علاوي مجتمعًا مع بارزاني |
دخل القادة العراقيون خلال الساعات الأخيرة في سلسلة مباحثات واتصالات مكثفة لاتخاذ موقف من سحب الثقة عن الحكومة وعقد مؤتمر حل الأزمة السياسية. فيما دعا الرئيس طالباني إلى وقف الحملات الإعلامية وتنفيذ اتفاقات أربيل وإحالة القضايا المتعلقة بتحديد دورات خدمة كبار المسؤولينعلى مجلس النواب للنظر بها، في إشارة إلى المطالب بتحديد ولاية رئيس الوزراء نوري المالكي بدورتين وعدم التجديد له لولاية ثالثة.
بعد سلسلة من المباحثات التي أجراها الرئيس العراقي جلال طالباني مع عدد من القادة السياسيين والسفير الأميركي في بغداد خلال الساعات الاخيرة، فقد دعت القوى السياسية اليوم الى وقف التراشق الاعلامي والالتزامبمبدأ الشراكة الحقيقية في ادارة السلطة وبالاتفاقات التي قامت على اساسها الحكومة الحالية ومنها اتفاقية اربيل للعام 2010.
وقال مكتب طالباني في بيان صحافي إنه quot;التزامًا بأداء واجباته الدستورية وحرصًا منه على وحدة الصف العراقي وبغية جمع الكلمة وتوطيد الامن والاستقرار وتوفير افضل الظروف للنهوض بالاقتصاد ودفع عجلة التنميةquot;، فقد بذل طالباني خلال الاونة الاخيرة جهودًا مكثفة وعقد لقاءات عديدة مع كبار قادة ومسؤولي البلد والكتل البرلمانية والاحزاب السياسية حيث دعا جميع الاطراف الى جعل مصلحة الوطن والمواطنين فوق أي مصلحة أو اعتبار آخر والى:
1. وقف الحملات الإعلامية المتبادلة ونبذ الخطاب المتشنج واعتماد التحاور البناء الرامي الى ايجاد وتعزيز المشتركات وليس الى توسيع وتعميق الخلافات.
2. اعتماد الدستور كمرجعية يحتكم اليها واحترام بنوده والالتزام بالاتفاقات التي قامت على اساسها حكومة الشراكة الحالية ومنها اتفاقية اربيل للعام 2010.
3. الالتزام والتقيد بالمبدأ الاساسي الذي تقوم عليه الحكومة الحالية، وهو مبدأ الشراكة الحقيقية في ادارة السلطة وفي تحمّل المسؤولية.
4. الحرص على استقلالية المنظومة الانتخابية بوصفها ركنًا اساسيًا من اركان الديمقراطية، وتوفير كل المستلزمات الكفيلة باجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجالس المحافظات عام 2013 ولمجلس النواب عام 2014.
5. احالة القضايا المتعلقة بتحديد دورات خدمة كبار المسؤولين في الدولةعلى مجلس النواب للنظر في المقترحات بشأنها ضمن اطار الدستور.
6. التمسك الثابت بمبدأ الفصل بين السلطات وصون استقلالية القضاء والاسراع في اقرار قانون المحكمة الاتحادية.
7. دعم وتعزيز جميع المؤسسات التي يكفل استقلالها تنمية وتطوير الديمقراطية .
8. اكمال تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في الدستور واقرار القوانين والتشريعات الاساسية الضرورية مثل قانون النفط والغاز.
وقد بحث طالباني مع السفير الأميركي جيمس جيفري الأوضاع السياسية في البلاد quot;والسبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الوطيدة بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأميركيةquot;، كما قال بيان رئاسي عراقي، مشيرًا إلى أنّ طالباني قد اكد على quot;مواصلة جهوده من أجل تفكيك الأزمة الحالية وإزالة العقبات والعراقيل التي تعترض العملية السياسية من خلال تكثيف لقاءاته ومشاوراته مع الأطراف كافة بغية الوصول إلى تفاهمات مشتركةquot;.
