الكاب: لفت المنتدى الاقتصادي العالمي، المنعقد في الكاب في جنوب أفريقيا الخميس، إلى أن الاقتصاديات الأفريقية تمر في أوج نموها، محذرًا في الوقت نفسه من أن بقاء فجوات مهمة، وخصوصًا في مجال التربية، يثير الشكوك حول قابلية استمرار هذا النمو.

وقالت جينيفر بلانكي كبيرة الاقتصاديين في المنتدى أثناء هذا الاجتماع الافريقي لهذا المؤتمر الكبير لمقرري السياسات الاقتصادية، والذي يعقد حتى الجمعة في الكاب (جنوب)، quot;إذا أخذتم أفريقيا في الاعتبار سترون فعلًا تاريخًا من الفجوات إلى حد ماquot;. وأوردت بلانكي مجالات أساسية، مثل التربية والحصول على التكنولوجيا والبنى التحتية والحوكمة.

أكد هذه التصريحات تحقيق حديث أجراه مجلس quot;برايس ووترهاوس كوبرزquot; يدلّ على أن 82 بالمئة من رؤساء الشركات الأفريقية - وخصوصًا في قطاعات المناجم والطاقة والهندسة والإنشاءات والأشغال العامة - يخشون أن يؤدي غياب الجهاز البشري المؤهل إلى عرقلة نموها.

وبحسب الخبراء الاقتصاديين في المنتدى، فإن قرابة نصف الأفارقة لا يتجاوزون في تعليمهم المدرسة الابتدائية، ويستفيد أقل من 10 بالمئة منهم من تعليم عال، مقابل قرابة 40 بالمئة في آسيا وأميركا اللاتينية.

حتى بالنسبة إلى الذين يرتادون المدرسة، فإن الحصول على دبلوم ليس بالضرورة دليلًا على النجاح، بما أنه يكفي مثلًا الحصول على علامة 6/20 في ثلاث مواد تعليمية، و8/20 في ثلاث مواد أخرى لحيازة شهادة البكالوريا في جنوب أفريقيا.

أثناء عرض تقرير حول التنافسية في القارة، اعتبرت بلانكي أن هذه الصعوبات المستمرة تلقي بظلال سوداء على الاحتمالات في أفريقيا على المدى الطويل بعد سنوات من النمو السريع.

وقالت بلانكي للصحافيين إن quot;الكثير من الأمور في صدد التغيير، بدأت الأمور تسير بشكل أفضل، هناك خطوات تحسنquot;. وأضافت quot;لكن مجرد استمرار هذه الفجوات يجبرنا على التساؤل عمّا إذا كانت التحسينات التي شهدناها، والنمو المدهش الذي شهدناه خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية، ستدوم للعقد المقبلquot;.

ورأت أن أفريقيا لا تتمتع من جهة أخرى بالقدرات التنافسية الكافية. وقالت جينيفر بلانكي quot;إذا نظرتم إلى تصنيفنا لـ144 اقتصادًا، سترون أن 14 من بين آخر عشرين اقتصادًا، هي اقتصاديات أفريقيةquot;.

وتمثل الصادرات الأفريقية ما بين 2 إلى 3 بالمئة من التجارة العالمية، و12 بالمئة فقط من البضائع تبقى في القارة، مقابل معدل تجارة داخلية بنسبة 25 بالمئة في جنوب شرق آسيا، و49 بالمئة في أميركا الشمالية، و65 بالمئة في الاتحاد الأوروبي. ومن الفجوات أيضًا الصعوبات الإدارية على الحدود وغياب البنى التحتية.

واعتبرت الخبيرة الاقتصادية أنه quot;حان الوقتquot; لاتخاذ الإجراءات الضرورية، داعية إلى تكامل أكثر تنظيمًا. وأضافت أن quot;أفريقيا على مفترق الطرق، وستكون القرارات والسياسات اليوم حاسمة بالنسبة إلى التنمية المستقبلية للمنطقة، وستسمح برؤية ما إذا كان التفاؤل الحالي مبررًاquot;. ونشر التقرير كل من البنك الأفريقي للتنمية والبنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي.