المباحثات العراقية الإيرانية برئاسة زيباري وصالحي

واجه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مباحثات يجريها مع المسؤولين الإيرانيين حالياً ضغوطاً تستهدف إيصال رسالة إلى الحكومة العراقية بضرورة عدم التمديد للقوات الأميركية بعد نهاية العام الحالي إضافة إلى إغلاق معسكر أشرف لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد في حين أعلنت طهران مضاعفة عدد زائريها الى العراق ليبلغ 6 الاف شخص في اليوم وصولا الى ثلاثة ملايين زائر سنويا.


خلال مباحثات في طهران اليوم أبلغ رئيس مجلس الشوري الاسلامي علي لاريجاني الوزير زيباري ضرورة عدم السماح quot;من خلال استمرار تواجد القوات المحتلة بوضع عقبات أمام الثروات الوطنية العراقية والانجازات القيمة والاستقلال و السياسة الوطنية و الديمقراطية التي حققها الشعب العراقي خلال الاعوام الماضيةquot;.

وشدد على ان الحكومة الإيرانية تهتم بمصير الشعب العراقي وتتطلع الى إقامة دولة ذات سيادة ومستقلة وحرة في العراق. وأضاف quot;ان الشعب العراقي دفع ثمنا غاليا لنيل الحرية و الديمقراطية ولا ينبغي أن يسمح للقوات الخارجية ان تنتهك سيادة العراقquot;. وقال إن quot;إيران حكومه وشعبا تولي اهتماما كبيرا بمصير العراق و تدعو الى عراق مقتدر وديمقراطي و مستقل حيال التطورات الاقليميةquot;.

وأشار لاريجاني quot;الى الاواصر المشتركة و العريقة والاخوية القائمة بين البلدينquot;، وقال quot;ان الجمهورية الاسلامية الإيرانية ترحب دوما بتقديم اي دعم في اطار تنمية و اعمار وحل مشاكل العراق داعيا الي الاسراع في تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين و إزالة اية عقبة في هذا المجالquot;.

ولفت لاريجاني الى التطورات الاخيرة في المنطقة والمواقف المضطربة للقوى الدولية حيالها و قال : يجب على القوى الدولية ان تنصاع لمطالب الشعوب بشأن إقامة أنظمة ديمقراطية لأنها ليست قادرة على الوقوف امام الجماهير.

من جانبه اشاد زيباري quot; بالدعم الشامل الذي قدمته و تقدمه إيران حكومه وشعبا الى الشعب العراقيquot; وقال quot;ان إيران قامت بدور ايجابي في العراق و ان بغداد لم تفرض ايه قيود لتوسيع العلاقات الاخوية القائمة مع إيرانquot;.

وأعلن انه سيتم قريبا التوقيع علي اتفاقيه هامة بين طهران و بغداد من شأنها ان تزيل الكثير من العقبات التي تعترض تنمية العلاقات بين البلدين واكد انه ليس بامكان اية عوامل المساس بالعلاقات الاخويةالقائمة بين البلدين في مختلف المجالات.

وأشار زيباري الى الجهود التي تبذلها حكومة بلاده لاستتباب الامن والهدوء في عموم العراق و قال quot;ان الحكومه وقوي الامن العراقيه تتمتعان بالقوه اللازمه لحل كافه المشاكل الامنيه في العراقquot;. وقبل ذلك وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيباري قال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي اثر مباحثات بينهما إلى أن من المواضيع المهمة التي طرحت خلال اللقاء موضوع تحديد اماكن الالغام على الحدود بين البلدين حيث تم تحديد قسم كبير من ذلك.

وقال quot;zwnj;إن اللجان الفنية للبلدين مشغولة بتحديد اماكن الالغام خاصة على الحدود الشمالية بين البلدين حيث إن الاعمال في هذا المجال في مراحلها النهائيةquot;. واوضح quot; إنه طرحت خلال المفاوضات الثنائية مواضيع اخرى في المجالات الثقافية والاقتصادية وتردد الزوار الى البلدين كي نشهد في المستقبل القريب تردد زوار البلدين دون قيود حدوديةquot;.

وأضاف ان احدى القضايا التي تم بحثها هي العلامات الحدودية موضحا quot;ان المجموعات الفنية العراقية والإيرانية استطاعت تنفيذ القسم الاعظم من العلامات الحدودية وانها حاليا تنجز مراحلها النهائية في الحدود الشماليةquot;. وأضاف انه تقرر متابعة جميع القضايا التي تهم البلدين بشمل جدي واغلاق الملفات السابقة.