وأضاف أن quot;تهدئة الأجواء خصوصًا في الاعلام هي من الخطوات الأساسية لتوفير أرضية مناسبة لتحقيق الاستقرار والتفاهم، واعتماد الحوار الجاد والبناء ومن ثم الذهاب إلى حلول للخلافات والاختلافات استنادًا إلى الدستور والاتفاقات السابقة، وما قدِّم من أوراقquot;. من جانبه اكد السفير الأميركي quot;دعم الولايات المتحدة الأميركية للعملية السياسية والمسيرة الديمقراطية في العراقquot;.
وكانت الأزمة بين ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي والقائمة العراقية بزعامة علاوي قد تصاعدت منذ اواخر العام الماضي عقب إصدار مذكرة قبض بحق القيادي في العراقية الهاشمي بتهمةquot;الإرهابquot;، فضلاً عن تقديم المالكي طلباً إلى البرلمان بسحب الثقة عن المطلكبعد وصفه للمالكي بأنه quot;ديكتاتور لا يبنيquot;، الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديم طلب إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر في 29 كانون الثاني (يناير) الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب وفي السادس من شباط (فبراير) الماضي إنهاء مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.
قادة اجتماع أربيل الخمسة يدرسون الموقف من سحب الثقة عن الحكومة
وبالترافق مع انتهاء المهلة التي حددها القادة الخمسة المجتمعون في اربيل مؤخرًا، لرئيس الوزراء نوري المالكي بتحقيق اصلاحات وتنفيذ الاتفاقات السابقة بين القوى السياسية ومدتها 15 يومًا، تكثفت المباحثات من اجل اتخاذ موقف من الامر.
فقد بحث زعيم القائمة العراقية اياد علاوي مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل الليلة الماضية آخر المستجدات على الساحة السياسية العراقية والأزمة التي يمر بها العراق. وقد شدد بارزاني وعلاوي على ضرورة تكثيف الجهود وارساء حل جذري لانهاء الأزمة التي يمر بها العراق.
وقبل ذلك بحث رئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقررات الاجتماع الخماسي ومنها سحب الثقة عن الحكومة. وأشار الصدر خلال مؤتمر صحافي مع الجلبي عقب مباحثات سياسية بينهما في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) إلى أنّ الساعات المقبلة ستحسم قرار سحب الثقة عن الحكومة موضحًا أنه لم يتلقَ ردًا من التحالف الوطني سواء سلبًا أو ايجابًا على رسالته التي بعث بها الى رئيس التحالف ابراهيم الجعفري في الثالث من الشهر الحالي حتى الآن واكد أن قرار التمسك بقرار سحب الثقة عن حكومة المالكي من عدمه سيحدده خلال الساعات المقبلة.
ومن المنتظر أن يوجه الصدر خلال الساعات المقبلة بيانًا الى الشعب العراقي يتضمن رؤى ومقترحات لحل الأزمة السياسية الحالية. وقال النائب عن التحالف الوطني جواد البزوني إن بيان الصدر سيحمل حلولاً حاسمة وجذرية لكل المشاكل ويتوجب على دولة القانون الموافقة عليها وبخلاف ذلك يصار إلى حجب الثقة عن رئيس الوزراء.
وأشار البزوني إلى أن هذه الحلول ربما ستحمل معها تغييرًا جذريًا في الخريطة السياسية.. ورجح قيام تحالفات جديدة ستظهر على الساحة السياسية متمثلة بكتلة الأحرار والتحالف الكردستاني والقائمة العراقية.
وكان القادة الخمسة الذين اجتمعوا في أربيل في 28 من الشهر الماضي وهم الرئيس جلال طالباني وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي.. لكنه لوحظ أن الرد لم يتضمن أي موقف من تهديد القادة بسحب الثقة عن الحكومة خلال فترة 15 يومًا انتهت امس في حال عدم تنفيذ الاصلاحات التي طالبوا بها والمتعلقة بضرورة تنفيذ مقررات الاجتماع التي تضمنت التركيز على أهمية الاجتماع الوطني لحل الأزمة السياسية وضرورة الالتزام بمقرراته التي يخرج بها والالتزام بالدستور الذي يحدد شكل الدولة وعلاقة السلطات الثلاث واستقلالية القضاء وترشيح أسماء للوزارات الأمنية على أن يصادق عليها مجلس النواب خلال فترة أسبوع إن كانت هناك نية صادقة وجادة من قبل المالكي.
التعليقات