&كان هبوط اسعار النفط من زهاء 110 دولارات للبرميل الى نحو 45 دولارا مفاجأة غير سارة للشركات الاميركية التي رسمت صورة وردية لآفاق صناعة استخراج النفط الصخري. &وفي حين ان اسعار النفط مرت بحالات مد وجزر في السابق فان الاعتقاد الذي كان سائدا في قطاع النفط والغاز ان صناعة الطاقة الاميركية تشهد نهوضا مستداما. &


إعداد عبدالإله مجيد:&الرهانات على هذا النهوض كانت رهانات خاسرة. ورغم الانتعاش الطفيف الذي طرأ على اسعار النفط بارتفاعها الى نحو 60 دولارا للبرميل فان الضغوط ما زالت شديدة على شركات التنقيب والاستكشاف الاميركية. وفي 5 حزيران/يونيو حين وقفت دول منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" وراء العربية السعودية في مواصلة ضخ 30 مليون برميل في اليوم ، نُشرت في ذلك اليوم نفسه بيانات اميركية جديدة تشير الى اختفاء 17 الف وظيفة في صناعة النفط والغاز والصناعات المرتبطة بها خلال شهر ايار/مايو. &
&
وكانت صناعة النفط والغاز توفر فرصة نادرة لعمل الاميركيين الذين لا يتعدى تحصيلهم الشهادة الثانوية في وظائف ذات أجور عالية بعد ان عاشوا العقدين الماضيين وهم يرون انحسار فرص عملهم في القطاعات الأخرى بسبب العولمة والأتمتة.&ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن لين غاري مدير البحث والتحليل الاقتصادي في مفوضية الأمن الاقتصادي بولاية اوكلاهوما انه سيتعين على هؤلاء ان يعملوا في وظائف ذات أجور ادنى ولكن فرص تقاضي اجور تقرب من اجورهم في صناعة النفط والغاز ستكون ضئيلة. &
&
وتسبب هبوط اسعار النفط في توقف أكثر من نصف منصات استخراج النفط والغاز في الولايات المتحدة بعد إقدام الشركات على غلق الآبار التي لم يعد تشغيلها مجديا بمثل هذه الأسعار المتدنية لما تنتجه من نفط. وبحسب معهد أيه دي بي للأبحاث الذي يتابع فرص العمل والأجور في الولايات المتحدة فان 44 الف وظيفة في صناعة التنقيب عن النفط والغاز أو الصناعات المرتبطة بها اختفت منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. &وقال المعهد ان غالبيتها كانت في غرب الولايات المتحدة وجنوبها. &&
&
وتأتي هذه الأرقام على نقيض حاد مع الوضع قبل هبوط الأسعار. &ففي ولاية اوكلاهوما مثلا شهدت الفترة من 2003 الى 2014 تضاعف عدد منصات التنقيب مرتين الى أكثر من 200 منصة ، واضافت الصناعة الاستخراجية التي يشكل النفط والغاز عمودها الفقري 30 الف فرصة عمل جديدة أو ضعف عدد الأيدي العاملة في عام 2003. &ثم بدأت اسعار النفط بالهبوط في صيف العام الماضي &بسبب فيض الانتاج الذي أسهمت شركات استخراج النفط الصخري الاميركية بقسطها فيه من جهة وتباطؤ الطلب العالمي من جهة أخرى.
&
ودفع هذا دول منتجة كبيرة مثل العربية السعودية الى زيادة الانتاج للحفاظ على حصتها من السوق. &وبعد حين بدأت منصات الحفر في الولايات المتحدة تتوقف تباعا ومعها تسريح الأيدي العاملة وإعادة النظر في الاستثمارات التي كانت شركات اميركية عملاقة تخطط لتشغيلها في صناعة النفط الصخري.&
&
&
&