من المنتظر أن يعلن الاتحاد الأوروبي الأربعاء المقبل عن مشروع لنقل سكان معسكر أشرف إلى الولايات المتحدة ودول أوروبا السبع والعشرين وكندا. يأتي ذلك في وقت اتهمت فيه المعارضة الإيرانية مخابرات وقوة القدس الإيرانيتين ومنظمة بدر العراقية بتنظيم تظاهرة الجمعة ضد معسكر أشرف.


عراقيون يتظاهرون مطالبين بترحيل سكان معسكر أشرف

بغداد: قال الاتحاد الأوروبي إنه سيعلن الاربعاء المقبل عن مشروع لنقل سكان معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في شمال بغداد الى الولايات المتحدة ودول اوروبا السبع والعشرين وكندا، ودعا الى انسحاب القوات العراقية من داخل المعسكر، ورفع الحصار عنه، وإجراء تحقيق مستقل حول الهجوم ضده الذي أدى إلى مقتل 35 من عناصره.

فيما اتهمت المعارضة الايرانية مخابرات وقوة القدس الايرانيتين ومنظمة بدر العراقية بتنظيم تظاهرة الجمعة ضد أشرف، وقالت ان الهدف منها هو التمهيد لشنّ هجوم آخر ضد المعسكر.

وقال عضو البرلمان الأوروبي رئيس لجنة العلاقات مع العراق استراون استيونسون انه أجرى خلال زيارة عالية المستوى إلى العراق خلال الأسبوع الماضي، حيث قابل كبار المسؤولين العراقيين والأميركيين وممثلي الأمم المتحدة في العراق - يونامي، quot;حيث جعلنا الأمر واضحاً في مناقشاتنا في العراق بأننا مستعدون للبحث عن حلّ طويل المدى وسلمي، مستند إلى مفاوضات، تتضمّن كلّ الجوانب، ونقبل الموقف بأنّ سكان أشرف لا يستطيعون البقاء في العراق الى الأبد، وقد يتم مساعدتهمللذهاب إلى الدول الأعضاء الأوروبية السبع عشرة لتفادي إراقة دماء وعنف آخر.

واوضح ان الحكومة العراقية قد منعت وفده quot;بصريح العبارة من زيارة مخيم أشرف، حيث وقعت جريمة دولية مورست على شكل مذبحة قتلت 35 مدنيًا غير مسلحين وجرح مئات الآخرين في الثامن من الشهر الماضي على أيدي الجيش العراقي وقوّات الأمن العراقية، ما يستوجب إجراء تحقيق دولي مستقل لتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالةquot;.

وأضاف استيونسون في تصريح صحافي السبت تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه انه أطلع مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية والممثلين الرسميين لسكان معسكر أشرف خارج العراق في مقرها في باريس ومندوبين عن سكان أشرف، البالغ عددهم 3400 شخص، quot;بأنني وزملائي مشغولون بدراسة وإعداد خطة واقعية وعملية لنقل سكان أشرف إلى البلدان الثالثة، وأنا متفائل بأنّ هذا الحلّ سيعلن في مؤتمر صحافي في ستراسبيرغ في 11 أيار(مايو) الحالي.

وأكد انه يمكن للجنة العلاقات الاوروبية مع العراق التوسّط quot;في أن نتعامل مع الاتحاد الاوروبي وأميركا ويونامي واللجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الخ.. لكن هذه كليًا مشروطة بتأمين الطلبات الآتية وهي: انسحاب القوات العراقية من داخل معسكر أشرف ورفع الحصار عنه واعطاء السكان، وبشكل خاص أولئك المصابين بجروح حرجة، امكانية الوصول إلى الخدمات الطبية في المستشفيات العامّة والعيادات الخاصّة في العراق، واجراء تحقيق مستقل حول حادثة 8 نيسان/ابريل، ومحاسبة اولئك المسؤولين عن قتل 35 مدنيًا غير مسلّحينquot;.

