لندن: اتفق رئيسا جمهورية العراق جلال طالباني ومجلس النواب أسامة النجيفي على عقد مؤتمر وطني عام للقوى السياسية العراقية لحل الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، وناشدا هذه القوى الى وقف حملاتها الاعلامية المتبادلة من اجل تهيئة اجواء صالحة لعقد المؤتمر المنتظر.

جاء ذلك خلال اجتماع بين طالباني والنجيفي في مدينة السليمانية الشمالية حيث بحثا تداعيات الأزمة السياسية التي يمر بها العراق على ضوء مذكرة الاعتقال التي اصدرتها الحكومة ضد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بتهم التحريض على عمليات ارهاب، مطالبة رئيس الوزراء نوري المالكي من البرلمان اقالة نائبه صالح المطلك بسبب وصفه بالدكتاتور.

وعقب الاجتماع قال بيان صحافي ان طالباني والنجيفي قد اتفقا على حل قضية الهاشمي عبر الاجراءات القضائية التي يتيحها القانون والتي تضمن الوصول الى الحقائق بشكل سليم ... وكذلك عقد مؤتمر وطني عام لجميع القوى السياسية بغية معالجة القضايا المتعلقة بادارة الحكم والدولة، ووضع الحلول الدائمة الكفيلة بابعاد العملية السياسية عن سلسلة الأزمات التي تعترضها وتشكيل لجنة تحضيرية لتهيئة هذا المؤتمر.

واشار الى انه تم الاتفاق على ان يتولى طالباني استكمال اتصالاته مع الاطراف كافة من اجل استحصال الموافقة النهائية لعقد هذا المؤتمر الوطني المرتقب، واشار الى انه من اجل خلق جو ملائم وأرضية مناسبة لانجاح المساعي المبذولة لعقد هذا المؤتمر فإن الطرفين يطالبان بايقاف الحملات الإعلامية والإجراءات التي من شأنها تعقيد الأوضاع من اجل تنقية الأجواء السياسية.

وعلى الصعيد نفسه نفى نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي تسلمه أي رسالة من طالباني حول رفضه التعاون مع المالكي.

وقال المكتب الاعلامي للخزاعي quot;ردا على ما نشرته بعض وسائل الاعلام يوم امس بأن فخامة السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني سلم نائبه الدكتور خضير الخزاعي رسالة مفادها (ان الرئيس طالباني يمتنع عن ممارسة سلطاته الرئاسية ما دام المالكي رئيسا للحكومة ) فقد اكد نائب رئيس الجمهورية الدكتور خضير الخزاعي على عدم صحة هذه الاخبار جملة وتفصيلا نافياً استلامه لأية رسالة بهذا الصدد، وشدد الخزاعي على ضرورة تحري الحقيقة من قبل جميع المؤسسات الاعلامية وانتهاج المهنية وتوخي الدقة والمصداقية في نقل الاحداثquot;.

وكان رئيس التكتل السياسي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر دعا امس إلى إجراء انتخابات جديدة في العراق بعد أكبر أزمة تقع خلال عام، وقال بهاء الأعرجي رئيس التكتل الصدري - وهو جزء من الائتلاف الحكومي - انه يجب حل البرلمان لحسم الخلاف الذي أثار المخاوف من العودة الى الصراع الطائفي منذ انسحاب القوات الامريكية قبل اسبوع.

وقال الأعرجي في بيان quot;اننا في مرحلة جديدة ووجدنا الكثير من المشكلات التي لا تتيح الاستقرار في العراق ... ولذا فسوف نناقش هذا الموضوع مع التحالف الوطني لأننا جزء منه.quot;
ودعا الأعرجي الى quot;اجراء انتخابات جديدة ومبكرةquot;.

وقال اثنان من كبار نواب الكتلة الصدرية ان الانتخابات المبكرة واحد من الاجراءات الممكنة التي يجري دراستها في جهود من اجل حل الازمة. وقال النائب الصدري الرفيع امير الكناني quot;انه احد الحلول التي قدمت إذا استمرت الازمة وفشلت التكتلات السياسية في التوصل الى حل واصرت العراقية على الاستمرار في مقاطعة البرلمان وجلسات مجلس الوزراءquot;.

وقال مشرق ناجي وهو نائب صدري رفيع آخر quot;تلقينا اشارات ايحابية كثيرة من قادة العراقية. وهم قالوا انهم مستعدون لانهاء هذه الأزمة لكنهم طلبوا متسعا من الوقت للتحدث الى كبار زعمائهم. طلبوا يومين آخرين.quot;