نفى وفد الكونغرس الأميركي الذي زار العراق مؤخراً أن يكون طرد من البلاد مؤكداً إتمامه الزيارة كما كانت مقررة، غير أن طلبه لزيارة مخيم أشرف لمعرفة ما حصل هناك قد فجر قنبلة سياسية حيث رفض المالكي الطلب فوراً. كما جدد الكونغرس دعوته للسلطات العراقية بتعويض بلاده عن خسائرها.
المالكي مجتمعاً مع وفد الكونغرس في بغداد |
نفى وفد للكونغرس الاميركي زار بغداد مؤخرا ان تكون الحكومة العراقية قد طردته من البلاد مشيرا الى انه أتم الزيارة كما كانت مقررة وقال ان طلبه من رئيس الوزراء نوري المالكي بزيارة معسكر اشرف للمعارضة الايرانية في شمال بغداد قد فجر قنبلة سياسية وجدد الوفد دعوته للسلطات العراقية بتعويض بلاده عن خسائرها في العراق باعتبارها قد خلصت شعبه من نظام دكتاتوري.
وعن مرحلة ما بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق بنهاية العام الحالي والتحقيق حول هجوم القوات العراقية على معسكر اشرف لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة الذي يقطنه 3400 عضو بينهم الف من النساء والاطفال وذلك في الثامن من نيسان (ابريل) الماضي في 8 أبريل الماضي، قال القاضي تدبو النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي حول زيارة وفد الكونغرس الى العراق برئاسة دانا روهرا باكر الجمهوري من كاليفورنيا الاسبوع الماضي لإجراء مباحثات حول المسؤولين العراقيين quot;إن طلبنا لزيارة أشرف فجر قنبلة سياسية والحكومة العراقية ماذا لديها للإخفاء؟ ثم أجاب قائلاً: ربما الحقيقةquot;.
واضاف تدبو في كلمة امام أمام الكونغرس الاميركي وأرسل نصها الى quot;ايلافquot; قائلاً quot;إني وصلت توا من زيارتي إلى بغداد مع أعضاء آخرين في الكونغرس ذهبنا لزيارة جنودنا العسكريين .. والتقينا أيضا مع رئيس الوزراء المالكي وطرحنا موضوع مقتل 35 من المعارضين الإيرانيين في مخيم أشرف على أيدي القوات العراقية. الولايات المتحدة حولت حماية هؤلاء الأفراد المعارضين للدكتاتور أحمدي نجاد إلى العراقquot;. واشار الى ان quot;موقف رئيس الوزراء كان بالتحديد إن المعارضين هم يتحملون مسؤولية قتلهم ولا يجوز إلقاء اللؤم على الحكومة العراقية بسبب حالات القتل الأخيرةquot;. واضاف quot;عندما طرحنا طلبنا لزيارة مخيم أشرف لكي نسمع ما حصل هناك من أولئك الذين كانوا في الموقع كأنه قد فُجرت قنبلة سياسية حيث رفض المالكي الطلب فوراًquot;.
القاضي تدبو النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي |
وقال quot;وفي إطار سعينا من أجل أن نعرف الحقيقة كان موقف أولئك الذين كانوا حاضرين أثناء عملية القتل مهما بالنسبة لنا.. انه من المزعج جداً أن مَنَعنا رئيس الوزراء من اللقاء بالمعارضين الإيرانيين الذي أعطى وعداً للولايات المتحدة بحمايتهم .. فما الذي تخفيه الحكومة العراقية؟ ربما الحقيقة. في الوقت الحاضر هناك 35 إنسانا بريئا قتلوا على أيدي هذه الديمقراطية الحديثة في العراق وجرح مئات الآخرين وهذا هو الوضع الذي ترونهquot;.
ومن جهته قال رئيس وفد الكونغرس دانا روهرا باكر quot;كان عندنا مناقشة صريحة ونشطة حول مذبحة معسكر أشرف على أيدي القوّات العراقية .. ولم يكن هناك في هذا النقاش أو أثناء النقاش حول الحالة الإقتصادية الحالية في الولايات المتحدة حيث أدى اقتراح التسديد لنفقات الجيش الاميركي من قبل العراقيين اطلاقا أيّ إشارة تعكس غضب رئيس الوزراءquot;. واوضح انه حدد للإجتماع أصلا ساعة لكن استمر 40 دقيقة إضافية.
وقال روهرا باكرquot;لا إعتذارات ضرورية حول وجوب التحري في ما يتعلق بمذبحة المدنيين غير المسلّحين في أشرف على أيدي القوات العراقية وأنا أخطّط للعمل على ذلك كرئيس للجنة الفرعية للمراقبة والاستقصاء في الكونغرس quot;.
وحول طلبه من الحكومة العراقية تسديد نفقات الجيش الاميركي في العراق شدد بالقول quot; أنا سوف لن أعتذر عن اقتراحي بخصوص وجوب دفع العراقيين عندما أصبح مزدهراً، للولايات المتّحدة لمئات بلايين الدولارات صرفت لتحريرهم من دكتاتوري إستبدادي وتمت مساعدتهم لتأسيس حكومة ديمقراطيةquot;. وأضاف quot;ليس هناك شيء خطأ في الاقتراح لأناس إستفادوا من إحساننا يجب أن يدرسوا إعادة دفعنا بما أعطيناهمquot;.
وردّا على التقارير الإعلامية بخصوص طرد الوفد من العراق قال روهرا باكر quot;لم يكن هناك تغيير في جدولنا خلال اقامتنا في العراق. وبرنامج رحلتنا تم بالضبط كما حددناه ثم غادرنا البلاد .. ولم يتم اخبارنا رسميا لترك البلاد قبل أن نتركها ولم أبلغ اطلاقاً أو تحذيراً بالعودة من العراق.quot;
وكانت الحكومة العراقية اعلنت الجمعة الماضي انها ابلغت السفارة الأميركية في بغداد بوجوب مغادرة عدد من أعضاء وفد للكونغرس الأميركي الزائر بسبب مواقف أطلقوها من بغداد.
وجاء الاعلان بعد ساعات من اجتماع الوفد الاميركي مع المالكي حيث جرى quot; بحث العلاقات الثنائية في اطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي وتم التطرق الى الأوضاع والتطورات الجارية في المنطقة لا سيما في سوريا واليمن وليبياquot; . وقد اكد المالكي quot;موقف العراق الداعم لحركة الشعوب وتعزيز الحريات والعمل على إحداث الإصلاحات التي تطالب بها الشعوب بعيدا عن العنف واللجوء الى القوةquot;.. داعيا الى ضرورة توسيع التعاون بين العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات. ومن جانبه quot;اعرب وفد الكونغرس عن رغبة بلادهم في تعزيز العلاقات وزيادة التعاون بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجيquot; كما قال بيان صحافي رسمي عراقي.
وقال وزير الدولة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ إن quot;الحكومة العراقية أبلغت السفارة الأميركية في بغداد بضرورة أن يغادر عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي من العراق لأنه لم يعد مرغوبا بوجودهمquot; من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وكان أعضاء وفد الكونغرس الأميركي قد عقدوا مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة الأميركية في بغداد طالبوا فيه الحكومة العراقية بدفع تعويضات خسائر الجيش الأميركي في العراق وأشاروا إلى أن الحكومة الأميركية لا تستطيع أن تتكبد مبالغ طائلة في ظل الوضع الاقتصادي الحرج كما انتقدوا قيام الحكومة بمنعهم من زيارة معسكر أشرف وأكدوا أن هذا الإجراء سيدفعهم إلى المزيد من التحقيقات حول ما جرى في المعسكر من قتل 35 من سكانه مطالبين بمحاسبة من أصدر الأمر بقتل المدنيين في المعسكر .
وعقب تصريحات وفد الكونغرس حول التعويضات قالت السفارة الاميركية في بغداد ان الوفد لا يعبر بالضرورة عن موقف الادارة الاميركية . واشار المتحدث باسم السفارة ديفيد رانز الى ان من المهم بالنسبة إلى الوفد لقاء القادة العراقيين وتبادل وجهات النظر معهم خاصة وان لدى الولايات المتحدة قوات في العراق الأمر الذي من شأنه أن يعزز الشراكة بين البلدين ويعمق التفاهم حتى في حال وجود خلافات.
ولم يسبق للعراق أن قام بطرد أي دبلوماسي أو سياسي أجنبي من أراضيه بسبب مواقفه تجاه العراق فيما يأتي هذا التطور في وقت تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطا على العراق لتمديد اتفاقية بقاء قواتها فيه إلى ما بعد نهاية العام الحالي. وكانت الحكومة العراقية قرر منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي تعويض الأميركيين المتضررين من النظام السابق بنحو 400 مليون دولار فيما صوت مجلس النواب مطلع الشهر الماضي بالأغلبية على تصديق اتفاقية تسوية المطالبات بين حكومتي العراق والولايات المتحدة الأميركية والتي تتضمن قرار التعويض وسط اعتراضات شعبية وسياسية واسعة.
يشار إلى أن تكاليف الجيش الأميركي في العراق كانت تبلغ شهرياً 4 .4 مليارات دولار عام 2003، فيما ارتفعت عام 2008 لتصل إلى 12 مليار دولار شهرياً، وبلغت القيمة الإجمالية للحرب على العراق طبقاً للمصادر الأميركية وفي مقدمتها تقرير اللجنة الاقتصادية المشتركة التابعة للكونغرس 1.8 تريليون مليار دولار.
وتتضمن الكلفة المخصصة رسمياً لتغطية العمليات ومنها أجور العنصر البشري بفئتيهم الجنود والمرتزقة إضافة إلى كلفة العتاد الحربي والمعدات العسكرية (2000 دبابة طراز أبرامز ومركبات قتالية من طرازي سترايكر وبرادلي، و43 ألف عربة من أنواع أخرى، بينها ما يزيد عن 18 ألف عربة هامفي وأكثر من 700 طائرة وما لا يقل عن 140 ألف طن من المعدات واللوازم التي أصبح 44 - 50 % منها خارج الخدمة والبقية بحاجة إلى إعادة تأهيل أو صيانة لمدة خمس سنوات.
التعليقات