وشدد على ان quot;النقل القسري لسكان أشرف داخل العراق، كما تم اقتراحه من قبل مصادر مختلفة،ولمّح اليه الأميركيون أيضًا، ليس خياراً واقعياً وعملياً، ويمكن أن يكون على أرض الواقع تمهيداً لمذبحة أخرى فقطquot;.

وأشار الى انه quot;إذا كانت النية الحقيقية للحكومة العراقية ترحيل أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية، الذين عاشوا في أشرف لأكثر من 20 سنة، من العراق، فمن الأفضل، وبدلاً من أن تصدر الآجال النهائية التي لا تساهم في إيجاد حلّ دائم وسلمي، عليها (الحكومة العراقية) أن تقدم المساعدة والأعمال الضرورية لتطبيق الحل المعروض من قبل وفد البرلمان الاوروبيquot;.

وأكد ان النقل القسري لهؤلاء اللاجئين غير المسلحين، البالغ عددهم 3400 شخص، هو عمل غير شرعي quot;ويمثل إنتهاكاً لمعايير الأمم المتحدة وبنود القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، كما إنه وبعد شهر من الهجوم، وبينما القوّات المسلّحة العراقية والمدرعات العراقيةما زالت تمنع دفن 35 من ضحايا الهجوم في مقبرة المخيم، فإن طرح موضوع النقل ما هو الا للتغطية على أحداث مذبحة 8 أبريل، والتستر عليها، والتمهيد لإجراء هجوم شرير جديدquot;.

وقال quot;أتمنّىأن أكون قادرًا على تقديم إقتراح نهائي للحل طويل المدى لأزمة أشرف إلى مريم رجوي وسكان أشرف في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، وحيث سيكون أمرًا صعبًا الحصول على موافقتهم على الإقتراح الذي ينهي بشكل مؤثرعلاقتهم منذ عقود مع أشرف الذي يعتبرونه بيتهمquot;.

واضاف quot;انني ووفد البرلمان الاوروبي مستعدون للعمل على هذا الهدف، إذا كان بالامكان اعادة شروط السلام والحالة الطبيعية إلى أشرف في الأمد القصير، وهذا يعني أن على الجميع ابداء ضبط النفس وعدم سعي قوّات الأمن العراقية أو أي شخص آخر إلى نقل السكان قسراً إلى موقع آخر في العراقquot;.

مشروع أميركي لنقل أشرف إلى مكان آخر داخل العراق

وأعلنت الولايات المتحدة أمس أنها أعدت خطة جديدة لمعسكر أشرف، وطالبت بنقل المقيمين فيه موقتًا الى موقع جديد في العراق، الى ان يتم اعادة توطينهم في نهاية الامر في بلد ثالث.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية ان الخطة تستهدف منع وقوع أي عنف جديد في المعسكر، حيث قتل 35 شخصًا فيالشهر الماضي، بعدما تحركت قوات الامن العراقية ضده. واضاف quot;ندرك ان هذه مأساة انسانية، وهناك امكانية كبيرة لان تصبح قضية انسانية في المستقبلquot;.

وأشار الى انه quot;في ضوء تاريخ الاستفزازات نشعر بقلق بالغ بشأن احتمالات العنف في المستقبلquot;.

وقال ان الحكومة العراقية تدرس خطة اميركية جديدة ستقدم الان الى قادة معسكر اشرف، وهو قاعدة لجماعة مجاهدي خلق الايرانية، التي تعتبرها الولايات المتحدة والعراق وايران منظمة ارهابية.. لكن الاتحاد الاوروبي رفع اسم المنظمة من قائمة الارهاب في عام 2009.

وشدد على انه quot;يجب علينا تفادي وقوع مزيد من العنف من قبل أي جانبquot;. وقال quot;انه فضلاً عن المقترحات الاميركية الجديدة، فإن محادثات تجري بين بعثة الامم المتحدة في العراق وقادة معسكر اشرف للسماح لسكان المعسكر بالوصول الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، وهو أمر كانت ترفضه القيادة من قبلquot;.

