1: بات واضحا ان الوضع الامني في العراق هش للغاية، هناك خلل في المتن لا على الهامش، خلل امني، بل انتكاسة امنية، ومما يؤكد ان الخلل بنيوي ليس الاغتيالات وعودة المفخخات بل أن تأتي الانتكاسة مباشرة بعد تصريح السيد المالكي باستتباب الامن، ودعوة المغتربين بحجة استباب الامن وتوفر السكن، حتى صار المنظر مالوفا، تصريح بفخر وزهو بالانجاز الامني ثم مفخخات وتفجيرات واغتيالات!
السيد الما لكي يبدو أنه يعتمد تصورا في معالجة هذه المفارقة، وهي ان الناس تعودوا، ومن سرعان ما ينسون، وما هي سوي اسابيع من امن طاريئ حتى يبشر الناس بان الامن في العراق يضاهي الامن في عاصمة كوبنهاكن، فتاتي الكا رثة جوابا، يصمت لحين، حتى تصبح الكارثة في ذاكرة النسيان، ثم يعاود الكرّة...
2: السيد رئيس الوزراء له دور في هذه المأساة، مأساة الامن الهش، المفخخات والقتل والذبح، فرداى وجماعات، ترى هل هذا معقول؟
لقد وعد السيد رئيس الوزراء العراقيين بان سنة 2009 لن تشهد عاطلا عن العمل، وكانت دعاية انتخابية، والسؤال هل تحقق هذا الوعد؟
في قراءة للمفكر الاقتصادي المعروف مهدي الحافظ أن نسبة البطالة في العراق الان بلغة 39 بالمائة...
هل هذه المفارقة تساهم في اضطراب الاوضاع الامنية في البلد أم هي مفارقة فارغة، لا أثر لها ولا مفعول؟
الناس تنتظر ما وعدها رئيس ا لوزراء، خاصة وأن الوعد يتعلق بمصير معاشهم ومعادهم معا لارتباطهما معا، فإذا ما تخلف الوعد فهو يساهم حتما في اختلال الامن والاستقرار، الموضوعي والنفسي، الما دي والمعنوي..
هل هذه هي المفارقة الوحيدة على صعيد الوعود والآمال؟
لا بطيعة الحال...
كانت الوعود كثيرة والنتائج مخيبة...
ألا يلقي كل ذلك ظلاله على الوضع الامني في العراق، خاصة وهناك إضافة الى ذلك تناقض طبقي مخيف يسود الواقع المعاشي والاقتصادي، وهل لا علاقة بمجمل النتائج هنا بهذه الظاهرة المؤسفة، اقصد استحواذ عوائل معينة ومحددة على مراكز الدولة المتقدمة، بما فيهم عوائل تدعي الاسلامية والرسالية؟
3: ما زا لت وزارة الداخلية التي تعتبر عصب الدولة في الوضع الامني، عقل الامن في الدولة، ما زا لت تعاني من فراغ، بل هي تشكل أزمة، وإذا كانت وزارة الداخلية من حيث المبدا ازمة بحد ذاتها، فكيف لا تتلكأ العملية الامنية بحد ذاتها ايضا؟ ولم يعد سرا، أ ن وزارة الداخلية وبتصريح مسؤولين كبار فيها تحولت إلى عش، بل مرتع لاعداء الدولة، واعداء الشعب، وربما يقول ا لبعض أن الما لكي ليس مسؤولا عن هذا الخلل المثير، بل الوزير هو المسؤول، او ظروف نشأة الداخلية هي المسؤولة، ولكن نسي هؤلاء المعترضون، أن السيد المالكي هو رئيس الوزراء، وإذا كان غير قادر على معالجة كل هذه الثغرات عليه الاستقالة، وإلا اي عمل يناط بالسيد رئيس الوزراء غير تنظيم البلد، وإدارة شؤونه خاصة على الصعيد الامني، ومن ثم أين تظهر عبقرية وقدرات الحاكم إلاّ في مثل هذه الازمات؟
4:
السيد المالكي الآن هو رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، ووزير الداخلية وكالة، كذلك الدفاع، ثم هو الامين العام لحزب الدعوة الاسلامية، والسؤال هنا، هل حقا أن السيد المالكي قادر على إدراة كل هذه المرافق بشكل فاعل وحيوي ومؤثر ومنتج ؟
كم يصرف من وقته للأمن وهو الامين العام للحزب، كم يصرف من وقته للحزب وهو القائد العام للقوات المسلحة؟
أليس في مثل هذه الظاهرة مفارقة خارقة عن المألوف؟
ترى هل لهذه الهشاشة الامنية في العراق علاقة بهذه المفارقة المثيرة للانتباه حقا؟
أن الوضع الامني في العراق يحتاج إلى تفرغ كامل يا سيدي، ربما تقول أن لي فريق عمل ممتاز، ولكن ذلك لا يكفي، ما دام الا من بهذه الدرجة المخيفة من الهشاشة،فضلا عن انشغالاتك الاخرى...
5:
تقص الخدمات مسمار في نعش الامن والاستقرار في العراق، خاصةعلى صعيد الكهرباء والماء، لا أمن ولا استقرار بلا كهرباء، كلمة يقولها الجميع، ولكن من هو المسؤول عن ذلك في الجوهر؟
الكتل السياسية؟
دول الجوار؟
أزلام النظام السابق؟
ربما نعم، بل ذلك مؤكد...
ولكن كل ذلك لا يعفي رئيس الوزراء من المسؤولية، فهو رئيس الحكومة، وهو المسؤول عن التخطيط، والتنفيذ، وفيما يثبت عجزه عن معالجة شغب هذه الكتل، والقضاء على محاولات أزلام النظام السابق، وملاحقة المرتشين والخائنين والمعوقين فأي وظيفة يقوم بها إذن؟
وما هو الفرق بين وبين آخرين يتحججون بذات الحجة؟
6:
الاستيلاء الاسري على الوزارات ومكاتب الدولة المهمة يساهم في خلخلة الوضع الامني، القضية الامنية مركبة، متداخلة،ليست عملية حسابية عادية،وليس من شك أن بعض مفردات هذه المفارقة ليست بعيدة عن فضاء السيد رئيس الوزراء، فمنهم اصدقاء ومنهم اقرباء ومنهم معجبون...
هذه المفارقة تخلخل النظام الاداري، خا صة وإن اي وزير ينقل معه أحبابه وانسابه عندما ينتقل لوزارة أخرى...
سيقولون إن هذه النغمة تكررت، وا صبح مملة، ولكنها في الصميم من المشكلة، ومن دون معالجتها بدقة وسرعة تشكل أحد المسامير الحادة في نعش السلام الاهلي والوطني في العراق.
7: اعود للقول بان للسيد رئيس الوزراء دور في هشاشة الوضع الامني في العراق، بشكل وآخر، وتنصله عن هذا الدور مغالطة كبيرة، ليس مسؤولا بالكامل بطبيعة الحال، ولكن لا ننسى أنه رئيس السلطة التنفيذية، وأنه قائد حزب جماهيري، وهو خيار الملايين، ويملك قوة عسكرية متقدمة لحمايته، وكما سمعنا اكثر من مرة أ نه يمتلك حسا امنيا، بل قال بعضهم يمتلك نظرية في الامن القومي، وبالتالي، كل ذلك يسمح لنا بالقول، أ نه يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية هذه الوع الهش المخيف على الصعيد الامني
هل أتحدث عن مناورات السيد رئيس الوزراء وكم تسببت في ا ختلال كل الوضع الوطني في العراق؟
لذلك وقت آخر...
التعليقات