رغم التحركات الإيجابية في أسواق النفط العالمية، تبرز بعض المخاطر حول إمكانية استمرار هذا التعافي، لا سيما في ظل الموقف الايراني المتصلب، واحتمال عودة منتجي الزيت الصخري لانتاج أقصى، ما قد يعيد الأمور إلى المربع الأول.
&
واشنطن: شهدت أسواق النفط في اليومين الماضيين تحركات ايجابية، حيث استقرت أسعار مزيج برنت للعقود الآجلة فوق 40 دولاراً للبرميل وفوق 38 دولاراً لخام غرب تكساس الوسيط. وهذه المؤشرات المتواضعة توحي بأن هناك ضوءًا في نهاية نفق الأسعار المظلم. وهذا يعزز تنبؤات مؤسسة مورغان ستانلي أن تكون أسعار النفط قد تجاوزت الأسوأ، فقد حذرت من أن تباطؤ الاقتصاد وزيادة الإنتاج قد يحول دون حدوث زيادات كبيرة في الأسعار حسب تقارير رويتر.&
&
وقد وصل السعر الى 27 دولاراً، اوائل فبراير (شباط) الماضي، والآن فوق 40 دولارًا، وهذا يؤكد النظرية التي تقول إن الأسعار وصلت القاع وبدأت بالصعود.
&
هناك بوادر أمل أنه رغم تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي لا سيما في الصين الا أن الطلب يشهد ارتفاعًا ملحوظًا ويرافق ذلك تقلص في الانتاج الأميركي من 9.4 ملايين برميل يوميًا الى 8.7 ملايين برميل يوميًا. وجاء تقرير وكالة الطاقة الدولية قبل ايام ليؤكد أن الأسعار وصلت الى الحضيض ولامست القاع، ولا بد ان تبدأ بالارتفاع التدريجي، ولاحظنا انه خلال اربعة اسابيع ارتفعت الأسعار بنسبة &40 الى 50%. &
&
&
تراجع المعروض
&
وقالت «أوبك» في التقرير الشهري الأخير إنها تتوقع تراجع المعروض من خارج المنظمة&بما يعادل & 700 ألف برميل يوميًا هذا العام. وفعلاً هناك تراجع في الانتاج الأميركي، لا سيما من قطاع الزيت الصخري.
&
وقالت أوبك إن الشركات الأميركية تعمل جاهدة على تخفيض تكلفتها الانتاجية مما قد يؤدي الى ارتفاع في المعروض خلال عام &2016، ونتيجة لذلك تتوقع «أوبك» أن يبلغ متوسط الطلب على خامها 31.52 مليون برميل يوميًا في 2016، بانخفاض 90 ألف برميل يوميًا عن توقع الشهر الماضي.&
&
مناورات وتناقضات تتعلق بايران
&
لا شك ان ايران تسعى لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الغربية التي كانت مفروضة على طهران بدلاً من تجميد الإنتاج، فقد قالت لـ "أوبك" إنها رفعت الإنتاج إلى 3.39 ملايين برميل يوميًا، ولكن السؤال الذي لا يمكن الاجابة عليه، وهو ما تأثير ارتفاع الانتاج الايراني على الأسعار، علمًا ان ايران تخطط لانتاج 4 ملايين برميل يوميًا، أي ضعف ما تنتجه الآن وتصريحاتهم المتناقضة حول الالتزام بتجميد الانتاج.
&
ولا شك ان انتعاش الأسعار من شأنه ان يرفع كميات النفط المعروضة في السوق، ومن ثم يعزز التخمة، والأخطر من ذلك أن ارتفاع الأسعار لمستويات فوق 50 دولاراً قد يشجع بعودة الانتاج الصخري للسوق بقوة.
&
ولكن لا تزال هناك مخاوف من الانتاج الايراني وعودة الانتاج الصخري والمناورات القائمة بخصوص&عقد اجتماع بين اوبك والمنتجين خارج اوبك في موسكو بتاريخ 20 مارس (آذار) الحالي، وحتى هذا لا يزال موضوع شك وتكهنات.&
&
ولأن الدول المنتجة ترفض تخفيض انتاجها لكي تحافظ على حصصها في السوق، فإن السبيل الوحيد لعودة التوازن في السوق هو تجميد الانتاج، والذي يبقى نقطة خلاف كبيرة خاصة مع ايران. ولكن روسيا فقط تؤيد الموقف الايراني، وأمس نقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت عن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قوله إن روسيا تتفهم وتتقبل مطالب إيران بالسماح لها باستعادة مستويات إنتاجها النفطي السابقة على العقوبات، قبل المشاركة في أي مناقشات بخصوص تجميد مستويات الإنتاج العالمي.
&
&
المربع الأول
&
وترجع صعوبات عقد اجتماع المنتجين في الأساس إلى الموقف الإيراني، حيث تصر طهران على رفع إنتاجها إلى أربعة ملايين برميل يوميًا قبل الانضمام إلى المنتجين في قرار تجميد الإنتاج، واذا فشلت محاولات التجميد قد تؤدي الى هبوط الأسعار بأكثر من 10 دولارات للبرميل، حسب تقديرات بعض المحللين.
&
ومن جهة أخرى، قالت مصادر من «أوبك» أمس الإثنين إن من المتوقع أن يعقد أعضاء من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول وخارجها اجتماعهم التالي، بشأن خطة لتجميد مستويات الإنتاج سعيًا لدعم الأسعار في منتصف أبريل (نيسان) المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، مما يرجح عدم امكانية عقد مؤتمر في روسيا لبحث تجميد الانتاج بتاريخ 20 مارس (آذار)، أي بعد اقل من اسبوع.
&
فقد تتعافى الأسعار تدريجيًا خلال الأشهر المقبلة، ولكن الموقف الايراني المتصلب واحتمال عودة منتجي الزيت الصخري لانتاج أقصى، ما يمكن قد يؤثر سلبًا على تعافي الأسعار، وبالتالي نعود مجددًا للمربع الأول، أي الى أسعار يناير وفبراير هذا العام، التي تتأرجح حول 30 دولاراً للبرميل.

&