صدّرت الولايات المتحدة شحنتها الأولى من الغاز الطبيعي السائل في خطوة قال مراقبون انها تغير ميزان القوى في سوق الطاقة العالمية وتطلق صراعا مع روسيا على حصة من السوق.


لندن: تهدد زيادة الامدادات الاميركية من الغاز الطبيعي خلال السنوات الخمس المقبلة بكسر احتكار الكرملين لسوق الغاز الاوروبية.

وقال مراقبون ان موسكو بدأت بالفعل تفكر في الاقتداء بمثال العربية السعودية في السياسة التي تنتهجها للحفاظ على حصتها من السوق النفطية في مواجهة شركات النفط الصخري الاميركية.

ومن المتوقع ان تؤجج صادرات الغاز الاميركية حرب اسعار عالمية مع ظهور الغاز الطبيعي السائل في السوق حيث أخذ يصبح قريب الشبه بسوق النفط بما فيها من تقلبات في الأسعار ودورات انتعاش وركود.

واعلن وزير الطاقة الاميركي ايرنست مونيز في مؤتمر سيراويك للطاقة في مدينة هيوستن بولاية تكساسان ظهور الولايات المتحدة بوصفها قوة غازية عظمى "زلزال جيوسياسي".

وقال عن تصدير اول شحنة اميركية من الغاز السائل الى البرازيل "انه يوم كبير لثورتنا في قطاع الغاز الطبيع.. انه تغيير في صورة الأمن الطاقي".&

وتعمل الولايات المتحدة على زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي السائل الى نحو 130 مليار متر مكعب في اليوم بحلول نهاية العقد ، أو ما يعادل تقريبا صادرات الغاز الروسية الى اوروبا.

ويمكن ان ترتفع هذه الصادرات الى 200 مليار متر مكعب وربما أكثر إذا استمرت صناعة استخراج الغاز الصخري في اكتشاف كميات من الغاز كان من الصعب تخيلها في السابق.

ولم يكن احد عمليا يضع في حساباته تحول الولايات المتحدة من مستورد الى مصدر للغاز.

وتوقع مونيز ان تضاهي الولايات المتحدة انتاج قطر من الغاز الطبيعي وربما التقدم عليها لتصبح أكبر مصدّر في العالم للغاز الطبيعي السائل بحلول عام 2020.&

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مارتن هيوستن رئيس مجلس ادارة شركة بارالاكس انيرجي ان حصة الولايات المتحدة من السوق العالمية للغاز الطبيعي السائل قد تبلغ 25 في المئة في غضون عقد وانها قادرة على تصدير الغاز الى اوروبا بأسعار منخفضة لا تزيد على 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية رغم الكلفة المرتفعة لتسييل الغاز ونقله.
&
وتستهدف شحنات الغاز الاميركية السوق الاوروبية بصورة مباشرة حيث تتوفر بنى تحتية كبيرة وغير مستخدمة بضمنها منشأة كبيرة في ليتوانيا لانهاء الاعتماد على الأنابيب الروسية.&&

وقلل الكسندر ميدفيديف نائب رئيس مجلس ادارة شركة غازبروم الروسية العملاقة من شأن التحدي الأميركي قائلا في مؤتمر سيراويك للطاقة "ان هناك مجالا كافيا للجميع في سوق الغاز هذه وان اوروبا ستحتاج الى 70 مليار متر مكعب اضافية بحلول عام 2020".&

ولكن ميدفيديف اشار الى ان روسيا ستقاوم التحدي الاميركي لحصتها من سوق الغازمحذرا من ان الغاز الروسي سيباع "بأسعار تنافسية".&

وبحسب معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة فان لدى روسيا طاقة انتاجية معطلة في غرب سبيريا تبلغ 100 مليار متر مكعب من الغاز.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الباحث في المعهد جيمس هندرسون ان من المغري ان تحاول روسيا خفض سعر الغاز الى ان يكون استخراجه مكلفا على شركات الغاز الصخري الاميركية ، كما تفعل العربية السعودية للحفاظ على حصتها من سوق النفط في مواجهة شركات النفط الصخري الاميركية.

واضاف هندرسون انه قد يكون من المنطقي "ان تعتمد غازبروم الاستراتيجية السعودية لتعزيز أفضليتها التنافسية على المدى البعيد".

وقدر معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة ان شركة غازبروم الروسية يمكن ان تخسر عائدات تبلغ 25 الى 40 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة إذا لم تتحرك لتوجيه ضربة استباقية الآن حيث ما زالت الشحنات الاميركية من الغاز متواضعة.

وستحدث الزيادة الكبيرة في امدادات الغاز الاميركية بعد عام 2018.&

وقال الباحث باد كوت الزميل في المجلس الأطلنطي ان الكرملين قد يحاول توجيه ضربة قاصمة الى صناعة الغاز السائل الاميركية ولكن ذلك سيكون باهظ الكلفة.

وتأتي الشحنة الأولى من الغاز السائل الاميركي في وقت تشهد سوق الغاز هبوطا حادا. إذ انخفض سعر الغاز الطبيعي السائل في اوروبا من 12 الى 5.35 دولار خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفي آسيا انخفض السعر من 17 دولارا الى 6 دولارات مع إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية في اليابان.

ولكن مارتن هيوستن رئيس مجلس ادارة شركة بارالاكس قال ان التقلبات السعرية على المدى القريب لا تعني شيئا في صناعة تمتد آفاقها 20 عاما أو اكثر متوقعا ان يكون& لصناعة الغاز السائل في الولايات المتحدة مستقبل زاهر.

&