قالت المعارضة الإيرانية إن عناصر من المخابرات وقوة القدس التابعين للسلطات الايرانية قد بدأوا بالتوجه إلى العراق من أجل مشاركة قواته في شن هجوم جديد ضد معسكرها quot;أشرفquot; في شمال بغداد وارتكاب مذبحة ضد سكانه، ونفت اتهامات رئيس الوزراء نوري المالكي بمنع السكان لرئيس بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; مارتن كوبلر من دخول المعسكر.

عناصر من سكان أشرف يتصدون لهجوم للقوات العراقية

قال مصدر مسؤول في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من مقره في باريس لـquot;إيلافquot; إن سلطات إيران بدأت إرسال عدد كبير من عناصر المخابرات وقوة القدس quot;الإرهابيةquot; للانتشار حول معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة الواقع شمال شرق بغداد ويضم 3400 شخص من عناصر المنظمة، وذلك بهدف الإعداد والمشاركه في هجوم ضد المعسكر وارتكاب مذبحة تستعد القوات العراقية لارتكابها أواخر الشهر الحالي مع اقتراب مهلة الحكومة العراقية لإغلاق أشرف بنهايته.

واشار إلى أنه منذ يوم الأربعاء الماضي جرى أيضًا تكليف عدد كبير من افراد القوات العراقية لإعداد مجموعة المباني والمنشآت المحيطة بالمعسكر والتي كانت قد احتلتها خلال الهجوم الذي نفذته ضد المعسكر في الثامن من نيسان (ابريل) الماضي وتهيئتها من أجل إقامة عناصر المخابرات وقوة القدس الإيرانيتين فيها.

وأوضح أن هذه المجموعة السكنية كانت مقرا لاقامة أكثر من 400 فرد من سكان أشرف الذين ارغموا على مغادرة مكان سكناهم تحت وابل من رصاص القوات المهاجمة خلال هجوم نيسان ومقتل وجرح عدد منهم حيث انهم لم يجدوا فرصة لنقل امتعتهم ووثائقهم الشخصية فقامت القوات العراقية بالاستيلاء عليها واتلاف جميع محتويات هذا المقر بما في ذلك المقتنيات الشخصية للسكان والسيارات وغيرها والتي تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الدولارات.

واضاف المصدر أن عناصر مخابرات النظام الإيراني وقوة القدس يصعدون من ضغوطهم وحصارهم على سكان أشرف وبدأت تمهد الأرضية بمختلف الأساليب للهجوم عليه قاموا الثلاثاء بتحطيم الأنابيب الخاصة لمخازن الوقود لمحطة كهرباء أشرف وفي موسم البرد هذا أفرغوا كل الوقود الاحتياطي لهذه المحطة على الأرض. وأوضح ان هذه العملية التخريبية تأتي في وقت تمنع فيه اللجنة الحكومية المكلفة باشرف توريد البنزين منذ 11 شهرًا وتوريد زيت الغاز منذ 7 أشهر إلى المعسكر.

وقال إن عددا من عناصر وزارة المخابرات الإيرانية الذين يتولون ومنذ عامين عمليات التعذيب النفسي لسكان أشرف بواسطة 300 مكبرة صوت يوجهون من خلالها اقذع الشتائم والاتهامات قاموا ايضا بتمزيق عدة نقاط من سياج الحماية في الجناح الجنوبي لمعسكر أشرف في محاولة لتمهيد الطريق للتسلل إلى داخله وارتكاب اعمال هجومية لاحقة ضد السكان.

واضاف ان هذه الممارسات تأتي في وقت يتم فيه العمل لاعادة نقل الفوج الثالث من اللواء 37 للفرقة التاسعة من الجيش العراقي وهو الفوج الذي أدى الدور الرئيس في هجومي تموز (يوليو) 2009عام ونيسان (أبريل) عام 2011 ضد سكان أشرف بهدف التحضير لتنفيذ مهلة اغلاق المعسكر. وحذر من ان هذه الأحداث تدل بوضوح على بدء العد التنازلي لتنفيذ هجوم مضاد.

ودعا المصدر في الختام الأمم المتحدة والإدارة الأميركية إلى اتخاذ خطوة عاجلة لحماية سكان أشرف بواسطة القوات الأميركية أو قوات الأمم المتحدة من ذوي القبعات الزرق لمنع وقوع ما اسماه بحمام دم كبير في هذا المعسكر.

نفي اتهامات المالكي بمنع ممثل الامم المتحدة من دخول معسكرها

ومن جهة اخرى نفى المجلس الوطني للمقاومة الايرانية اتهامات المالكي لسكان معسكر اشرف بمنع رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; مارتن كوبلر من دخول المعسكر.

