أثار نظام "ساند" الذي أطلقته المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في السعودية موجةً انتقادات وردود فعل رافضة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقتضي اقتطاع 2 في المئة من راتب الموظف شهريًا.


الرياض: أوضح مساعد محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية للشؤون التأمينية عبدالعزيز بن هبدان الهبدان على صفحته المؤسسة أن "ساند" يهدف إلى حماية العاطل عن العمل مؤقتًا، حيث يتم صرف التعويض له، وقد حدد التعويض بين 2000 و9000 ريال، بهدف تقليص التكلفة على المشتركين إلى الحد الادنى، حيث لو تم رفع مقدار التعويض لزادت التكلفة على المشتركين.
&
أضاف الهبدان: في هذا النظام يتحقق البعد التكافلي بين جميع المشتركين، وهو مشابه لفرع المعاشات، الذي يقدم تعويضات مالية محددة من دون ربط كلي لذلك بالاشتراكات المحصلة من المشتركين في النظام، فيمكن أن يشترك الموظف وهو في العشرينات من العمر في نظام المعاشات ويتوفاه الله بعد ثلاثة أشهر وتستحق عائلته المعاش الشهري لعشرات السنين بعد وفاته، رغم أن إجمالي ما دفعه لا يتعدى بضعة آلاف من الريالات.
&
لجعله اختياريًا
وعبّر عدد من المغردين عن استيائهم لكون نظام "ساند" إلزاميًا للموظف، وليس اختياريًا، حيث غرّد المحامي محمد المسفر على صفحته في "تويتر" قائلًا: يفترض بنظام ساند أن يكون اختياريًا، وليس إلزاميًا على المشتركين، بحيث يحق للغير الانتفاع من خدمة البحث عن عمل فقط. وأضاف المسفر: "فكرة "ساند" جميلة، ولكن يوجد فيها العديد من الإشكاليات والثغرات على أرض الواقع، مما يلغي أكثر منافعه للمشتركين، كما إنه من الظلم اقتطاع 2% ممن تجاوز مرتبه الشهري عشرة آلاف ريال، وتعويضه بما لا يزيد على تسعة آلاف فقط في الأشهر الأولى، ثم يتناقص".
&
وقال إمام وخطيب الحرم النبوي الدكتور حسين آل الشيخ على صفحته في تويتر: "الاقتطاع من راتب الموظف بدون رضاه لا يحل لعموم أدلة الشريعة القاضية بأنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسٍ منه". وأضاف آل الشيخ: "نظام ساند مبني على التأمين، ورأيي في التأمين بجميع أنواعه، التحريم، وليت أن الفقهاء يعلمون ما أدخله التأمين على المسلمين من فقر وقلة بركة".
&
وأكمل إمام الحرم النبوي كلمةً قائلًا: "على مجلس الشورى أن يتقوا الله، ويبينوا للناس سلبيات هذا النظام، كما دعا آل الشيخ ولي الأمر إلى عرض الموضوع على هيئة كبار العلماء لأخذ الرأي الشرعي حياله، مبينًا أن الواجب هو السمع والطاعة في ما يراه ولي الأمر، ولو كانت آراؤنا مخالفةً لما ارتآه ولي الأمر" على حد قوله.&
&
بعد تكافلي
وأشار الإعلامي وليد الفراج إلى أن "ساند"، يعتبر نظام حسومات في الوقت الذي يعاني فيه الناس من غلاء المعيشة وتدني قيمة أجورهم، معبّرًا عن أن هناك من يتعمد استفزاز المجتمع بمثل هذه القرارات. ودافع الإعلامي راشد الفوزان عن نظام ساند في تغريداته، حيث وصفه بأنه نظام تأمين اجتماعي، وله بعد تكافلي، وهو ليس صندوق جباية أو إدخار، وأن نصيب الموظف فيه هو واحد بالمئة فقط، ويدفع صاحب العمل الواحد بالمئة الأخرى.
&
وبيّن الفوزان أن "ساند" سيضيف إلى الموظف أمانًا وظيفيًا في حال الفصل، كما سيسهم مساهمة فعالة في التوطين الوظيفي، لافتا إلى أن النظام عانى من تشويه ومبالغات لبعض الكتابات بلا مبرر أو مسوغ اقتصادي، وأن كل ما يردد من مبالغات غير صحيحة. وأطلق مغرّدون على موقع التواصل "تويتر" هاشتاق #ساند_يخصم_2بالمئة_من_الراتب، حيث لاقى تفاعلا كبيرًا بين المؤيدين والمعارضين لهذا النظام، كما أطلق العديد من التعليقات والصور الكاريكاترية الساخرة حول "ساند".
&
يذكر أن النظام الجديد "ساند" سيطبق بصورة إلزامية في مطلع الشهر المقبل على جميع السعوديين المشتركين في فرع المعاشات من نظام التأمينات الاجتماعية من دون تمييز في الجنس، بشرط أن يكون سن العامل عند بدء تطبيق النظام عليه دون التاسعة والخمسين، ونسبة الاشتراكات الخاضعة للاشتراك هي 2% من الأجر، يدفع صاحب العمل 1% شهريًا، ويدفع المشترك 1% شهريًا، حيث قام النظام على مبدأ المشاركة بين صاحب العمل والمشترك في التمويل، لأن كلاهما مستفيد من منافع النظام، سواء كان ذلك بشكل مباشر من قبل المشترك أو بشكل غير مباشر من قبل صاحب العمل.
&