أسامة مهدي: اعتبرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة تهديدات رئيس الوزراء نوري المالكي بإنهاء وجودها في بلاده بنهاية العام الحالي بأنها إعلان حرب ضد معسكرها في شمال بغداد، وتمهيد لارتكاب ما وصفته بمجزرة ضد سكانه.

وأضافت رجوي أن تصريحات المالكي الثلاثاء الماضي، وقوله quot;لقد أعطينا مجاهدي خلق فرصة وللمجتمع الدولي فرصة إلى نهاية هذه السنة، وبعده نحن أحرار في أن نتخذ القرار الذي ينهي وجودهم على الأرض العراقيةquot; في إشارة واضحة quot;إلى الموافقة على عملية إجرامية للنظام الإيراني داخل أرض العراقquot;. وقال المالكي إن هذه المنظمة من المنظمات الإرهابية التي ليس لها غطاء قانوني، حيث تنفذ عمليات في إيران وتتدخل في الشأن الداخلي العراقي.

ووصفت رجوي في تصريح مكتوب تسلمته quot;إيلافquot; اليوم الخميس quot;رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانيةquot; هذه التصريحات بأنها quot;إعلان حرب سافر على معسكر أشرف وسكانه الـ 3400 فرد، بينهم الف من النساء والاطفال، وتمهيد لخلق حمّام دم آخر، وارتكاب مجزرة جديدة بحق سكان مخيم أشرف العزّل المجردين عن السلاحquot;.

وأضافت quot;إن هذه التصريحات لا تبقي أي شك في النوايا الشريرة التي يضمرها كل من النظام الإيراني والحكومة العراقية لعرقلة الجهود الدولية لإيجاد حل سلمي لقضية أشرفquot;.

ودعت رجوي الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وخاصة امينها العام، الى اتخاذ quot;خطوة عاجلة لمنع وقوع كارثة إنسانية كبرى يمكن توقعها من الآن، وأن يدفعوا الحكومة العراقية إلى إلغاء مهلتها القمعية وهي نهاية عام 2011، وأن يقوموا بتركيز فريق مراقبة دائم تابع للأمم المتحدة أو تركيز قوات أميركية في مخيم أشرف ليضمنوا حماية سكان المخيم من العنف والنقل القسري ويتم تمهيد الطريق لإيجاد حل سلمي للقضيةquot;.

وطالبت المفوض السامي للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين بأن يعلن موقع اللجوء لجميع سكان مخيم أشرف في أسرع وقت غير آبه بعراقيل النظام الإيراني والحكومة العراقية، حتى لا تبقى أية ذريعة لقتلهم جماعيًا.

جاءت تصريحات المالكي بعد ايام من مطالبة السفير الايراني في العراق quot;دانايي فرquot; من قوى وشخصيات عراقية لها علاقات وثيقة مع طهران برفض الجهود الدولية لتسوية قضية أشرف سلميًا وتنفيذ قرار مخيم أشرف في نهاية عام 2011.

من جهتهم طالب 85 نائبًا عراقيًا بوضع مخيم أشرف تحت إشراف الأمم المتحدة، معربين عن مخاوفهم من استغلال المهلة المحددة من قبل الحكومة العراقية لنقل سكان المخيم وممارسة العنف بحقهم ورحبوا بالمبادرة الأوربية القاضية بتعيين ممثل خاص لإيجاد حل مناسب للقضية.

وقد بعث هؤلاء النواب برسالة الى المفوضة العليا للأمم المتحدة في حقوق الإنسان نافي بيلاي أكدوا فيها ضرورة التوصل إلى حل إنساني بشأن القضية.

وكانت قوات عراقية هاجمت معسكر اشرف في شمال شرق بغداد في نيسان (أبريل) الماضي، واصطدمت مع سكانه، الذين قتل منهم 28 شخصًا واصيب 300 آخرين.

يذكر أن منظمة مجاهدي خلق quot;الشعبquot; قد تأسست في العام 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية عام 1979 عارضت النظام الإسلامي، والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات خلال الحرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988. وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يونيو) الماضي.