع هذه الفضيحة. واوضح أن quot;مليارات الدولارات تذهب الى جيوب الحيتان في الاقليم من خلال عمليات التهريبquot;.

وعلى الفور، رد الأكراد على هذه الاتهامات واعتبر التحالف الكردستاني تهجم النائب ياسين مجيد على القيادات الكردية quot;دليلا على فقدانه التوازنquot;. وقال النائب عن التحالف فرهاد الاتروشي في مؤتمر صحافي إن الهجوم يمثل محاولة للتغطية على فشل ائتلاف دولة القانون في إدارة الدولة العراقية واضاعته 500مليار دولار من موازنات الاعوام الماضية.

وأضاف أن الحكومة الحالية لم تحقق شيئا للعراق بعكس ما تحقق للاقليم من تقدم ورفاه مشيرا الى أن بارزاني حصل على 70% من اصوات الشعب الكردي وهذا يدل على الديمقراطية بعكس حكومة بغداد التي تشكلت على اساس التوافقات.

وسبق لبارزاني أن أكد أنه ليس لدي أي خلاف شخصي مع المالكي وحذر من أن العراق يتجه إلى quot;نظام دكتاتوريquot; فيما أكد أن تقرير المصير بالنسبة إلى الأكراد سيكون الخيار الوحيد في حال عدم تعاون بغداد مع الإقليم لحل المشاكل.