أسامة مهدي: دعا الرئيس العراقي جلال طالباني وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي القوى السياسية إلى حوار ينقذ البلاد من أزمتها السياسية الحالية وعدم تصعيد الوضع.

علاوي مجتمعًا مع طالباني

جاء ذلك خلال اجتماع بين طالباني وعلاوي في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد)، حيث تم بحث quot;القضايا الساخنة، التي تشهدها البلاد في الوقت الحاضرquot;. وقد أكد طالباني على ضرورة الاحتكام إلى الحوار السياسي لحل المشاكل والقضايا الحساسة، والحيلولة دون تصعيد الوضع وتأزيمه في هذا الظرف.

وشدد في اللقاء، الذي حضره برهم أحمد صالح رئيس حكومة إقليم كردستان، على أهمية بذل الجهود من أجل تهدئة الأوضاع وإنقاذ البلد من الأزمات والمآسي.

وأكد علاوي على دعم الدور الذي يقوم به طالباني quot;لتهدئة الأوضاع ورأب الصدع في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها العراقquot;.. داعيًا إلى مواصلة جهده من أجل التشاور والاتصالات لحلحلة الأوضاع بشكل سياسي لضمان التطبيع والعمل المشترك بين الأطراف السياسية، كما قال بيان رئاسي الليلة.

وكانت القائمة العراقية علقت مشاركة نوابها الـ 82 في مجلس النواب السبت الماضي، ثم خطت خطوة أخرى أمس، وعلقت مشاركة وزرائها الثمانية في اجتماعات الحكومة.

واليوم أكد الرئيس طالباني أنه تفاجأ بالإعلان عن مذكرة إلقاء قبض ضد نائبه الهاشمي، وبعرض إفادات عدد من منتسبي حمايته، معبّرًا عن استيائه من عدم إبلاغه بهذه الخطوات قبل اتخاذها.

وقال إن هذه الإجراءات والإعلان عنها بهذا الشكل والوقت هو خارج ما جرى الإتفاق عليه في ضوء اتصالاته بمختلف الأطراف خلال اليومين الماضيين، خاصة وأن الأمر يتعلق بنائبه quot;مما يمسّ مباشرة مركز الرئاسة وهيبته ومكانتهquot;. وأضاف في تصريح صحافي مكتوب، وزعته الرئاسة العراقية، أنه في ظل تطورات، بدت سريعة، فقد انهمك بما ينبغي عمله في ضوء مسؤولياته الدستورية والوطنية إزاء ما عرفه العراقيون من القبض على عدد من أفراد حماية الهاشمي، وأنباء أخرى تحدثت عن صدور مذكرة إلقاء قبض ضده وعدد آخر من حمايته ومن إدارة مكتبه، حتى من دون التشاور والتخابر معه.

وأشار طالباني إلى أنه تقديراً لخطورة وحساسية مثل هذه التطورات، فقد أجرى عددًا من الاتصالات السريعة مع مختلف الأطراف القضائية والبرلمانية والحكومية والحزبية، مؤكداً فيها على أهمية احترام عمل وتخصص القضاء العراقي والثقة به وعدم التدخل في شؤونه من جانب، وعدم الطعن بقراراته من جانب آخر. كما أكد على الطبيعة الخاصة لمثل هذه الأخبار وحساسيتها في الظرف الراهن، الذي يمر به البلد، ومسيرة العملية السياسية الجارية فيه، وأهمية التشاور والعمل بشكل مشترك لمعالجة المشاكل.

وأكد الرئيس العراقي على أن العمل بروية وهدوء وبعيدًا عمّا يدفع إليه التسريب الإعلامي من تهييج وضوضاء واختلاط للأمور هي من أهم ما ينبغي الإلتزام به والإتفاق عليه للخروج من هذه الحالة، بما يحفظ حق القضاء وعدالة سير التحقيق، ويحفظ أيضًا الإستقرار السياسي المطلوب في ظرفنا الآن أكثر من أية مرحلة مرت بها البلاد.

وشدد طالباني على مختلف الأطراف بضرورة ممارسة أقصى قدر من الشعور بالمسؤولية والانضباط وعدم الميل إلى التصريحات التي تتعارض مع ضرورة ترك العمل للسلطة القضائية، لتأخذ مداها اللازم من جهة، وتوفير البيئة المناسبة من جانب ثانٍ، للعمل السياسي الهادئ والمستقر، الذي يضمن عدم تعريض البلد وعمليته السياسية إلى أية أضرار جانبية في هذا الوقت العصيب، والعمل بروح متضامنة لتحقيق العدالة ولضمان سلامة الوضع السياسي وأمن المجتمع، خصوصًا أن تطوراً له صلة بالبناء السياسي الوطني، مثل هذا التطور، يتطلب قبل كل شيء مشاركة الجميع في العمل والقرارات وبضمان تام لاستقلال القضاء وعدم التدخل في شؤونه وإجراءاته، مع عدم تجاهل الحل السياسي للقضايا المختلف عليها quot;وعدم تعكير صفو عرس الجلاء بقرارات متسرعة، والإعلان عنها في أجهزة الإعلام، مما يعقد الحلول السياسية الصائبة والمرجوة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ عراقنا الديمقراطي الاتحادي المستقلquot;.