بغداد: حذر سياسيون أوروبيون وأميركيون خلال مؤتمر عقد في مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل اليوم من وقوع كارثة إنسانية أكبر ضد سكان معسكر أشرف لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد، ودعوا الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات فورية، للتوصل إلى حل سلمي طويل الأمد لتسوية القضية.

وقد ترأس المؤتمر الذي رعته مجموعة اصدقاء ايران الحرة في البرلمان الاوروبي واللجنة الدولية للبحث عن العدالة quot;آي إس جيquot; الدكتور الخو كوادراس نائب رئيس البرلمان الأوروبي، وحضرته مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية.

تحدث في المؤتمر كل من أندرو كارد رئيس فريق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش واللورد بادي أشتون الممثل السامي للاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك، وويسلي كلارك القائد السابق لحلف شمال الأطلسي الناتو والمرشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وبيل ريتشاردسون وزير الطاقة وسفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في إدارة كلنتون، وفيليب دي زليكو مستشار وزارة الخارجية الأميركية في إدارة بوش، والسفير دل ديلي منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية في عهد كونداليزا رايس.

إضافة الى جيمس هيغنز عضو هيئة رئاسة البرلمان واستراون استيفنسون رئيس هيئة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي وتونه كلام عضو البرلمان.

وخلال كلمة لها في المؤتمر، رحّبت رجوي بقرار المجلس الوزاري الاوروبي يوم الأثنين الماضي، والذي طالب بالتعاون مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بإيجاد حل نهائي quot;للمأساة الإنسانية التي يعانيها سكان أشرف، البالغ عددهم 3400 شخصًا، بينهم الف من النساء والاطفال.

واشادت بالخطة التي قدمتها اللجنة البرلمانية الأوروبية الخاصة بالعراق برئاسة استيفنسون لتوفير الأمن الفوري للسكان من اجل إيجاد الظروف لتحقيق حل دائم وسلمي. واضافت أن سكان أشرف حذروا كذلك من أن أي نقل قسري لهم سيكون بمثابة مقدمة لمجزرة جديدة ترتكب ضدهم، شبيهة بتلك التي تعرضوا لها في الثامن من الشهر الماضي، وادت الى مقتل 35 شخصا منهم، واصابة العشرات. وحمّلت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي المسؤولية ازاء هذه المسألة.

وقد اكد المشاركون الأميركيون والأوروبيون دعم الحل الأوروبي لأشرف، وعلى ضرورة وضع حد لقمع سكانه، بما في ذلك انسحاب القوات العراقية من محيط المعسكر، والغاء الحصار المفروض حوله، وبدء تحقيق دولي حول الهجوم الاخير الذي تعرض له. وأضافوا أن نقل سكان أشرف إلى منطقة أخرى في العراق ليس عمليًا ولا منطقيًا ولا قانونيًا، وهو فقط يمهد quot;إلى جريمة اكبر بكثيرquot; ضد أشرف.

وطالب المشاركون الادارة الاميركية والإتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في الأمم المتحدة باتخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية أشرف وسكانه، بما في ذلك نشر مجموعة مراقبة دائمة تابعة للأمم المتحدة في المعسكر، ومنع وقوع جريمة أخرى ضد سكانه أو نقلهم عنوة.

وكان الإتحاد الأوروبي اطلق أخيرًا مبادرة مشروطة بتعاون السلطات العراقية ورفعها الحصار عن اشرف لتوطين سكانه في دول أوروبا وأميركا وكندا.