وتقضي الخطة الاميركية الجديدة بإعادة توطين سكان المعسكر، وعددهم 3400، وقادتهم في موقع جديدة، يتم اختياره وترشيحه من قبل العراق، حيث اوضح المسؤول ان الولايات المتحدة ستعمل مع الحكومة العراقية وشركاء دوليين آخرين لضمان سلامة سكان أشرف إذا وافقوا على هذا التحرك. وأضاف quot;سننشئ آلية لضمان سلامة السكان بسبب مخاوفهم على سلامتهمquot;.

لكن وزير حقوق الانسان العراقي اعتبر وجود منظمة مجاهدي خلق الارهابية في العراق غيردستوري، مشيرا الى وجود عناصر وصفها بالمشبوهة، تقوم بأعمال تعسفية داخل المعسكر.

وقال محمد شياع السوداني في تصريح صحافي ان وجود المنظمة في العراق غير دستوري وضد أمن المنطقة، وهناك 81 امراً بالقاء القبض صادراً من محاكم دولية بحق اشخاص في معسكر اشرف. واضاف ان تعامل العراق مع هذه المنظمة كان بشكل انساني، على الرغم من دور هؤلاء في قمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991، اذ تم تشكيل لجنة للتفاوض معهم، وابلاغهم بضرورة اخلاء المعسكر.

واوضح السوداني ان هناك مجموعة تقوم باعمال تعسفية داخل المعسكر، وتعوق أي إجراء يتخذ لايجاد حلّ للموجودين في معسكر اشرف، اذ انها تعوق دخول القوات الرسمية او ايجاد أي حل.

وشنّت جماعة مجاهدي خلق، التي تسعى الى الاطاحة بالحكومة الاسلامية في طهران، هجمات على ايران، انطلاقا من العراق قبل سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003. وفي السبعينات، قادت حملة على شاه ايران المدعوم من الولايات المتحدة، بما في ذلك هجمات على أهداف أميركية. ولا يتمتع نحو 3400 شخص في معسكر أشرف بأي وضع قانوني في العراق، حيث تعهدت الحكومة إغلاق المعسكر بحلول نهاية العام الحالي 2011.

المعارضة تتهم المخابرات الايرانية بتنظيم تظاهرات ضد أشرف

الى ذلك، اتهمت المعارضة الايرانية اليوم المخابرات وقوة القدس الايرانية بتنظيم تظاهرة امس الجمعة ضد معسكر أشرف، ووصفتها بأنها quot;مهزلة مثيرة للضحك، ومتكررة في القسم المحتل في أشرفquot;.

وقال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ان الهدف من هذه المهزلة التظاهرة هو quot;تبرير مجزرة 8 نيسان والتمهيد لشنّ هجوم آخر على أشرفquot;.

واضاف في بيان ان النظام الايراني والمالكي (رئيس الوزراء العراقي) وبهذه المهزلة اليائسة ينويان الايحاء بأن أهالي المنطقة يريدون اخراج مجاهدي خلق من أشرف والعراق، في وقت تصاعدت فيه مواقف الشجب والاستنكار من قبل المجتمع الدولي للهجوم الإجرامي، الذي شنّ على أشرف في 8 نيسان الماضيquot;.

واشار المجلس الى انه صباح امس quot;قام عدد كبير من أفراد الشرطة والجيش العراقي بتوفير التسهيلات اللازمة لتجمع العناصر العميلة للنظام الايراني من العراقيين بالقرب من ساحة laquo;لالهraquo; في المنطقة المحتلة لأشرف، ووضعوا أحد المباني المحتلة تحت تصرف العملاء، وكان مديرا هذه المهزلة المثيرة للسخرية الشيخ جبار المعموري ونافع العيسى عميلين معروفين لقوة القدس، وهما مدعومان بشكل كامل من قبل القوات العسكرية والأمنية، وفق الأوامر الصادرة من صادق محمد كاظم من لجنة قمع أشرف في رئاسة الوزراء العراقيةquot; بحسب قوله.

