قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة سلمت لبنانيا متهما بالإرهاب، هو آخر معتقل لديها، إلى السلطات العراقية، لتنهي شهورا من الجهود لإقناع بغداد بإبقائه في قبضة الجيش الأميركي.


بغداد: قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة سلمت لبنانيا متهما بالإرهاب، هو آخر معتقل لديها، إلى السلطات العراقية، بعد أن تلقت تأكيدات بأنه سيقدم للعدالة، لتنهي شهورا من الجهود لإقناع بغداد بإبقائه في قبضة الجيش الأميركي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض تومي فيتور إن مفاوضات صعبة جرت حول تسليم علي موسى دقدوق الذي كان يعمل لصالح حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن المناقشات مستمرة لتحديد quot;أفضل وسيلة لضمان محاكمته.quot;

ودقدوق المحتجز لدى الأميركيين في العراق منذ عام 2007، متهم بالتورط في قتل العديد من الجنود الأميركيين في العراق، ويخشى الأميركيون أنه سيصبح حرا طليقا بعد الانسحاب دون أن يواجه محاكمة.

وقال فيتور quot;نظرا لمخاوف الرئيس (باراك أوباما) حول الجرائم التي يشتبه في أن دقدوق ارتكبها، طرحنا مجموعة واسعة من الخيارات بما يتفق مع القوانين الأميركية والعراقية لمحاولة نقله الى لجنة عسكرية أميركية.quot;

وأضاف quot;لقد فعلنا ذلك لأننا شعرنا أن هذا هو السبيل الأسرع لتقديمه الى العدالة، ونحن مستمرون في مناقشة هذه القضية مع العراقيين، وقد تم تسليمه إلى السلطات العراقية.quot;

لكن تسليم دقدوق أثار غضب أعضاء في الكونغرس الأميركي أبرزهم المرشح الرئاسي السابق جون ماكين، وهو جمهوري من ولاية اريزونا، وميتش ماكونيل، الجمهوري من ولاية كنتاكي، وليندسي غراهام، من ولاية كارولينا الجنوبية.

ووصف هؤلاء عملية التسليم بأنها quot;مشينة،quot; وقالوا في بيان إن quot;هذا الفشل في احتجاز قاتل أميركيين يرسل رسالة خاطئة لحلفائنا والأعداء في المنطقة.quot;

واعتقل دقدوق، العسكري البارز من القوات الخاصة التابعة لتنظيم حزب الله اللبناني في العراق في مارس/آذار عام 2007، ويُعتقد أنه لعب دورا محوريا في الهجوم الدموي الذي أودى بحياة خمسة جنود أميركيين في كربلاء في يناير/كانون الثاني من نفس العام.

وتم القبض على دقدوق، الخبير في صناعة المتفجرات، في مدينة البصرة حيث كان يقوم على تدريب وقيادة المليشيات الشيعية على مواجهة قوات التحالف، وبادر على الفور إلى التظاهر بأنه أخرس وأصم ساعة اعتقاله.

واعترف دقدوق أنه وبجانب قيادات مليشيات عراقية شيعية، عملوا مع quot;قوات القدسquot;، التي تعتبر نخبة وحدات العمليات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني، هذه الأخيرة التي دأبت قيادات الجيش الأميركي على اتهامها بتدريب وتزويد المليشيات الشيعية بالأسلحة.

وبالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية كاملة تقريبا، فلا يمكن احتجاز دقدوق دون محاكمة، لكن مسؤولين أميركيين ترددوا في تسليمه للنظام القضائي العراقي، مخافة أن تتعرض بغداد لضغوط من إيران، وتطلق سراحه.

في يوليو/تموز الماضي، وجه 20 من أعضاء الكونغرس الأميركي رسالة إلى وزير الدفاع الأميركية ليون بانيتا، حذروا فيها من أن quot;النظام القانوني الحالي في العراق قد يسمح لدقدوق بالعودة إلى القتال نتيجة عدم القدرة على اعتقاله ومحاكمته بموجب القانون الجنائي العراقي.quot;