دعت المعارضة الإيرانية إلى تدخل دولي وأميركي فوري لوقف الاعتداءات على سكان معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق. ويأتي ذلك بعد أن هاجمت قوات عراقيّة المعسكر الذي يقع شمال شرق بغداد يوم الأحد وأصابت العشرات من عناصره بجروح بالغة.


بغداد: أعلنت المعارضة الإيرانية أن قوات عراقية هاجمت اليوم بإسناد 25 مدرعة هاموي وباستخدام هراوات مطاطية وخشبية معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية شمال شرق بغداد، وأصابت العشرات من عناصره بجروح بالغة، حالة عدد منهم خطرة. ودعت الى تدخل دولي واميركي فوري لوقف الاعتداءات على سكان المعسكر.

وأبلغ مصدر في مجلس المقاومة الايرانية quot;ايلافquot; في اتصال هاتفي من داخل معسكر اشرف أن قوات عراقية هاجمت بأوامر من اللجنة الامنية الحكومية العراقية بقيادة العقيد لطيف، ومصحوبة بحوالى 25 مدرعة هاموي المرضى المتواجدين في مستشفى المعسكر. وانهالت عليهم بالضرب المبرح باستخدام الهراوات المطاطية والخشبية واصابتهم بجروح بالغة واخرجتهم من المستشفى بالعنف. كما هاجمت هذه القوات عددًا آخر من الأفراد الذين كانوا بالقرب من موقع المستشفى، وأصابتهم بجروح وكدمات.

وقد أكّد إصابة العشرات بجروح مختلفة حالة بعضهم خطرة، موضحًا أن وضع احدهم وهو quot;بهروز مهاجرquot; متردية اثر اصابة رئته بضربات الهراوات المطاطية.

وأشار إلى أنّ القوات المهاجمة منعت على الرّغم من ذلك دخول طبيبين اخصائيّين للعيون والأمراض الداخلية قد قاما بزيارة أشرف.

وأضاف انه بعد نقل الملف الأمني لمعسكر quot;أشرفquot; من القوات الاميركية إلى القوات العراقية منتصف العام الماضي وضع سكان أشرف هذه المستشفى وجميع امكانياتها تحت تصرف الحكومة العراقية.

وبعد ذلك حولت القوات العراقية quot;في اجراء تعسفيquot; هذه المستشفى إلى مركز للتعذيب والقمع.

وأوضح انه منذ شهر وبأمر صادر من اللجنة العراقية المشرفة على أشرف قامت القوات العراقية بتوسيع منطقة المستشفى واضافت اجزاءً من المساحات الداخلية للمعسكر اليه quot;تمهيدًا للقيام بممارسات قمعية بحرية أكثر، فأصبحت المستشفى حاليًّا مستولى عليها من قبل تلك القوات بشكل كامل واستقرت قيادتها في المستشفى أيضًاquot;.

واشار المصدر الى انه وفي اطار التضييق الطبي المتصاعد ضد السكان فقد طلبت القوات العراقية أمس السبت من مجموعة تضم 8 افراد من سكان اشرف المتواجدين في ساحة المستشفى منذ 20 شهرًا من اجل تقديم التسهيلات للمرضى مغادرة ساحة المستشفى وذلك من خلال توجيه تهديدات ضدهم وإرعابهم.

وقال انه على الرغم من انه كان واضحًا بأن هذا التصرف غير القانوني جاء ضمن إطار فرض مزيد من القيود الطبية على السكان واستخدام العامل الطبي كوسيلة لممارسة التعذيب ضدهم فقد قرر السكان ولتجنب وقوع اية مواجهة مع القوات العراقية مغادرة المكان.

أحد سكان أشرف المصابين بجروح

وكانت القوات العراقية قد طوّقت موقع تواجد هؤلاء الأشخاص قبل ذلك بيوم واحد ولم تسمح حتى بايصال الماء والطعام والملابس اليهم وهم محبوسون داخل المستشفى.

واوضح المصدر ان تصعيد القوات العراقية من حملتها ضد سكان معسكر اشرف الذي يضم 3400 عضو في منظمة مجاهدي خلق المعارضة بينهم الف طفل وأمراة، يأتي الان نتيجة تصاعد الدعم الشعبي والبرلماني العراقي والدولي لمعسكر اشرف ولا سيما بعد صدور قرار البرلمان الاوروبي في 25 من الشهر الماضي وندوة واشنطن لرجال الكونغرس في 17 من الشهر الحالي والمؤتمر الدولي في باريس في 22 من الشهر الحالي، وكذلك بعد تشكيل حكومة الشراكة الوطنية في العراق.

ومن جهته، دعا المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الامين العام للأم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وممثل الأمين العام في العراق أد ملكيرت والسفير الأميركي جيمس جيفري وقائد القوات الأميركية الجنرال اوستن إلى التدخل فورًا لوقف quot;الأعمال العدائية والممارسات التعسفية للقوات العراقيةquot;.

وطالب المجلس القوات الأميركية بتولي أمن أشرف مرة أخرى لمنع إراقة الدماء وبأن ينتشر فريق المراقبين التابع للأمم المتحدة بداخله.

وناشد جميع الهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان وإتحادات ونقابات الأطباء quot;بإدانة هذه الممارسات القمعية واتخاذ إجراء عاجل بوقفهاquot;.

وكانت منظمة مجاهدي خلق التي تأسست العام 1965 بهدف الاطاحة بنظام شاه ايران وبعد الثورة الاسلامية العام 1979،قد عارضت النظام الجديد القائم في ايران ثم قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين باستقبال عناصرها وتسليحهم ودفعهم للقيام بعمليات مسلحة ضد الجيش الايراني خلال الحرب العراقية الايرانية التي امتدت بين العامين 1980 و1988.

وقد تم شطب المنظمة اواخر كانون الثاني (يناير) من العام الماضي من لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية ودانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار.