بروكسل: يعقد وزراء مالية منطقة اليورو الخميس محادثات حاسمة حول اليونان تأتي بعد تحذيرات عدة من خروج اثينا من منطقة اليورو وحتى الاتحاد الاوروبي اذا فشلت في التوصل الى اتفاق مع دائنيها.&وازدادت حدة المفاوضات الاسبوع الحالي بين اثينا ودائنيها المتمثلين بالاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي حول الجزء الاخير من خطة المساعدات المخصصة لليونان وقيمته 7,2 مليار يورو، وحتى وصل الامر ببعض المسؤولين لطرح فكرة احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو.&والاربعاء، وقبل يوم واحد من اجتماع لوكسمبورغ لدول منطقة اليوروالـ19، حذر البنك المركزي اليوناني للمرة الاولى من ان فشل المفاوضات سيؤدي الى تعثر اليونان من سداد ديونها وخروجها من منطقة اليورو و"على الارجح" من الاتحاد الاوروبي.

وفي اشارة الى ان قادة الاتحاد الاوروبي بدأوا بالفعل يبحثون احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو، قال رئيس البنك المركزي الالماني جينز ويدمان ان من شأن ذلك ان "يغير من طبيعة الاتحاد المالي"، ولكن لن يدمره. وتابع في مقابلة مع وسائل اعلام فرنسية وايطالية واسبانية انه "سيكون من الصعب السيطرة" على نتائج الخروج من منطقة اليورو بالنسبة لاثينا.اما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فقالت الخميس انها لا زالت مقتنعة بامكانية التوصل الى اتفاق مع اليونان، مشيرة الى ان "جهود المانيا موجهة لابقاء اليونان في منطقة اليورو".وبالرغم من التحذيرات، واقتراب المهلة المحددة لليونان لسداد ديونها لتسديد 1,6 مليار دولار لصندوق النقد الدولي بحلول نهاية الشهر الحالي، قال وزير المالية اليوناني ينيس فاروفاكيس انه لا يتوقع ان يتم التوصل خلال المحادثات الجديدة الى اتفاق حول سلسلة الاصلاحات الاقتصادية التي من شأنها ان تتيح صرف الجزء الجديد من القروض.

وردا على سؤال حول هذا الامر، قال فاروفاكيس خلال زيارة الى باريس الاربعاء "لا اعتقد ذلك... الامر يعود الآن الى القادة السياسيين للتوصل الى اتفاق".وفي اشارة الى تزايد القلق على صعيد دولي من الازمة القائمة مع اليونان، حذرت رئيسة الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) جانيت يلين الاربعاء من ان الاقتصادين الاميركي والعالمي مهددان بالتعرض لـ"اضطرابات" اذا لم تتوصل أثينا ودائنوها الى اتفاق.وقالت يلين في مؤتمر صحافي "في حال لم يحصل اتفاق، اتوقع اضطرابات ممكنة قد تطاول الافاق الاقتصادية في اوروبا والاسواق المالية في العالم".ولم تنجح الجهات الدائنة حتى الآن في التوصل الى اتفاق مع الحكومة اليسارية في اليونان حول الاصلاحات التي يجدر بها اتباعها في ما يتعلق بنظام التقاعد وزيادة الضرائب مقابل حصولها على الجزء الاخير من خطة المساعدات لتفادي تخلفها عن سداد ديونها.

وحذر رئيس الحكومة اليونانية الكسيس تسيبراس الاربعاء من ان اصرار الاتحاد الاوروبي على الاقتطاع من نظام التقاعد قد يطيح باي احتمال للتوصل الى اتفاق.وقال تسيبراس "اذا اصرت اوروبا على نظام التقاعد (احد نقاط الخلاف في المفاوضات) فعليها تحمل الثمن"، مشددا على انه "ليس هناك مكان لاي اقتطاعات اضافية من دون ان تؤثر على صلب نظام" التقاعد.ومن المفترض ان تسدد اليونان لصندوق النقد الدولي مبلغ قيمته 1,6 مليار دولار بحلول 30 حزيران/يونيو فضلا عن رزمة من الدفعات المترتبة عليها هذا الشهر ايضا، بالاضافة الى 6,7 مليار يورو للمصرف المركزي الاوروبي في تموز/يوليو وآب/اغسطس المقبلين.

وظهرت امكانية تخلف اليونان عن سداد ديونها بعد فشل جولة جديدة من المحادثات يوم الاحد. واصدر البنك المركزي اليوناني تقريرا حذر فيه من فشل المفاوضات على اعتبار انه من شأن ذلك ان يؤدي الى تعثر اليونان في السداد وخروجها من منطقة اليورو و"على الارجح" من الاتحاد الاوروبي.وجاء في التقرير السنوي حول اقتصاد البلاد ان "العجز عن التوصل الى اتفاق سيكون بداية طريق أليم سيقود اولا الى تخلف اليونان عن السداد وفي نهاية المطاف الى خروج البلاد من منطقة اليورو وعلى الارجح من الاتحاد الاوروبي". وشرح ان من شأن ذلك ادخال البلاد في حالة تقشف قاسية وتراجع في العائدات وارتفاع نسبة البطالة.وللمرة الاولى بعد فشل المفاوضات الاسبوع الماضي، اجرى تسيبراس اتصالا هاتفيا برئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الذي اتهم رئيس الحكومة اليوناني بتضليل الناخبين اليونانيين حول ما يجري في المحادثات.

وتظهر استطلاعات الرأي ان غالبية اليونانيين يؤيدون الاستراتيجية التي تتبعها الحكومة في التفاوض بالرغم من تراجع نسبة دعمها.وتظاهر حوالى سبعة آلاف شخص في اثينا الاربعاء للاعتراض على طلبات الدائنين فرض اجراءات تقشف اضافية، وحملوا لافتات كتب عليها "انهوا التقشف" و"ديموقراطية، وليس ابتزاز".ويتوجه تسيبراس يرافقه عدد من الوزراء الخميس الى روسيا حيث يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين وفق ما اعلن مكتبه، وذلك تزامنا مع اجتماع حاسم لمجموعة يوروغروب. ويعتقد مراقبون ان رئيس الحكومة اليوناني يحاول ان يظهر للاوروبيين انه لا يزال لديه خيارات اخرى".