وقال محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريح صحافي تلقتهquot;أيلافquot; ان الأمم المتحدة وممثله الخاص في العراق كوبلر يعرفون جيدا بانه لا صحة لكلمة واحدة من تصريحات مالكي وان سكان أشرف كانوا يرحبون بممثلي الأمم المتحدة دوما. واضاف ان الغاية quot;من هذه الأكاذيب التافهة هي تمهيد الارضية لمذبحة سكان أشرف والتصدي للمناشدات الدولية الواسعة الرافضة لمهلة إغلاق أشرف والنقل القسري لسكان المخيمquot;. وقال quot;ان اطلاق هذه الاكاذيب وقلب الحقائق تعد من الاساليب البارزة للمالكي لتبرير جرائمه أو تهيئة الاجواء من قبله لجرائم جديدةquot;.

واشار محدثين الى انه خلافا لتصريحات المالكي فقد كانت ومازالت ابواب أشرف مفتوحة دوما بوجه ممثلي الأمم المتحدة وفي اي وقت ارادوا وسبق ان توجهوا إلى أشرف وزاروا اي موقع فيه كما تحدثوا مع اي شخص في المعسكر. واكد انه خلال الاسبوع الماضي زار ممثلو الأمم المتحدة المعسكر مرتين quot;بل اكثر من ذلك ان سكان أشرف ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية طالبوا مرارًا الأمم المتحدة بنشر فريق مراقب بصورة دائمية في أشرف كي تصبح جميع الأمور بإشراف ممثلي المنظمة الدولية كي لا يسمح للحكومة العراقية القيام بايذاء السكان وقتلهم.

واوضح ان الامين العام للأمم المتحدة قال في تقريره المقدم إلى مجلس الأمن في 28 من الشهر الماضي quot;منذ العام الماضى يقوم فريق بقيادة اليونامي بصحبة ممثلي المفوضية السامية لحقوق الانسان والمفوضية السامية للاجئين بزيارات اسبوعية للمخيم وذلك لمراقبة واقع حقوق الانسان والاوضاع الانسانية في المخيمquot;. واضاف انه خلافا لتصريحات المالكي فإن الحكومة العراقية هي التي وضعت عراقيل أمام عمل ممثلي الأمم المتحدة لاسيما المفوضية السامية للاجئين فبعد أربعة اشهر لم تسمح لهم القيام باعمالهم في اعادة تأييد المركز القانوني لسكان أشرف بصفتهم لاجئين.

وكان مارتن كوبلر وهو ايضا الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة قد طالب السلطات العراقية بتمديد مهلة اغلاق المعسكر نهاية العام الحالي.. قائلا quot;اننا وسط المحادثات لنصل الى حل سلمي وعملي لهذه المشكلة .. كما انني ساقاتل حتى اليوم الاخير 31 كانون الاول (ديسمبر) لايجاد حل سلمي وعملي. واضاف كوبلر في تقرير له في السادس من الشهر الحالي الى مجلس الأمن الدولي quot;ان اليونامي تقوم ايضا بزياراتها الدورية لمخيم أشرف وخاصة خلال العطلات الاسبوعية الاخيرة .. وان هذه الزيارات اوجدت الفرصة للاستماع إلى ما لدى السكان من القلق والمطاليب وايجازهم حول مقترحاتهم التي تمت مناقشتهاquot;.

وأكد المالكي في تصريحات صحافية امس ان قرار ابعاد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة عن العراق quot;لا رجعة فيهquot; واصفا المنظمة بquot;العصابة الاجراميةquot;. وقال ان quot;قرار ابعاد مجاهدي خلق الذي اتخذ لا رجعة فيه خصوصا ان هذه المنظمة قد منعت ممثل الامم المتحدة مارتن كوبلر من دخول معسكر اشرفquot;. واضاف quot;لقد رفضوا خطة الامم المتحدة وهذا يعني انها عصابة اجرامية، ولا يسمح بابقاء عصابة اجرامية في العراقquot;.

وتجري حاليا مفاوضات لنقل سكان المعسكر حيث قررت السلطات العراقية اغلاق المعسكر الذي يسيطر عليه منذ نحو ثلاثين سنة المعارضون الايرانيون في محافظة ديالى شمال شرق بغداد قبل نهاية العام الحالي. واعلن مسؤول عراقي ان الهدف اولا هو نقل عناصر مجاهدي خلق الى مكان آخر وبعد ذلك السماح للامم المتحدة بالتعامل مع الذين يحملون جنسيتين من اجل نقلهم الى بلدهم الثاني على ان ينقل الآخرون الى ايران او الى دول اخرى.

وكان نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد استضاف مجاهدي خلق في خضم الحرب العراقية الايرانية (1980 ndash; 1988) حيث اعتبرتها السلطات الإيرانية اثر ذلك خارجة على القانون في 1981. وقد تم تجريد المعسكر من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003 حيث تولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر قبل ان يسلموا العراقيين هذه المهمة في عام 2009. وفي نيسان الماضي شن الجيش العراقي هجوما على المعسكر اسفر عن مقتل 34 شخصا واكثر من 300 جريح.

وكان رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر طالب الدول الاوروبية في بداية الاسبوع الحالي باستقبال المعارضين الايرانيين المقيمين في معسكر اشرف على اراضيها.