أقارب لسكان أشرف يتظاهرون في واشنطن ضد الهجوم على المعسكر

فيما اطلع الرئيس العراقي جلال طالباني سفراء الدول الأوروبية على موقف بلاده الرافض وجود عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة على أراضيها، فقد اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية بقتل 30 عنصراً من أعضاء المنظمة الإيرانية، التي اكدت ان القوات العراقية تواصل لليوم الثالث منذ هجومها الجمعة على معسكر اشرف في شمال بغداد الاعتداء على سكانه ونهب وتحطيم ممتلكاتهم.


اتهمت منظمة العفو الدولية الحكومة العراقية بقتل ثلاثين من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وجرح آخرين باستخدام الرصاص الحي في محاولة لقمع احتجاجات ضد القوات العراقية، قاموا بها في معسكر أشرف (80 كم شمال شرق بغداد) الجمعة الماضي.

واشارت المنظمة في تقرير اليوم إلى انه على الرغم من أن الحكومة العراقية تعهدت في الثلاثين من الشهر الماضي بان قواتها لن تستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين، إلا في حال الدفاع عن النفس،غير انها أقدمت بعد أيام قليلة على فتح النيران على سكان المعسكر.

وطالبت السلطات العراقية أن تجري تحقيقاً فورياً مستقلاً في ما ورد من أنباء عن قتل الجنود العراقيين لمقيمين في المعسكر الخاص بالمنفيين الإيرانيين. وقال مالكوم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنه طبقاً لمعلومات تلقيناها فقد انتقل الجنود العراقيون إلى المعسكر، واستخدموا القوة المفرطة ضد قاطني المعسكر الذين حاولوا مقاومتهم. وأضاف قائلاً quot;وهذه سلسلة أعمال عنف أخيرة يقوم بها جنود الحكومة العراقية ضد قاطني معسكر أشرف التي تعارض وجودهم المستمر في العراقquot;.

واوضحت ان المصادمات قد اندلعت صباح الجمعة بعدما تمركزت قوات الأمن العراقية في المعسكر مستخدمة مدرعات حاملة جنود، وأطلقت الرصاص الحي على سكان المعسكر الذين حاولوا مقاومتها، مما أدى إلى وقوع عدد من الوفيات والإصابات. ويقع المعسكر في محافظة ديالى على بعد نحو 80 كيلومتراً شمال بغداد، وهو مسكن لحوالي 3400 إيرانيين منفيين ولاجئين، من بينهم أعضاء ومؤيدون لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المحظورة.

وقال مسؤولو منظمة مجاهدي خلق لمنظمة العفو الدولية إنه نظراً إلى القيود المفروضة من قبل الحكومة العراقية فإن المرفق الطبي لمعسكر أشرف ليس لديه الأدوية أو المعدات الطبية المناسبة التي بها يمكن التعامل مع الذين أبلغت منظمة مجاهدي خلق بأنهم قد أصيبوا في المصادمات.

وأضاف ملكوم سمارت quot;ان هذا مبعث قلق شديد. وإذا أحبت السلطات العراقية ذلك الأمر أم كرهته، فإنها مسؤولة عن أمن ورفاه سكان معسكر أشرف، بما في ذلك توفير العلاج الطبي الفوري اللازم عند الحاجة إليهquot;.

وقال أحد المتحدثين باسم الحكومة العراقية إن سكان معسكر أشرف قد قاموا بإلقاء الحجارة على قوات الأمن أثناء ما سماه quot;الشغبquot;. وقال إن الجنود لم يطلقوا النار، ولكن استخدموا القوة لدفع السكان وإعادتهم إلى داخل المعسكر.

ومنذ أن سلمت الولايات المتحدة الإشراف على معسكر أشرف إلى القوات العراقية في منتصف 2009 قالت منظمة مجاهدي خلق لمنظمة العفو الدولية إن الوجود العسكري المستمر جعل من الصعوبة في مكان الحصول على العلاج الطبي داخل المعسكر أو خارجه. وتقوم لجنة أمنية عراقية بالتحكم في تدفق الإمدادات الطبية إلى المعسكر، وتقرر من يستطيع السفر خارج المعسكر لتلقي علاج متخصص.

