لا يزال المطورون العقاريون في دبي يطرحون العديد من المشاريع الضخمة، رغم أن أسعار العقارات عادت إلى الانخفاض مجددًا، بعد ارتفاع عوّض الكثير من الخسائر التي مني بها القطاع في انهيار عام 2008.


إيلاف - متابعة: افتتح معرض سيتي سكيب الذي ينظم في الامارة الخليجية كل عام الثلاثاء، وسط توقعات بانخفاض الاسعار بنسبة تقارب 15%& هذا العام، الا ان المطورين واثقون من ان الوضع لن يعود الى الايام التي كانت فيها الشركات تضطر الى ترك مشاريع ضخمة من دون ان تكملها.

وعرض العديد من الشركات العقارية نماذج مفصلة لناطحات سحاب ومجمعات سكنية تضم فللا فاخرة، ومراكز ترفيه من بينها مركز يضم منحدر تزلج داخليا جديدا. وتحدث محللون عن انخفاض قيمة العقارات بعدما كانت قد حققت انتعاشا كبيرا خلال العامين الماضيين، عقب ما خسرت نصف قيمتها في الازمة المالية العالمية في العام 2008.

وتسببت دبي في هزة في الاسواق العالمية عندما اعلنت انها قد تعجز عن سداد ديون ضخمة بعدما اقترضت مبالغ كبيرة لبناء عدد من المشاريع العقارية الطموحة. وبفضل قطاعات التجارة والسياحة والنقل القوية، استعاد الاقتصاد عافيته.

وقال كريغ بلامب الباحث في شؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة جونز لانغ لاسال لادارة الاستثمارات ان "اسعار العقارات السكنية انخفضت ما بين 9 و 10% هذا العام". وقال "نتوقع ان تسجل الاسعار مزيدا من الانخفاض خلال ما تبقى من العام" مشيرا الى ان الانخفاض "ستكون له علاقة بما يحدث على الساحة العالمية مثل انخفاض اسعار النفط والقلق العالمي بشان تباطؤ الاقتصاد الصيني".

وقال ان "سوق العقارات السكنية في دبي تتأثر بشكل كبير بما يحدث في باقي دول العالم، لان عددا كبيرا من الاشخاص الذين يشترون هنا هم من المستثمرين الذين ياتون من الخارج". واشار الى وجود "مشاعر سلبية سببها الرئيس انخفاض اسعار النفط الذي ادى الى انخفاض اسعار الاسهم، وبالتالي دفع الى الابتعاد عن سوق العقارات السكنية".

وإمارة دبي، وهي واحدة من سبع امارات في دولة الامارات العربية المتحدة، تعتبر احدى الاسواق القليلة في المنطقة التي فتحت ابوابها لتملك الاجانب. ورجح بلامب انخفاض الاسعار لـ12 شهرا مقبلة، وتنبأ بان تسجل انخفاضا هذا العام بنسبة 15%. وقدرت شركة نايت فرانك للاستشارات العقارية التي مقرها لندن ان تزيد نسبة الانخفاض السنوي على 12%.

اما شركة "كلوتونز" الاستشارية اللندنية فقد توقعت ان تخسر اسعار الفلل نحو 7% من قيمتها في النصف الثاني من العام بعدما سجلت انخفاضا نسبته 5% في الاشهر الستة الاولى. وبدأت المؤشرات على انخفاض الاسعار تظهر نتيجة التنظيمات الصارمة التي فرضتها السلطات المالية في الامارات لتجنب فقاعة جديدة، ومن بين هذه التنظيمات وضع سقف للرهونات العقارية.

وحددت السلطات التنظيمية نسبة 75% سقفا للتمويل العقاري للعقار الذي يشتريه الشخص اول مرة، ونسبة 60% للعقار الثاني. من شان ذلك ان يضطر غير القادرين على سداد دفعة اولى نسبتها 25% أو اكثر الى الخروج من السوق. ونتيجة لذلك لا يتوقع ان تنخفض الاسعار بشكل كبير كما حدث اثناء الازمة، بحسب بلامب. وقال "نحن نشهد سوقا اكثر استقرارا بكثير، وهذا مؤشر إلى تحسن التنظيمات".

على تلك الخلفية قالت كلوتونز انه تم الاعلان عن اكثر من 40 الف وحدة سكنية هذا العام، ومن المتوقع طرح اكثر من 20 الف وحدة بحلول 2017. وصرح زياد الشعار المدير التنفيذي والعضو المنتدب لشركة داماك العقارية "بعدما بلغ حجم التعاملات المسجلة في الاشهر الستة الاولى 53 مليار درهم (14 مليار دولار) (..) نحن واثقون من ان هذه السوق هي سوق جيدة".

واشار الشعار الى زيادة عدد السكان والنمو الاقتصادي الصحي الذي يشمل ارتفاع اعداد السياح والبنى التحتية العصرية، اضافة الى استقرار اسعار الصرف والاستقرار السياسي الذي تتمتع به دبي مقارنة مع دول المنطقة. وقال "لو لم نكن نعلم ان هذه السوق قوية، وان هناك طلبا قويا، لما أطلقنا هذه المشاريع" مشيرا الى نماذج مفصلة لعدد من المشاريع الفاخرة.

ومن بين المشاريع المعروضة في سيتي سكيب مشروع "ميدان ون" الذي يشتمل على خطط لبناء اعلى برج سكني في العالم يصل ارتفاعه الى 711 مترا. وتضم دبي اطول مبنى في العالم وهو برج خليفة البالغ ارتفاعه 829,8 مترا. وعند اسفل "ميدان ون" سيقام منحدر تزلج داخلي بطول 1,2 كلم ليحطم الرقم القياسي الذي سجله مركز "سكي دبي" الذي يضم منحدرا بطول 400 متر.

اما شركة "نخيل دبي" العقارية، والتي قامت ببناء نخلة الجميرة وجزر العالم، فقد اعلنت انها تهدف الى طرح 10 الاف وحدة في السوق في منطقة جبل علي. وتصنف شركة سافيلس البريطانية للاستشارات العقارية، الامارات العربية المتحدة ثاني افضل دولة في العالم للاستثمار في العقارات السكنية بعد الولايات المتحدة.& وقالت ان سوق دبي "نضجت" وانه من المتوقع ان ترتفع الاسعار مجددا في منتصف 2016 مع استعداد الدولة الخليجية لاستضافة معرض اكسبو 2020.