سجلت واردات الصين في شهر نوفمر/تشرين الثاني نموا بأسرع وتيرة خلال أكثر من عامين بفضل تعطش السوق القوي لسلع أولية مثل الفحم وخام الحديد، في حين سجلت صادرات البلاد زيادة غير متوقعة بفضل زيادة الطلب العالمي. وأظهرت بيانات رسمية يوم الخميس زيادة الواردات بواقع 6.7 في المئة على أساس سنوي على نحو مغاير لتوقعات خبراء الاقتصاد التي أشارت إلى إنخفاض بواقع 1.3 في المئة، كما تعد الزيادة المسجلة الأقوى منذ سبتمبر/ أيلول 2014. وسجلت صادرات البلاد زيادة بواقع 0.1 في المئة على أساس سنوي وهو ما خالف أيضا توقعات الخبراء التي أشارت إلى احتمال تسجيل تراجع يصل إلى خمسة في المئة. وقالت الإدارة العامة الصينية للجمارك إن البيانات تشير إلى أن الفائض التجاري خلال هذا الشهر سجل 44.61 مليار دولار مقابل توقعات تسجيل فائض تجاري قيمته46.30 مليار دولار وبالمقارنة بقيمة 49.06 مليار دولار في أكتوبر/ تشرين الأول. وتوقع خبراء استطلعت وكالة رويترز للأنباء آراءهم تسجيل انخفاض أكثر تواضعا في صادرات شهر نوفمبر/ تشرين الثاني بعد تراجع نسبته 7.3 في المئة في أكتوبر/ تشرين الأول، كما توقع الخبراء تسجيل انخفاض في الواردات بنفس الوتيرة تقريبا. غير أن واردات الصين من السلع الأولية الرئيسية التي تشمل خام الحديد والنفط الخام والفحم وفول الصويا والنحاس سجلت جميعها زيادة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني رغم الضعف الحاد الذي شهدته عملة اليوان. وكانت الصين قد استوردت 91.98 مليون طن من خام الحديد في نوفمبر/ تشرين الثاني بزيادة نسبتها 13.8 في المئة مقارنة بالشهر السابق وذلك في ثالث أعلى معدل شهري سجلته البلاد. كما استوردت البلاد أكبر حجم من خام الفحم خلال 18 شهرا لتلبية الزيادة على الطلب الداخلي خلال فصل الشتاء. وسجلت واردات النحاس زيادة بنسبة 31 في المئة، في الوقت الذي خزن التجار كميات أكبر من المعدن مع انتعاش الطلب في قطاع البناء. وقالت الإدارة العامة للجمارك إن الصين استوردت 32.35 مليون طن من النفط الخام في نوفمبر/ تشرين الثاني مقابل 28.79 مليون طن في الشهر السابق بزيادة نسبتها 12.4 بالمئة. وزادت واردات المنتجات النفطية 13.6 بالمئة إلى مليوني طن في حين زادت الصادرات 19.2 بالمئة إلى 4.85 مليون طن. وتحتل الصين بؤرة اهتمام خاص على صعيد جدول أعمال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وكانت بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي قد أظهرت اتساع الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة على نحو مطرد خلال السنوات الماضية، مسجلا 6.5 في المئة ليصل إلى 367.11 مليار دولار في عام 2015. وقال رئيس صندوق الثروة السيادية الصيني يوم الخميس إنه يتوقع أن يكون ترامب حريصا حال التفكير في فرض زيادة الرسوم الجمركية وفاء بوعوده الانتخابية لأن ذلك لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن تعد أكبر شريك تجاري للصين. وكان ترامب قد انتقد الصين ووصفها بالحمائية وهدد بكين بفسخ اتفاقات تجارية عالمية. وحتى إن لم يعتزم ترامب فرض إجراءات عقابية، فإن تنامي الشعور بالحمائية قد يكون له تأثير كبير على التجارة والاستثمار في شتى أرجاء العالم. وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت من قبل تخفيض الصين قيمة عملتها اليوان، وقالت إن الإجراء يعطي أفضلية غير عادلة للصادرات الصينية. من جهة أخرى أشارت بيانات يوم الأربعاء إلى تراجع احتياطي الصرف الأجنبي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني بقيمة 69 مليار دولار، وهو أدنى تراجع للصين خلال خمس سنوات، في الوقت الذي يسعى فيه بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) إلى دعم عملة اليوان.
- آخر تحديث :
التعليقات