طالباني يبلغ الاوروبيين معارضة بلاده وجود مجاهدي خلق

من جهته بحث الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد اليوم مع سفراء دول الاتحاد الاوروبي المعتمدين في العراق، إضافة الى سفيري روسيا وتركيا التطورات السياسية على الصعيدين المحلي والاقليمي، حيث جرى التأكيد على توافر كل الاستعدادات لعقد القمة العربية المقبلة في بغداد وفي موعدها المقرر، كما استمع الحضور الى شرح للموقف العراقي من قضية منظمة مجاهدي خلق ووجودها الآن في العراق الذي يصرّ على رحيلها من البلاد.

وقد طالب التحالف الوطني العراقي (الشيعي) رئيس الحكومة العراقية بالتعامل بحزم مع عناصر مجاهدي خلق وطردهم من العراق فورًا. ودعا التحالف عقب اجتماع في بغداد المالكي بالتعامل بحزم مع ملف عناصر منظمة مجاهدي خلق والعمل على طردهم من البلاد فوراquot;.

وشدد قادة التحالف الوطني، ومن ضمنهم المالكي، على أن منظمة مجاهدي خلق هي منظمة إرهابية، شاركت في أعمال عنف وقمع الانتفاضة الشعبانية عام 1991 إلى جانب قوات النظام السابق. وهدد التحالف الوطني باللجوء إلى الضغط عبر البرلمان والتظاهرات الشعبية لطرد عناصر المنظمة خارج العراق، في حال فشلت الحكومة في طردهم.

المعارضة: قوة القدس شاركت مباشرة في الهجوم على أشرف

من جانبه اكد quot;المجلس الوطني للمقاومة الإيرانيةquot; مشاركة عدد من من الحرس بقوة القدس الإيرانية بصورة مباشرة في الهجوم على اشرف الجمعة، وقال إن quot;بعض هؤلاء الحرس استشاط غضبًا للصمود المدهش للمجاهدين العزل، وفقد صوابه، واخذ يكيل الشتائم باللغة الفارسية إلى المجاهدين، وخاصة النساء الباسلاتquot;.

وأضاف quot;أنه في العديد من الحالات أطلق هؤلاء الحرس النار من رشاشاتهم على المجاهدين من عناصر المنظمة، وهم يحملون الجرحى على النقالات، فقتل عدد منهم، واصيب آخرون بجروح، حيث ان عددا من هؤلاء الحرس لا يزالون منتشرين بين القوات المهاجمه التي احتلت المرافق والأماكن السكنية في أشرفquot;.

واشار الى انه قبل شهر من هذا quot;الهجوم الوحشيquot;، قام قادة قوة القدس الإرهابية بالتجول سرًا داخل أشرف مستخدمين سيارات ذات زجاج معتم للاستكشاف العملاني لأشرف، وقد ابلغ سكان أشرف في حينه هذا الموضوع إلى القوات الأميركية والأمم المتحدة، وطالبوا باتخاذ اجراء رادع ضد هؤلاء.

واليوم، قال مصدر في شرطة محافظة ديالى إن السلطات تحقق مع ستة من انصار جماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة اصيبوا بجروح خلال مواجهات الجمعة الماضي مع القوات العراقية. واوضح ان السلطات تحقق مع هؤلاء بعد نقلهم الى الخالص (60 كلم شمال بغداد) من مستشفى بعقوبة العامquot;. وهؤلاء الستة كانوا ضمن 14 جريحًا تم نقلهم الى مستشفى بعقوبة من معسكر اشرف الجمعة، اثر صدامات مع قوات الامن العراقية.

وفي حين تؤكد المنظمة مقتل 33 وجرح 325 من انصارها في المعسكر، اعلنت السلطات العراقية مقتل ثلاثة فقط واصابة 14 اخرين.

