سجلت صادرات ايران النفطية في كانون الثاني (يناير) ذروة جديدة، بعد أسابيع على قرار الولايات المتحدة تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، بموجب الاتفاق النووي بين القوى الدولية وطهران في 24 تشرين الثاني (نوفمبر الماضي).
عبد الاله مجيد: تقول وكالة الطاقة الدولية إن صادرات ايران قفزت إلى 1.32 مليون برميل يوميًا، من 1.06 مليون برميل يوميًا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
واسهمت هذه الزيادة في الصادرات النفطية إلى اليابان والصين والهند بالدرجة الرئيسية في خفض معدل التضخم، وإضفاء قدر من التحسن على الاقتصاد الايراني بعد سنوات من الأزمة الخانقة. وتأتي هذه الزيادة في الصادرات الايرانية خلافاً لتعهد إدارة أوباما بأن تبقى صادرات ايران النفطية ثابتة عند مستواها الحالي، أي مليون برميل يوميًا.
تضليل أميركي
بسبب هذه الزيادة الحادة في الصادرات، اتهم خبراء اوباما بتضليل العالم حول حجم التخفيف من العقوبات بموجب الاتفاق النووي المرحلي، إذ أعلن البيت البيض أن ايران لن تجني أكثر من سبعة مليارات دولار من تخفيف العقوبات، لكن هؤلاء الخبراء يقولون إن مكاسب ايران من زيادة الصادرات النفطية وأنشطة اقتصادية أخرى ستزيد على 20 مليار دولار.
وقال السفير السابق ورئيس منظمة quot;متحدون ضد ايران النوويةquot; مارك والاس إن هذه الأرقام تشكك في دقة تقديرات الادارة الاميركية بشأن حجم التخفيف من العقوبات، وإن 7 مليارات دولار التي اشارت اليها ادارة اوباما لا تأخذ في الحسبان عشرات المليارات التي ستحققها ايران من زيادة مبيعات النفط.
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن والاس قوله: quot;إن اتفاق جنيف النووي خفف العقوبات المفروضة على ايران تخفيفًا غير متناسب، مقابل تنازلات أقل بكثير فيما يتعلق ببرنامجها النوويquot;.
وذكرت تقارير في وسائل الاعلام الايرانية أن لدى ايران حاليًا نحو 30 مليون برميل من النفط مخزونة في ناقلات، بينها 6 ملايين برميل في ناقلات تبحر قبالة الساحل الصيني.
وبحسب هذه التقارير، فإن ايران زادت انتاجها في كانون الثاني (يناير) بواقع 30 ألف برميل يوميًا إلى 2.78 مليون برميل.
تقاطر عالمي
وتستمر الأسواق العالمية في الانفتاح على طهران، إذ أفادت التقارير بأن كوريا الجنوبية مرشحة لأن تكون الزبون الكبير القادم في شراء النفط الايراني.
ويستعد مصرفان كوريان جنوبيان لتسديد اثمان ما تستورده كوريا الجنوبية من النفط الايراني، كما افادت وكالة أنباء فارس الايرانية؛ لتنضم كوريا الجنوبية إلى اليابان والصين بوصفها من كبار مستوردي النفط الايراني.
كما اعلنت الهند انها ستزيد ما تستورده من النفط الايراني حصراً حتى نهاية 2015. ونقلت وكالة انباء فارس عن مسؤول في شركة بترول هندوستان قوله: quot;لن نشتري النفط الخام إلا من ايران خلال الفترة من 2014 حتى نهاية 2015، إذا رُفعت العقوبات الحالية عن غطاء التأمين على الناقلاتquot;.
وتشير هذه الوقائع إلى حدوث تغير ملحوظ في العلاقات الاقتصادية الدولية مع ايران بعد موافقة ادارة اوباما على تخفيف العقوبات مقابل تعاون طهران على الجبهة النووية.
ومن المتوقع أن تتلقى ايران دفوقًا نقدية قيمتها 4.2 مليار دولار، بعد أن بدأت ادارة اوباما الافراج عن ارصدة ايرانية مجمدة. وستتلقى ايران 450 مليون دولار في 1 آذار (مارس) و550 مليون دولار في 7 آذار (مارس) بموجب الاتفاق.