أثينا: &دخلت المفاوضات بين اليونان ودائنيها الاثنين المرحلة الاخيرة في بروكسل سعيا لتجنيب اليونان التعثر في السداد، مع عقد سلسلة من الاجتماعات الماراتونية على خلفية تفاؤل حذر.وبعد خمسة اشهر من المراوحة في المفاوضات يلتقي الاطراف الرئيسيون في الازمة اليونانية لعقد اجتماعين، الاول لوزراء مالية دول منطقة اليورو، تليه في المساء قمة لمنطقة اليورو.
ولم يعد هناك امام اليونان سوى عشرة ايام قبل حلول استحقاقات مالية اساسية لم يعد بامكان اليونان الوفاء بها. وفي حال تعثرها عن سداد استحقاقاتها، فان ذلك قد يؤدي الى خروجها من منطقة اليورو، وهو سيناريو يؤكد الجميع حرصه على تفاديه.وقال المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي ان "مصير اليونان واليورو يحسم الى حد بعيد اليوم"، ردا على اسئلة اذاعة اوروبا 1.واضاف موسكوفيسي انه تم حتى الان عقدت اجتماعات عدة لبحث هذه الازمة واعتبرت شديدة الاهمية غير ان "الامر حاسم هذه المرة"، مبديا امله في التوصل الى اتفاق هذا المساء.ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى "اتفاق شامل ودائم" وليس "جزئيا ولفترة محدودة" بين اليونان ودائنيها مؤكدا ان بلاده "ستبذل كل ما في وسعها حتى تسفر هذه المحادثات عن اتفاق".
وعكست البورصات الاوروبية هذا التفاؤل ايضا فسجلت الاثنين ارتفاعا وصل قرابة الساعة 9,30 تغ الى 2,97% في باريس، و3,14% في فرانكفورت، و1,24% في لندن. اما بورصة اثينا فسجلت انتعاشا باكثر من 7,34%.وكان رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر اكثر حذرا اذ صرح لدى استقباله في بروكسل رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس "تم احراز تقدم في الايام الماضية لكننا بحاجة الى المزيد. لا اعلم ان كنا سنتوصل الى اتفاق اليوم".
وحذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بان القمة هذا المساء قد تكون استشارية فقط اذا لم يوافق دائنو اثينا قبلها على المقترحات اليونانية الاخيرة. وقال المتحدث باسمها شتيفن زايبرت انه "بدون الاستناد الى قرار فان قمة هذا المساء قد تكون مجرد قمة تشاورية".كما صرح وزير المالية الفنلندي الكسندر ستاب ان فرص التوصل الى اتفاق الاثنين تبقى ضعيفة وقال "املي قليل جدا في التوصل الى اتفاق اليوم".وقدمت اليونان ليل الاحد الاثنين اقتراحات جديدة للاصلاح والادخار في الميزانية اعتبرتها المفوضية الاوروية "اساسا جيدا لاحراز تقدم".
ولكن وزير المالية الالماني ولفغانغ شويبله قال ان اليونان لم تقدم مقترحات جديدة في الجوهر.وكتب مارتن سيلماير المسؤول عن مكتب جان كلود يونكر في تغريدة على تويتر "اقتراح يوناني جديد تلقاه كل من يونكر و(المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين) لاغارد والبنك المركزي الاوروبي" مضيفا بلغته الام الالمانية "ولادة عسيرة".وقال موسكوفيسي ان الاقتراحات اليونانية "تسير في الاتجاه الصحيح، يمكن ان توفر قاعدة لاتفاق، وهذا يعني انه ما زال هناك ما ينبغي بحثه".وشاطره هذا الموقف الايجابي وزير المالية الفرنسي ميشال سابان الذي وصف العمل الذي انجز حول مقترحات اثينا الاخيرة بانه "نوعي"، متحدثا لاذاعة ار اف إي.
من جانبه حدد تسيبراس لدى وصوله الى بروكسل لدى وصوله الاثنين "النقاط الرئيسية لاتفاق" مع الدائنين فعدد في تصريحات نقلها مكتبه ان "نترك خلفنا الفائض المفرط في الموازنة الاولية، وانقاذ الرواتب ومعاشات التقاعد، وتفادي الزيادة المفرطة وغير المنطقية في (فاتورة)الكهرباء (...) والعودة الى وضع طبيعي في علاقات العمل وتعزيز الاصلاحات الهيكلية (...) الهادفة الى اعادة توزيع الاعباء المالية ومكافحة التهرب الضريبي والفساد".وتسعى اليونان للحصول على شريحة جديدة من القروض بقيمة 7,2 مليار يورو معلقة منذ اشهر وهي بحاجة ماسة اليها، غير ان صرف هذه المبالغ يبقى مرهونا بالتوصل الى اتفاق حول اصلاحات وتدابير مالية مطلوبة من اثينا.
وتواجه اليونان استحقاقات حاسمة في 30 حزيران/يونيو حيث يتحتم عليها تسديد حوالى 1,5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي وفي حال عدم حصولها على هذه الفروض، فهي قد تتعثر في السداد وعندها قد يقطع البنك المركزي الاوروبي التمويل الطارئ عن مصارفها.ويعقد وزراء مالية دول منطقة اليورو ال19 اجتماعا الساعة 10,30 تغ تليه في المساء قمة لرؤساء الدول والحكومات اضافة الى كريستين لاغارد ورئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي ورئيس مجموعة اليورو يورون ديسلبروم.
ويفترض ان تفضي مختلف جلسات التفاوض الى راي ايجابي في الاقتراحات اليونانية حتى تتمكن قمة منطقة اليورو من الوصول الى النتيجة المرجوة.وما يزيد من خطورة الظرف وضع المصارف اليونانية المثير للقلق مع تسارع حركة سحب المدخرات خلال الايام الاخيرة ما يعزز المخاوف على النظام المصرفي.وقال موسكوفيسي "ان احد الاسباب التي تدفعنا الى التحرك اليوم هو تفادي تجريد المدخرين من اموالهم"، في وقت رفع مجلس حكام البنك المركزي الاوروبي صباح الاثنين المساعدة الطارئة للمصارف اليونانية خلال اجتماع استثنائي.
التعليقات