على الصعيد نفسه، فقد اعلن الجيش الاميركي ان السلطات العراقية قد سمحت لفريقه الطبي بتقديم اي مساعدات طبية انسانية قد تكون مطلوبة، بعدما كان اعلن في وقت سابق ان الحكومة العراقية رفضت طلبه. واضاف في بيان quot;ستقدم نتائج هذه المساعدات الطبية وتقويمنا الظروف الصحية للحكومة العراقية التي ستسمح بمساعدات اخرى قد تكون مطلوبةquot;. وقالquot;بما ان دخولنا المخيم كان لاغراض انسانية بحتة نيابة عن الحكومة العراقية، سننقل نتائج هذه الزيارة للمسؤولين العراقيين فقطquot;.

وبينما اعربت واشنطن والامم المتحدة وبريطانيا وهيئات دولية عدة عن قلقها ازاء ما حدث، داعية الحكومة العراقية الى quot;ضبط النفسquot;، اشادت طهران بما قامت به هذه الحكومة. ويقيم نحو 3500 من انصار مجاهدي خلق في المعسكر الذي سمح الرئيس السابق صدام حسين لمجاهدي خلق بالاقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب بين العراق وإيران بين عامي 1980و1988.

لكن بعد سقوط صدام حسين، نزعت القوات الاميركية اسلحة هؤلاء المعارضين، وسلمت السيطرة على المعسكر الى قوات الامن العراقية.

القوات العراقية تواصل اعتداءاتها على اشرف لليوم الثالث

ودعا المجلس الوطني للمقاومة الى محاكمة قائد القوات العراقية البرية الفريق علي غيدان الذي اشرف على الهجوم على معسكر اشرف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجريمة ضد الانسانية وضد المجتمع الدولي.واكد انه في اليوم الثالث للهجوم على معسكر أشرف لا تزال القوات العراقية تقوم بسرقة ونهب أموال وممتلكات سكان المعسكر وتدمير أماكنهم وتمنع السكان من العودة إلى المناطق المحتلة من قبل القوات المهاجمة.

وقال انه في عملية معادية للإسلام والإنسانية، احتلت هذه القوات مقبرة quot;مورفاريدquot; العائدة لسكان أشرف، وقامت بتخريب أجزاء منها، وتمنع سكان المخيم من زيارة المقبرة، فيما كان السكان يزورونها منذ 20 عامًا وحتى الآن باستمرار، كما تمنع سكان المخيم من دفن جثث الضحايا في هذه المقبرة.

واضافت إن إجراءات وتصرفات القوات العراقية ضد سكان مخيم أشرف، سواء من دخول المدرعات إلى المناطق المدنية في المعسكر وإطلاق الرصاص على جمهور المدنيين خاصة بالرشاشات والمدافع والقتل الجماعي لسكانه العزل ومنع الجرحى من الوصول إلى الخدمات الطبية أو احتلال وتدمير المقبرة ونهب أموال وممتلكات السكان وإيقاف ضخ الماء وأمثال ذلك، تعتبر كلها أمثلة على الجريمة ضد الإنسانية وجريمة الحرب.

وذكر انه بعد ثلاثة أيام من الهجوم الذي أسفر عن مقتل 33 من المجاهدين وإصابة 300 آخرين بجروح لا تزال القوات العراقية تمنع ممثلي الأمم المتحدة من زيارة معسكر أشرف. واوضح ان هذا يأتي في وقت طالبت فيه مختلف الجهات الدولية، ومنها السيد إد ميلكرت الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي والسيدة كاترين إشتون الممثلة العليا للاتحاد الأوربي في بيانها الصادر يوم السبت، بالسماح للمراقبين الدوليين بالوصول الحر إلى أشرف.

واكد المجلس ان المالكي الذي هو المسؤول المباشر عن الهجوم الشرس على أشرف يمنع ممثلي الأمم المتحدة من زيارة أشرف، ليمنع بذلك من انكشاف أبعاد الجريمة المروعة التي ارتكبها الجمعة ضد سكان أشرف العزّل من جهة، ويمهد الطريق لشن مزيد من الهجمات على سكانه، وارتكاب مزيد من الجرائم بحقهم من جهة أخرى، وذلك بأمر من علي خامنئي المرشد الاعلى الإيراني على حد قوله.

