رغم سابق تخطيط ساسة ورجال أعمال أميركيين قبل 150 عاماً لإنشاء قناة تشق نيكاراغوا للربط بين المحيطين الهادي والأطلنطي، إلا ان حكومة الرئيس دانييل أورتيغا في نيكاراغوا أجازت بالقانون قبل بضعة أيام منح امتياز مدته 50 عاماً لشركة صينية خاصة تكاد تكون مغمورة لكي تحصل على الصلاحيات التي تتيح لها quot;تصميم، تطوير، تمويل، بناء، تملك، تشغيل وإدارةquot; مشروع قناة نيكاراغوا العظيمة.


القاهرة: ذكرت تقارير أن المشروع سيتكلف مبلغاً قدره 40 مليار دولار، وسيشمل قناة عابرة للقارات، خط لأنابيب النفط، خط سكة حديد خاص بعمليات الشحن، ميناءين في المياه العميقة، مطارين دوليين وسلسلة من مناطق التجارة الحرة بطول طريق القناة.وسيكون طول القناة ضعف قناة بنما على الأقل، كما ستكون أعرض، من أجل استيعاب الجيل الجديد من الناقلات العملاقة. ونقلت مجلة التايم الأميركية عن أحد المسؤولين الممثلين للمشروع قوله إنه سيكون أكبر مشروع من نوعه في تاريخ أميركا اللاتينية.
هذا ولم يتم الإفصاح عن أي معلومات بخصوص المسار المقترح لقناة نيكاراغوا، الجدول الزمني الكامل لإنشائها، تأثيرها البيئي المحتمل على النظام الإيكولوجي الاستوائي الحساس للبلاد أو من هي الجهة التي ستقوم بتمويل ذلك المشروع العملاق.
وأكدت الحكومة الساندينية للرئيس أورتيغا أن ذلك المشروع سيشكل بداية لتغير قواعد اللعب بالنسبة للبلاد والمنطقة. وقال بول أوكيست، مستشار أورتيغا الخاص لسياسات التنمية الوطنية، إن مشروع القناة سيسمح لنيكاراغوا بمضاعفة نموها الاقتصادي وزيادة العمالة الرسمية للبلاد بمقدار ثلاثة أضعاف خلال الأعوام الأربعة المقبلة.
وأشارت الحكومة إلى أن المشروع سيقضي على الفقر في ثاني أفقر دولة بنصف الكرة الغربي ولن يفتقر للثورة الاجتماعية والاقتصادية. وقد تم تقديم مسودة القانون الذي يمنح ذلك الامتياز إلى الكونغرس في نيكاراجوا خلال الأسبوع الماضي.وتابعت التايم بنقلها عن كارل ميكام، مدير برنامج الأميركيتين لدى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله quot; خلاصة القول إن هناك تغييراً في الأجواء البيئية بالأميركيتين. وإذ يتعين على الولايات المتحدة أن تخوض غمار سباق المنافسةquot;.
وأشارت المجلة إلى أن الشركة الصينية التي حصلت على حق الامتياز، وهي HKND-Groupquot;quot;، لا تربطها أي علاقة مباشرة على ما يبدو بالحكومة الصينية، ولم يسبق لها أن حظيت بأية تجارب دولية على صعيد إدارة مشاريع البنية التحتية.
وقال رئيس مجلس إدارة تلك الشركة، وانغ جينغ، وهو قطب صيني كبير في مجال الاتصالات، إن شركته العاملة بمجال الاتصالات، والتي فازت بحق امتياز تشغيل خدمات اتصالها بالكامل في نيكاراغوا، مهتمة أساساً بإحراز تقدم في الحضارة العالمية.وتساءلت مارغريت مايرز مديرة برنامج الصين وأميركا اللاتينية لدى الحوار بين البلدان الأميركية بقولها quot; لماذا وانغ جينغ ؟ حقيقةً لا أعلم، لكني أتصور أنه لم يكن هناك أحد غيره لديه الرغبة في تمويل مشروع من هذا النوعquot;. لكن التمويل لم يكن التخوف الوحيد المتعلق بهذا المشروع، حيث حذر معنيون بالشؤون البيئية، بمن فيهم كبير مستشاري أورتيغا لشؤون البيئة، من أن المشروع قد يحظى بتداعيات كارثية بالنسبة لإمدادات المياه، بما في ذلك بحيرة نيكاراغوا الواسعة.فيما أصدرت 21 منظمة مدنية هناك بياناً قالت فيه quot; نيكاراغوا ليست للبيع. فهي مِلك لجميع المواطنين في البلاد ولا يمكن اعتبارها ملكية خاصة للرئيس أورتيغا وعائلتهquot;.