طوكيو: تستضيف اليابان التي تعاني من شح كبير في الموارد الطبيعية، السبت القارة الافريقية الغنية بهذه الموارد، لمدة ثلاثة ايام في يوكوهاما للتحدث عن التنمية والامن في هذا الجزء من العالم الذي يحظى باهتمام الجار الصيني الكبير ويثير اطماعه.
ومثل كل خمس سنوات منذ 1993، تستضيف اليابان نحو اربعين مسؤولا افريقيا في اطار مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا الذي تشارك في تنظيمه الامم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الافريقي.
ويعود اللقاء الاخير لهذا المؤتمر الى العام 2008 وعقد في يوكوهاما (منطقة طوكيو). لكن الوضع تغير منذ ذلك الوقت: فمنذ 2009 اصبحت الصين التي تطمع كثيرا في المواد الاولية، اول شريك تجاري لافريقيا. وبلغت المبادلات الصينية الافريقية في عام2011 حوالى 166,3 مليار دولار، اي بزيادة بنسبة 83 بالمئة عن 2009، وقد لامست ال200 مليار دولار في 2012.
وعلى اثر تنصيبه في اذار/مارس، سلك الرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ بعد نحو اسبوع فقط من تسلمه السلطة طريق افريقيا حيث امضى الرجل القوي الجديد في بكين ثمانية ايام في القارة الافريقية بين تنزانيا وجنوب افريقيا والكونغو برازافيل.
في المقابل بقيت التجارة والاستثمارات اليابانية في افريقيا نقطة في بحر المبادلات الدولية اليابانية، شانها شان حصة افريقيا في اجمالي الناتج الداخلي العالمي والتي تدور حول 2 بالمئة.
وعلى سبيل المقارنة، فقد اعلنت الصين في تموز/يوليو 2012 مضاعفة قروضها لافريقيا لتصل الى 20 مليار دولار.
واثناء الاحتفالات الاخيرة بالذكرى الخمسين للاتحاد الافريقي، اختصر رئيس البنك الافريقي للتنمية دونالد كابيروكا الجاذبية الجديدة لافريقيا ببضعة ارقام: اجمالي الناتج الداخلي في القارة تضاعف في عشرة اعوام، وفي العام 2050 سيبلغ عدد سكان افريقيا حوالى 2,2 مليار نسمة.
واكد كابيروكا ان quot;العالم يتخلى رويدا رويدا عن نظرته الابوية. انه بحاجة للنمو، لكن من اين سياتي به؟ من افريقيا والاسواق الناشئةquot;.
واعتبر ياسونوري ناكاياما المسؤول الكبير في وزارة التجارة اليابانية، انه يتعين على اليابان، امام قوة جارتيها ومنافستيها الصين وكوريا الجنوبية، ان quot;تعزز روابطها مع الدول الافريقيةquot;.
ولفت الى ان تجارة اليابان مع افريقيا لا تمثل سوى خمس تجارة الصين مع هذه القارة، واستثماراتها المباشرة اقل بثمانية اضعاف.
الا ان سفير اليابان في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا ماكوتو ايتو لديه قراءة اخرى: في السباق الى المواد الاولية، لن تولي الصين اهمية كبيرة لحقوق الانسان في الدول الافريقية التي تثير اهتمامها، في حين ان اليابان تاخذ ذلك في الاعتبار وستفكر اولا في مجال المساعدة والتنمية.
وهكذا فقد منحت اليابان افريقيا في 2012 وعبر مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا مساعدة بقيمة 1,3 مليار دولار لمكافحة التغيرات المناخية.
لكن الارخبيل بحاجة كبيرة ايضا لثروات quot;افريقيا المعدنيةquot;. وعلى سبيل المثال، فان 85 بالمئة من البلاتين المستخدم في صناعة السيارات و67 بالمئة من المنغانيز الضروري لانتاج البطاريات اليابانية الصنع، ياتي من القارة الافريقية.
وفي يوكوهاما، سيعلن رئيس الوزراء شينزو ابيه مساعدات جديدة للتنمية والنمو وسيعلن خصوصا خطة لمساعدة افريقيا جنوب الصحراء ستؤدي الى مضاعفة انتاجها من الارز بحلول 2018 ليصل الى 28 مليون طن.
وساعدت اليابان القارة حتى الان في تطوير النوع الجديد من الارز quot;نيريكاquot; (الارز الجديد لافريقيا).
واوضح ايتو ان quot;النمو ونوعية هذا الارز مهمان للاستقرار والسلام في هذا الجزء من العالم لان الفقر والبطالة هما اللذان يحولان في غالب الاحيان شخصا ما الى ارهابي او داعم للارهابquot;.
ولا تزال اليابان تحت تاثير صدمة مقتل عشرة من مواطنيها في كانون الثاني/يناير في هجوم ارهابي على موقع للغاز في الجزائر. وسيشارك شينزو ابيه من جهة اخرى في ورشة عمل مخصصة للامن في القارة.