واوضح ان quot;جبار المعموري و بالارتباط المباشر مع فالح الفياض مستشار الأمن القومي للمالكي ومسؤول لجنة قمع أشرف فهو الآخر حاول من خلال اعطاء المال لبعض من الأهالي لتشجيعهم على المشاركة في هذه المهزلة المفضوحة لكن الأهالي وجهوا ردهم السلبي وأكدوا رفضهم للمشاركة في التظاهرة .

وأوضح ان quot;جاسم ابو حيدر ممثل المجلس الأعلى الاسلامي في العراق، الذي كان لمدة طويلة في ايران في ممثلية الولي الفقيه في فيلق بدر، وهو من متقاضي الرواتب من قوة القدس، إلى جانب ابو علي الجيراني من حركة حزب الله، قد شاركا في هذه المهزلة المثيرة للسخريةquot; وفق قوله.وقال ان قائد الفرقة الخامسة في ديالى ونائب قيادة عمليات ديالى وفوج المغاوير وسرية الانضباط في الفرقة الخامسة ديالى قد دخلوا الميدان لدعم المتظاهرين.

وقد تظاهر اكثر من الف عراقي امام معسكر اشرف مطالبين بطرد اعضاء المنظمة التي اعتبروها quot;ارهابيةquot;. وتجمع المتظاهرون الذين وصلوا على متن عشرات الحافلات آتين من محافظات عدة عند مدخل معسكر اشرف، الذي يقع في ناحية الخالص (80 كلم شمال بغداد)، حيثشارك في التظاهرة عائلات ايرانية. وحمل المتظاهرون اعلامًا عراقية ولافتات كتب عليها quot;نطالب رئيس الوزراء باخراج منظمة مجاهدي خلق الارهابيةquot; وquot;منظمة مجاهدي خلق والارهاب يد واحدة ضد الشعب العراقيquot;.

وشكلت قوات من الجيش العراقي حاجزًا بين المتظاهرين وعناصر منظمة مجاهدي خلق، الذين احتشدوا في الجانب الاخر، واخذوا يطلقون هتافات عبر مكبرات الصوت باللغة الفارسية.

وقال نافع المالكي، احد منظمي التظاهرة، ويعمل في مكتب رئاسة الوزراء، quot;نريد اخراج هذه المنظمة، وهذه التظاهرة هي للضغط على الحكومة، حتى تتخذ قرارًا حازمًا، وتطردها من العراقquot;.

وكانت منظمة مجاهدي خلق اتهمت الخميس المخابرات الإيرانية ومنظمة بدر والمجلس الإسلامي الأعلى بدعم القوات المسلحة العراقية لـquot;تشديد التعذيب النفسيquot; على عناصرهاوحشد عناصر موالية لإيران، تمهيداً لتنظيم تظاهرة أمام المعسكر الجمعة.

وتأخذ أزمة وجود عناصر منظمة مجاهدي خلق في العراق بعداً آخر هذه الأيام،حيث يبدو في طريقه إلى الحسم بعد إصدار الحكومة العراقية قراراً بإنهاء وجود المنظمة في البلاد قبل نهاية العام الحالي، باعتبارها إرهابية، وشاركت بقتل عراقيين.

واتهمت منظمة العفو الدولية في الثامن عشر من الشهر الماضي الحكومة العراقية بقتل 35 شخصًا من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي، خلال مواجهتهم القوات العراقية التي حاولت اقتحام معسكر أشرف.

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق قد تأسست عام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية عام 1979 عارضت النظام الإسلامي، والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينات خلال الحرب بين إيران والعراق، التي دارت رحاها بين عامي 1980و 1988. وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يونيو) عام 2001.

وتزيد مساحة معسكر أشرف عن 50 كم مربع، ويسكنه 3400 من الإيرانيين المعارضين لحكومة بلادهم، بينهم الف من النساء والاطفال.