وأوضح صالحي ان العلاقات بين إيران والعراق هي علاقات متميزة ثقافيا وشعبيا مضيفا quot;ان هذه العلاقات تطورت لتشمل العلاقات التجارية والاقتصادية التي ستتطور من خلال اتخاذ اجراءات لتسهيل عبور رعايا البلدين الى البلد الآخرquot;. وأشار إلى أن النائب الاول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي سيقوم قريبا بزيارة الى العراق لترؤس الجانب الإيراني في اجتماع اللجنة العليا المشتركة.

ومن جانبه أكد زيباري حول مستقبل القوات الأميركية في بلاده quot;إن القوى السياسية في العراق تنسق في ما بينها لتحديد موقف نهائي حول مستقبل القوات الاميركية في البلاد quot;. وقال زيباري إن مواقف الحكومة العراقية ازاء جماعة منظمة مجاهدي خلق واضحة جدا وان معسكر اشرف الذي تتخذه هذه الجماعة مقرا لها لابد ان يغلق حتى نهاية العام الحالي 2011.

وأشار إلى أن بغداد دعت المنظمات الدولية لمساعدتها في هذه القضيةquot;. وقال quot;إننا اقترحنا تشكيل لجنة خاصة بمشاركة ممثلين من الجانب الإيراني والجانب العراقي وممثل من منظمة الصليب الاحمر الدولية وسوف تعقد هذه اللجنة اجتماعا لها في بغداد في القريب العاجلquot;.

وأشار إلى أنه quot;إنه ينبغي على الدول الغربية ان تقدم مساعداتها في هذا الشأن ايضا من اجل قبول الاشخاص الراغبين من هذه الزمرة للانتقال الى هذه البلدان وفي المقابل توفير الارضية المناسبة لعودة الاشخاص الراغبين في العودة الى إيران طوعاًquot;.

وحول الإيرانيين المعتقلين في العراق قال زيباريquot;إن الحكومة العراقية قد أطلقت سراح مئات الاشخاص من الاخوة والاخوات الإيرانيين الذين كانوا معتقلين في العراق بسبب انتهاء إقاماتهم الرسمية او تجاهل قوانين العراقquot;. وشدد على quot;أن الحكومة تسعى لاطلاق سراح بقية الاشخاص في المستقبل القريبquot;.

وردا على سؤال بشأن موقف العراق من تطورات الأوضاع في البحرين قال وزير الخارجية العراقي quot;إننا نحترم سيادة البحرين ونعتقد ان الشعب البحريني هو الذي ينبغي ان يعين حكومته ونظامه ويحدد مصيره بنفسهquot;.. لكنه اكد رفض العراق لقمع المتظاهرين البحرينيين لان عالم اليوم لايسمح بقمع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم.

وأشار زيباري الى احراز تقدم ملحوظ في مجال تعيين الحدود البرية والمائية بين إيران والعراق على اساس المبادئ التي يعتقد بها البلدان بعيدا عن الضجيج السياسي. وقال quot;ان الهدف الرئيس من زيارتي الى إيران هو لإطلاع القيادة الإيرانية باننا توصلنا الى اتفاقيات جيدة في المجالات السياسية والتجارية وجئنا لنعلن اننا ننتظر بفارغ الصبر زيارة النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية رحيمي ولتحديد موعد اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدينquot;.

واوضح زيباري ان الاتفاقيات التي ستوقع بين البلدين تشمل تجنب الازدواج الضريبي والتعاون الجمركي وتشجيع الاستثمارات المشتركة واتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري. واكد ان بلاده تسعى الى توفير التسهيلات المطلوبة للزوار الإيرانيين لزيارة العتبات المقدسة.

وكان النظام الاسلامي في إيران اعتبر منظمة مجاهدي الشعب حركة محظورة منذ عام 1981 وخلال الحرب بين العراق وإيران اقام لهم نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين هذا المعسكر. ويعيش الان حوالى 3400 شخص بينهم الف من النساء والاطفال في معسكر اشرف بعد ان نزع السلاح من ايدي المتواجدين فيه اثر الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003. وتسلمت القوات الاميركية مسؤولية الامن في هذا المعسكر قبل نقلها الى القوات العراقية عام 2009.

وتطالب السلطات الإيرانية بغداد بتسليمها عناصر مجاهدي خلق الموجودين في معسكر اشرف. وعلى الفور أدان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تصريحات زيباري حول معسكر اشرف معتبرا انه quot;دليل واضح على التواطؤ مع الملالي في ارتكاب المجزرة بحق مجاهدي خلقquot;.

وقال المجلس الوطني في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه ان quot;اية محاولة للسماح بتدخل النظام الإيراني في قضية أشرف تعد خطا احمر لا يمكن خرقه وان الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة تتحملان المسؤولية حيال هذه الحالةquot;. وأضاف quot;ينبغي ان لا يطعن الصليب الأحمر بمصداقيته بمشاركته في هذه الخطة القمعية التي تتعارض والقوانين الدوليةquot;.

واعتبر المجلس ان quot;تصريحات وزير خارجية العراق ان دلت فانها تدل على ان حكومة (نوري) المالكي لا تملك الأهلية والنية والقدرة للحفاظ على سكان أشرف فحسب بل تحولت الى اداة طيعة في ايدي الدكتاتورية الدموية الحاكمة في إيران لإبادة معارضة النظامquot;. وكان الاتحاد الأوروبي طرح مؤخرا توطين سكان اشرف في دول ثالثة بينها الولايات المتحدة وكندا واستراليا ودول الاتحاد الأوروبي.

إيران تضاعف عدد زوارها الى العراق

وعلى هامش زيارة زيباري الحالية الى إيران فقد أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية علي ليالي عن زيادة عدد الزوار الإيرانيين المتوجهين الى العراق لزيارة العتبات المقدسة في هذا البلد الى 6 آلاف زائر يوميا بدلا من ثلاثة آلاف في الوقت الحاضر.

وأشار ليالي في تصريح صحافي اليوم الى وضع الصيغة النهائية لمذكرة تفاهم بين وزارة السياحة العراقية ومنظمة الحج والزيارة وقال quot;وفقا لمذكرة التفاهم المشار اليها سيتوجه يوميا ستة آلاف زائر إيراني الى العتبات المقدسة في العراقquot;. وحول زيادة عدد الرحلات الجوية بين طهران والنجف اوضح ليالي انه لم يتم حتى الآن التوصل الى صيغة نهائية حول زيادة عدد الرحلات الجوية.

وعن طريقة معالجة منظمة الحج والزيارة للفنادق غير اللائقة في كربلاء والنجف قال رئيس المنظمة quot;لقد ابرمنا عقودا مع اصحاب الفنادق الذين يقدمون مستوى وجودة أعلى من الخدمات ولم نبرم عقودا مع الفنادق التي لم تدخل تحسينات على خدماتهاquot;.

وكان وزير الدولة العراقي للسياحة والاثار قد بحث الاسبوع الماضي مع سفير إيران في العراق سبل التوصل الى اتفاق جديد يهدف الى زيادة اعداد الزوار الإيرانيين الى ثلاثة ملايين زائر سنويا. وناقش وزير الدولة للسياحة والاثار محمد عباس العريبي مع السفير الإيراني حسن كاظمي قمي سبل التوقيع على الاتفاقية الجديدة بين الجارين بشأن تفويج الزوار الإيرانيين حيث عبر الوزير للسفير عن ترحيب العراق quot;بأية بادرة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة وفي الجانب السياحي بالذاتquot;.

وقد اكد العريبي ان العراق يسعى quot;إلى تذليل الصعاب التي تعترض الوصول الى فهم مشترك للامور بين البلدينquot;. وأضاف quot;ان ما تخلل الاتفاقية السابقة من اشكالات سوف نعمل على تذليلها للبدء بصفحة جديدة من التعامل والتعاون الثنائيquot;.

ومن جانبه أشار السفير الإيراني الى سعي بلاده الى تطوير الاتفاقية الموقعة بين الطرفين وقال إن نصف مليون زائر إيراني يزورون العتبات المقدسة في العراق في السنة مقابل مليون عراقي يزورون العتبات المقدسة في إيران مشددا على ان بلاده تريد الوصول الى ثلاثة ملايين زائر إيراني للعراق سنويا.

ويقصد الاف من الزوار الإيرانيين العراق يوميا لزيارة الاضرحة المقدسة التي تضمها بعض المحافظات العراقية وخاصة ضريحي الامامين الحسين واخيه العباس في محافظة كربلاء وضريح الامام علي في محافظة النجف.

وكانت السياحة الدينية بين البلدين قد توقفت لسنوات طويلة اثناء فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وخاصة في فترة الحرب التي دارت بين البلدين من عام 1980 وحتى عام 1988 لكنها عاودت الاستئناف بعد فترة من انتهاء الحرب لكن اعداد الإيرانيين الذي كان يسمح لهم بالدخول انذاك كانت محدودة. وشجعت الحكومة العراقية الحالية والتي سبقتها السياحة الدينية بين البلدين واتخذت اجراءات بهذا الشأن منها قيامها قبل عدة اشهر بالغاء تاشيرة الدخول الى العراق بالنسبة للزوار الإيرانيين.