عناصر مجاهدي خلق يتظاهرون ضد ترحيلهم

أعلن الإتحاد الأوروبي اليوم عن تعيين مبعوث خاص سيبدأ فورا بالعمل مع حكومة العراق والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للمساعدة في حل أزمة معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة انسجامًا مع مبادئ حقوق الإنسان، حيث سيقوم على الفور بزيارة إلى بغداد... فيما وصفت زعيمة المنظمة مريم رجوي القرار بأنه حيوي quot;لمنع مذبحة جديدة قد يتعرّض لها سكان المعسكرquot; على حد قولها.


قال ستروان ستيفنسون رئيس بعثة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إنه في خطوة قد تقود إلى انفراج في الأزمة حول معسكر أشرف التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد، ويضم 3400 شخصًا من عناصرها، بينهم ألف من النساء والأطفال، فقد قررت البارونة أشتون الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي لشؤون الخارجية تعيين السفير quot;جان دي رويتquot; مبعوثا شخصيًا لها في قضية المعسكر.

وقال في تصريح صحافي اليوم تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه quot;لقد تلقيت رسالة من البارونة اشتون تؤكد فيها تعيين السفير دي رويت، مشيرة إلى أن دوره سيكون للعمل مع حكومة العراق والأمم المتحدة والشركاء الآخرين للمساعدة في حل الوضع في مخيم أشرف انسجامًا مع المنظمات الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان.

مضيفة quot;ان السفير دي رويت يعرف الأهمية التي تربطتني بهذه المسألة، وأتوقع منه أن يتصل مع جميع المحاورين العراقيين ذات الصلة مع قادة وسكان معسكر أشرف وكذلك مع المنظمات الإنسانية الدولية، وأن يبدأ مهمته على الفور بعد توليه مهام منصبهquot;.

ووصف ستيفنسون هذا التعيين بأنه خطوة حاسمة ومهمة، حيث إن السفير دي رويت دبلوماسي قيادي يتمتع بشهرة عالمية، وقد أنجز للتو فترة توليه منصب السفير البلجيكي إلى الاتحاد الأوروبي بعدما سبق وعمل دبلوماسيًا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك quot;ولا أستطيع أن أفكر في أحد آخر لديه قدرة أكثر على معالجة هذه القضية المعقدة والحساسةquot;.

وأضاف رئيس بعثة العلاقات الاوروبية مع العراق إن السفير دي رويت سيزورأشرف في أقرب وقت ممكن، وهذا سيكون خطوة كبيرة نحو حل الأزمة، حيث حاولت السلطات العراقية منع مثل هذه الزيارة سابقًا.

وأشار إلى أنّ السكان المدنيين العزل في معسكر أشرف يعانون منذ سنوات التعذيب النفسي والمضايقة على أيدي الحكومة العراقية، بمساعدة وتحريض من قبل حكومة إيران.

ولفت إلى أنّ معسكر أشرف قد تعرّض لهجومات مروعة من قبل الجيش العراقي بلغت ذروتها هذا العام في مذبحة يوم 8 نيسان (أبريل) الماضي، التي خلفت 36 قتيلاً و300 أصيبوا بجروح خطرة، حيث إن المخيم لا يزال تحت الحصار مع وصول إمدادات محدودة للوقود وللمواد الغذائية والطبية.

وأضاف ستيفنسون إنه quot;لجعل الأمور أسوأ فقد وضعت رئاسة الوزراء العراقية (مهلة سخيفة) حددت بتاريخ 31 كانون الاول (ديسمبر) من العام الحالي لإزالة المخيم من سكانه، وهو ما يهدد بمواجهة عنيفة أخرى، سوف تمهد لبذور كارثة إنسانيةquot;.

وأوضح انه بمساعدة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة فإن جميع سكان المعسكر، البالغ عددهم 3400 شخصًا، هم في طور مقابلات فردية وتقويمهم لوضع اللاجئين، وبعدما تقدم الجميع بطلب للجوء سوف تستغرق هذه العملية أشهرًا عدةللإكمال، ومن ثم هناك النية لإعادة توطين هؤلاء اللاجئين في الدول الـ 27الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبلدان ثالثة أخرى خارج الاتحاد الأوروبي، مثل كندا وأستراليا والولايات المتحدة.

وأكد يتسفنسون أن هذه العملية الرئيسة لا يمكن أن تكتمل في غضون المهلة الزمنية المحددة من قبل رئيس الوزراءالعراقي نوري المالكي، quot;الذي يجب أن يدرك بأن الوقت قد حان لوقف هذه التهديدات والمضايقات التي تستهدف هؤلاء الناس، والبدء في التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل حل هذه الأزمةquot;.

وأشار إلى أنّ تعيين السفير دي رويت من قبل البارونة أشتون يبرز خطورة قضية أشرف... وقال quot;إنني أتطلع إلى العمل معه عن كثب للتأكد من أننا قادرون على تجنب وقوع كارثة جديدة على غرار سريبرينيتسا قد تحدث في أشرفquot;.

المعارضة الإيرانية تصف تعيين المبعوث بالإجراء الحيوي

تعقيبًا على القرار، رحّبت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية بتعيين مبعوث خاص لمعسكر أشرف. وأشارت رجوي إلى أنّ مبادرة البارونة اشتون quot;لمنع مذبحة سكان أشرف تمثل إجراء حيويًاquot;.

وقالت في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; إن المجتمع الدولي يجب أن يجبر الحكومة العراقية على القبول بزيارة المبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي لأشرف لوضع حد لتحديها للقوانين الدولية والالتزامات المتفق عليها. وشددت على ضرورة العمل على التخلي عن الموعد النهائي quot;الوهمي وغير القانونيquot; لحكومة بغداد لإغلاق معسكر أشرف بحلول نهاية عام 2011quot;.

كما شددت على استعداد عناصر المعسكر لإجراء مقابلات... وقالت quot;نظراً الى ما حصل في السابق من عمليات لأخذ الرهائن والتفجيرات والاغتيالات واستهداف قوافل التموين لأشرف، فإن أي عملية لنقل السكان الى خارج المعسكر تحت أي عنوان كان لغرض التسجيل أو اجراء المقابلة أمر غير مقبول، الى أن يتم نقلهم ايابًا وذهاباً مشابهًا لنقل منتسبي الأمم المتحدة والدول الغربية الى أشرف بالمروحيات وتحت حماية ومسؤولية كاملة من الأمم المتحدةquot;.

وأشارت إلى أنّ هناك حلاً بسيطًا وعمليًا لهذا الامر، وهو فصل جزء من أشرف وتسليمه الى مراقبي quot;يوناميquot; لبعثة الامم المتحدة في العراق ومنتسبي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ليعملوا في هذا الجزء المنفصل والمستقل وتحت راية الأمم المتحدة بمهامهم quot;وأن يعلنوا إعادة تأكيدهم لموقع اللجوء لسكان أشرف في أسرع وقت، الأمر الذي منعت الحكومة العراقيةحتى الآن من تحقيقه من خلال الضغوط والعراقيل التي وضعتها أمامهquot;.

جاء الاعلان اليوم عن تعيين مبعوث أوروبي حول قضية أشرف بعد أيام قليلة من تأكيد الحكومة العراقية تصميمها على إغلاق معسكر، وترحيل ساكنيه الى دول ثالثة بتهاية العام الحالي.

وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي خلال اجتماعه مع وفد مفوضية شؤون اللاجئين برئاسة كلير بورجوا ممثلتة المفوضية في العراق خلال الاسبوع الماضي quot;ان منظمة خلق هي منظمة ارهابية، كما تم تصنيفها من قبل الولايات المتحدة الاميركية وارووبا، كما انها قامت بجرائم ضد ابناء الشعب العراقي من خلال تعاونها مع النظام الدكتاتوري البائدquot;.

وأضاف انه بناء على ذلك فإن العراق مصمم على غلق معسكر أشرف في نهاية العام الحالي وإعادة توطين سكانه. وأشار إلى أنّه يمكن للسلطات العراقية ان تتعاون مع مفوضية شؤون اللاجئين من اجل تسهيل عملية خروج عناصر المعسكر من العراق.

جاء تأكيد السلطات العراقية هذا بعد قليل من تأكيد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق quot;يوناميquot; ضرورة حماية سكان معسكر أشرف من عمليات الترحيل والطرد وإعادة التوطين، وتعهدت بمساعدة حكومة العراق في البحث عن حل سلمي ودائم للمسائل المتعلقة بالمعسكر بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي.

وقامت البعثة مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان خلال الأعوام القليلة الماضية بمراقبة الوضع في معسكر أشرف عن قرب، واستكشاف السبل الممكنة للمساعدة على الوصول إلى حلول تتماشى مع الحقوق السيادية للعراق والقانون الدولي.

وقالت البعثة في بيان quot;إن الأمم المتحدة ما زالت تدعو إلى حماية سكان معسكر أشرف من الترحيل القسري والطرد أو الإعادة بالقوة التي تخالف مبدأ عدم الإعادة الجبريةquot;.

وأضافت quot;يعد تعزيز حقوق الإنسان في العراق جزءًا من ولاية بعثة الأمم المتحدة، حيث يقوم مكتب حقوق الإنسان التابع للبعثة بتقويم منتظم للوضع داخل معسكر أشرف ومحيطه من منظور يتعلق بالأوضاع الإنسانية وأوضاع حقوق الإنسان بصورة بحتةquot;. وأشارت إلى أنّ قيادة البعثة قامت بتكرار هذا الموقف بصورة مستمرة، بما في ذلك خلال مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي.

وكانت مريم رجوي قالت في منتصف نيسان (أبريل) الماضي quot;اننا لا نصرّ على البقاء في العراق، والآن بالإمكان إحضار الطائرات ونقل جميع سكان أشرف إلى الولايات المتحدة، التي اخذت أسلحتهم أو إلى اوروبا، ونحن سندفع تكلفة الطائرات.... لقد قلنا هذا من قبل، وانا شخصيًا أعلنت اننا قبل أي مكان مستعدون ونفضل الذهاب إلى وطننا إيران، شريطة توافر الأمن وحرية التعبير والنشاط السياسي وضمان ذلك من مجلس الأمن والمنظمات الدولية وقبول واعلان هذا الأمر من جانب الولي الفقيه (علي خامنئي) باسمه وتوقيعهquot;.

من جهتها اعربت الولايات المتحدة عن أملها بالمساهمة في حل تفاوضي بين العراق وحركة مجاهدي خلق الإيرانية، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر quot;نحن مستعدون لمساعدة الحكومة العراقية في وضع وتنفيذ خطة عبر التفاوض، واشدد على quot;عبر التفاوضquot; لمسألة مستقبل معسكر أشرفquot;. وأشار إلى أنّه يمكن ان تنص مثل هذه الخطة على ترحيل المعارضين الى بلد اخر رافضًا مع ذلك اعطاء المزيد من الايضاحات.

وحددت الحكومة العراقية نهاية العام الحالي موعدًا نهائيًا لترحيل عناصر منظمة مجاهدي خلق من البلاد، مشددة على quot;ضرورة ترحيلهم من العراق باستعمال كل الوسائل، بما في ذلك السياسية والدبلوماسية، وبالتعاون مع الامم المتحدة والمنظمات الدوليةquot;.

وكان الرئيس السابق صدام حسين قد سمح لمجاهدي خلق بالإقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988. لكن بعد سقوط الرئيس السابق في نيسان (أبريل) عام 2003 نزعت القوات الاميركية أسلحة هؤلاء المعارضين، وسلمت السيطرة على المعسكر الى قوات الامن العراقية، التي يقيم قادتها علاقات جيدة مع نظام طهران.

وقد طردت سلطات طهران حركة مجاهدي خلق، التي تأسست في عام 1965، بهدف قلب نظام الشاه، ثم النظام الإسلامي من إيران في الثمانينات، وتعتبرهم الولايات المتحدة منظمة إرهابية، لكن الاتحاد الأوروبي أزال عنهم هذه الصفة في مطلع عام 2009.