نيودلهي: قال كبير الخبراء الاقتصاديين والمدير العام القادم لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن أسواق النفط العالمية لن تشهد زيادة مهمة في الإمدادات الإيرانية قبل فترة تصل إلى خمس سنوات. ويظل هذا الوضع حتى إذا أبرمت هذه الدولة العضو بمنظمة أوبك اتفاقا نوويا نهائيا مع القوى العالمية ينهاية يونيو / حزيران كما هو منتظر.

وفي حين أن احتمالات حدوث قفزة كبيرة في الإمدادات الايرانية تبدو ضئيلة، فإن فرص انخفاض الإمدادات بشكل حاد من مناطق أخرى تزداد حيث تقدر الوكالة أن الشركات ستخفض الاستثمارات بما يصل إلى 100 مليار دولار في 2015 بقطاعات التنقيب والإنتاج بسبب انخفاض الأسعار.
&
وتوصلت إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق نووي مبدئي في الثاني من ابريل / نيسان، وهو ما أنعش الآمال في التوصل إلى اتفاق نهائي بنهاية يونيو يفضي إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على طهران بسبب برنامجها النووي.وقال بيرول، الذي سيقود الوكالة بدءا من سبتمبر / أيلول في تصريحات صحفية بالعاصمة الهندية: «قد نرى خلال ثلاث إلى خمس سنوات نموا قويا (في إنتاج النفط) قادما من إيران بافتراض إبرام اتفاق نهائي بينها والقوى العالمية في يونيو.» وأضاف أنه «قد لا يحدث نمو قوي في إنتاج النفط الإيراني بشكل فوري نظرا لأن الحقول الإيرانية لم تخضع للصيانة بالطريقة المثلى بسبب العقوبات».
&
ويذكر ان العقوبات الغربية قلصت صادرات إيران النفطية أكثر من النصف إلى حوالي 1.1 مليون برميل يوميا من 2.5 مليون قبل 2012. وتوقع بيرول تأثيرا محدودا لرفع العقوبات على أسعار النفط العالمية التي هوت نحو النصف منذ يونيو بفعل تخمة الامدادات وبخاصة من الولايات المتحدة.وسيكون النمو الاقتصادي الضعيف في آسيا وأوروبا والاستثمار في تعزيز الإنتاج عوامل رئيسية في تحديد اتجاه أسعار النفط العالمية في المستقبل. وقال بيرول «نرى احتمالات ضعيفة للغاية للنمو الاقتصادي في أوروبا وهو ما يشكل أهمية كبيرة لتحديد نمو الطلب على النفط.»وأضاف أنه في حين أن انخفاض الأسعار قلص الاستثمارات في القطاع بواقع 100 مليار دولار في 2015، فإن التوتر السياسي في الشرق الأوسط يثير شكوكا بشأن أمن استثمارات شركات النفط العالمية بالمنطقة. وقال: «لم نشهد مثل هذا الانخفاض الكبير حتى وقت الأزمة المالية». واشار إلى انخفاض بنسبة 20 في المئة في استثمارات الشركات النفطية العالمية خلال العامين 2015 و2014. وأضاف قوله: «إذا تزامن تباطؤ الانتاج مع النمو القوي في الطلب، فقد يدفع هذا النفط للصعود في المستقبل.»&
&
على صعيد آخر وصل وزير النقل الايراني عباس اوخنداي امس الى محافظة البصرة العراقية لبحث مشروع انشاء خط سكك حديدية بين العراق وايران. وذكر موقع «السومرية نيوز» العراقي امس أن الوزير الايراني سيبحث مشروع الجسر المعلق الخاص بالخط.&ويتضمن المشروع خطين: الاول بين البصرة والشلامجة بعدما تم الاتفاق على ان يقوم كل جانب بتبني مد الخط الى النقطة الحدودية الفاصلة بين البلدين وهدفه نقل البضائع والمسافرين. اما الخط الثاني فسيكون من بغداد الى منطقة المنذرية الحدودية وهدفه السياحة الدينية. وتسعى طهران من اجل تسريع خطى تنفيذ هذا المشروع اذ انه يؤدي دورا رئيسيا في تعزيز التجارة بين البلدين .&
&
ويرى خبراء أن هذا المشروع يأتي ضمن خطوات ايرانية متسارعة لمزيد من ربط الاقتصاد الإيراني بالاقتصاد العراقي لتخفيف آثار العقوبات الدولية على طهران والانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي ادى الى الحاق آثار مدمرة بالاقتصاد الإيراني ودفعها للبحث عن البدائل الاقتصادية ومختلف المنافذ للتغلب عليها.&واشار الخبراء إلى أن المشروع يعد مرحلة مهمة في سياسة الحدود المفتوحة بين البلدين والتكامل الاقتصادي الذي أعلنت السلطات الإيرانية سابقا أنها تسعى الى تحقيقه ويمتد الى العراق وسورية.&
&
على صعيد آخر في موسكو قال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي امس إن بلاده تزود إيران بالحبوب والمعدات في مقابل إمدادات من النفط الخام وذلك في إطار اتفاق مقايضة بين البلدين. واضاف أن إمدادات موسكو لا تنتهك العقوبات الحالية المفروضة على إيران.
&