مع اقتراب موعد انسحاب الجيش الاميركي من العراق، يرجح أن تكون اسرائيل في وضع استراتيجي ممتاز، يخولها استخدام المجال الجوي العراقي لضرب المنشآت النووية الايرانية.
في حين أن العراق لا يملك دفاعاً جوياً، وما زال بحاجة لتجميع قوة من المقاتلات النفاثة، يبقى الطريق الأقصر لإسرائيل من أجل توجيه ضربة لايران. ويعتقد المراقبون أن خروج القوات الأميركية من العراق سيجعل مهمة إسرائيل بتخطيط هذا الهجوم أكثر سهولة، وقدرة على التنفيذ.

في هذا السياق، يقول قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جيفري بوكانن في مقابلة مع صحيفة الـ quot;واشنطن تايمزquot; إن الجيش العراقي سوف يحافظ على الرادارات لمراقبة المجال الجوي للبلاد، لكنه لم يستطع حيازو طائرات مقاتلة من طراز اف-16 لحماية تلك المساحة.

ويضيف: quot;العراق لديه القدرة على رؤية المجال الجوي، ووضع نظام دائم لتوفير القيادة والسيطرة، لكن لا يوجد نظام لمكافحة أو محاربة التهديدات الجوية حتى يحصل إما على طائرات اف 16 المقاتلة أو على الأنظمة الدفاعية الأرضية، وفي أفضل الأحوال، بعض من الاثنينquot;.

قدم العراق الدفعة الأولى في شهر سبتمبر للحصول على 18 طائرة مقاتلة من طراز اف 16، التي يتوقع أن يتم استلامها في الخريف المقبل على أقرب تقدير. وهذا يعني ان اسرائيل لديها إطار نظري لنحو 12 شهراً إذا أرادت التحليق فوق العراق باتجاه ايران من دون أي عوائق من قبل القوة الجوية العراقية.

وقال الجنرال المتقاعد في القوات الجوية، توماس مكينيرني، الذي ييؤيد شن غارة استراتيجية اميركية لتدمير المواقع النووية الايرانية، إن فتح المجال الجوي في العراق من شأنه أن يسهّل الحملة العسكرية الإسرائيلية على ايران.
وأضاف: quot;سيكون من السهل على اسرائيل الوصول إلى ايران، لكنه سيكون من الأسهل بكثير على القوات الايرانية للوصول الى اسرائيل عبر العراق عن طريق البر والجوquot;.

يعتقد الجنرال مكينيرني أن هناك احتمالات مرتفعة أن تقوم ايران، التي تعاني من ضغوطات وعقوبات اقتصادية وتهديدات غربية، بشن حرب ضد الدولة اليهودية من خلال العراق، مضيفاً: quot;انسحابن من العراق سيكون خطأ استراتيجي هائلquot;.
يشار إلى أن الأغلبية الشيعية الحاكمة في العراق لديها روابط تاريخية مع المجتمع الايراني الشيعي، لكن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد حذر طهران من مغبة التدخل في سياسة بلاده.

قلل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من تأثير غارة جوية على ايران في عرقلة سعيها لصنع قنبلة ذرية. وقال في ظهور له هذا الشهر في معهد بروكينغز إن الضربات الامريكية قد تؤخر البرنامج النووي عامين، معترفاً بأن بعض الأهداف الإيرانية لا تزال بعيدة المنال.
وأضاف: quot;العمل العسكري يجب أن يكون الملاذ الأخير وليس الأولquot;.
وقال زلمان شوفال، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه quot;عندما نتعامل مع شخص مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مدة ثلاث سنوات قد تكون مهمةquot;.

وأضاف: quot;عندما تنظر إلى شخص ينكر المحرقة، ولا يخفي عزمه على القضاء على دولة إسرائيل ، وببذل جهداً كبيراً لوضع يده على سلاح نووي من أجل تحقيق ذلك، عليك أن تعرف أن الكثير من الأشياء يمكن أن يحدث في غضون ثلاث سنوات في ايرانquot;.