واكد المجلس اختطاف القوات العراقية عددا من سكان المعسكر الجرحى خلال الهجوم واحتجازهم كرهائن ونقلهم بكل قسوة من أشرف. واشار الى ان الرهائن الستة وهم laquo;بهمن طلوعraquo; وlaquo;مهدي غفوريraquo; وlaquo;حميد مكيraquo; وlaquo;حسين عينيraquo; وlaquo;بابك كريميraquo; وlaquo;أصغر مهدي زادهraquo; مضربون عن الطعام وحالتهم الصحية متدهورة. وقال ان رئيس اللجنة العراقية المشرفة على اشرف علي ياسري من مكتب المالكي ورئيس لجنة قمع أشرف والذي استدعي من قبل المحكمة الإسبانية بتهمة ارتكابه جريمة ضد المجتمع الدولي قام بنفسه باستجواب الرهائن في سجن الخالص ومارس عليهم الضغوط.

واكد مجلس المقاومة ان الولايات المتحدة وبموجب القوانين الدولية وعلى أساس الاتفاق الذي أبرمته مع كل فرد من سكان مخيم أشرف على حدة عام 2003 هي المسؤولة عن حياة وسلامة هؤلاء الرهائن.. وطالب القوات الأميركية في العراق وسلطات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكل الهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى اتخاذ خطوة عاجلة لإطلاق سراح الرهائن وإنقاذ حياتهم.

وكانت قوات عراقية مؤلفة من عناصر في الجيش والشرطة، قوامها نحو ألف عنصر، قد اقتحمت معسكر أشرف في بداية العام الماضي، لكن عناصر مجاهدي خلق تصدوا لها، مما أدى إلى اندلاع مواجهات، أسفرت عن إصابة نحو 260 شخصاً من الجانبين، فضلاً عن اعتقال 50 عنصراً من عناصر المنظمة. واثر ذلك، استدعت المحكمة الوطنية الاسبانية في 25 من الشهر الماضي أربعة مسؤولين عراقيين، بينهم اثنان من القادة العسكريين بتهمة ارتكاب جرائم ضد سكان معسكر أشرف، وذلك للادلاء باقوالهم في نهاية ايار (مايو) المقبل.

وأصدرت محكمة التحقيق المركزية الرابعة الاسبانية قرارًا استدعت فيه مسؤولين عراقيين اثنين وضابطين في الجيش العراقي بتهمة quot;ارتكاب جريمة ضد المجتمع الدوليquot;. وقال المحامي الاسباني خوان غارسيه محامي سكان اشرف ان هؤلاء المسؤولين العراقيين الذين تم استدعائهم هم: علي الياسري رئيس لجنة اغلاق أشرف في رئاسة الوزراء العراقية وصادق محمد كاظم مدير اللجنة والمقدم نزار حازم والملازم حيدر عذاب ماشي لمهاجمتهم سكان معسكر اشرف بتهمة خرق اتفاق جنيف الرابعة من خلال ارتكابهم جريمة ضد المجتمع الدولي.

وقد سمح الرئيس السابق صدام حسين لمجاهدي خلق بالإقامة هناك لحملهم على مساندته في محاربة النظام الإيراني خلال الحرب بين العراق وإيران (1980-1988). لكن بعد سقوط الرئيس السابق في نيسان (أبريل) عام 2003 نزعت القوات الاميركية اسلحة هؤلاء المعارضين، وسلمت السيطرة على المعسكر الى قوات الامن العراقية، التي يقيم قادتها علاقات جيدة مع نظام طهران.

وقد طردت حركة مجاهدي خلق، التي تأسست في عام 1965، بهدف قلب نظام الشاه، ثم النظام الاسلامي من إيران في الثمانينات، وتعتبرهم الولايات المتحدة منظمة ارهابية، لكن الاتحاد الاوروبي أزال عنهم هذه الصفة في مطلع عام 2009.