اتفقت مصر والسعودية على إقامة صندوق استثمار برأس مال يبلغ 16 مليار دولار، وذلك خلال لقاء شهده العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
القاهرة: اتفقت مصر والسعودية السبت على اقامة صندوق استثمار براس مال 16 مليار دولار، وذلك في اليوم الثالث من زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لمصر وغداة توقيع 17 اتفاقا في مجالات انمائية عدة.&
وكانت السعودية، اكبر داعم لمصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قدمت مساعدات اقتصادية كبيرة لمصر.
وبدا العاهل السعودي زيارته الى مصر الخميس ومن المقرر ان تستمر لخمسة ايام وهي اول زيارة له لمصر منذ توليه الحكم مطلع العام الماضي.&
ووقع مسؤولو البلدين "اتفاق لانشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار براس مال 60 مليار ريال (16 مليار دولار)" في لقاء كبير شهده العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر عابدين الفخم في القاهرة وبثه التليفزيون الرسمي.
وشهد اللقاء توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات الاسكان والزراعة وتطوير الطرق وتشييد محطات الكهرباء.
كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم لاقامة منطقة اقتصادية حرة في شبه جزيرة سيناء.
والجمعة، شهد الملك سلمان والسيسي توقيع 17 اتفاقا ومذكرة تفاهم شملت مشروع تشييد تجمعات سكنية ضمن برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء واخر للتنمية الزراعية فيها وايضا انشاء جامعة الملك سلمان في مدينة الطور في جنوب سيناء. وستمول السعودية مشاريع بقيمة اجمالية قدرها 1,5 مليار دولار في سيناء.&
ويعتبر هذا استثمارا نادرا حاليا في شبه الجزيرة التي يتعرض شمالها لهجمات دامية ينفذها الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية.
كما اعلن العاهل السعودي الجمعة "اتفاق مصر والسعودية على تشييد جسر يربط بين البلدين" يمر فوق البحر الاحمر.
وقال الملك ان الجسر الذي لم ترد اي معلومات عن مكان تشييده بالتحديد، يهدف لزيادة التبادل التجاري ودعم صادرات البلدين.&
وذكر مجلس الوزراء المصري في بيان الجمعة ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في 2014/2015 نحو 5 مليارات دولار.
واشار الى ان السعودية تحتل المرتبة الاولى بين الدول المستثمرة في مصر بقرابة 6,13 مليارات دولار كاجمالي المساهمات السعودية في رؤوس أموال الشركات حتى العام 2016.
واتفق البلدان كذلك على ترسيم الحدود البحرية بينهما.&
وقالت الحكومة المصرية في بيان مساء السبت ان الترسيم اسفر عن "وقوع جزيرتيّ صنافير وتيران داخل المياه الاقليمية للمملكة العربية السعودية".
واشارت الحكومة الى ان "الملك عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر في يناير1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ".
ويعاني الاقتصادي المصري بشدة بسبب تراجع عائدات السياحة وانحسار الاستثمار الاجنبي منذ اطاحة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011.&
وكانت السعودية تعهدت في كانون الاول/ديسمبر الفائت بزيادة استثماراتها في مصر الى اكثر من ثمانية مليارات دولار، فضلا عن المساهمة بتوفير حاجتها من النفط لخمس سنوات.
-الملك في الازهر-والسبت زار الملك سلمان الجامع الازهر في زيارة هي الاولى من نوعها لعاهل سعودي الى اهم سلطة مرجعية للمسلمين السنة في العالم.
وافاد بيان للازهر ان الملك سلمان وضع "حجر الأساس لمدينة البحوث الاسلامية الجديدة للطلاب الوافدين للدراسة بالازهر" سيتم تمويلها بمنحة من العاهل السعودي على مساحة 170 فدانا لتستقبل اربعين الف طالب.&
ويدرس في الازهر الاف الطلاب الاسيويين والافارقة والمصريين لكن مكان اقامتهم لم يعد يستوعب اعدادهم.&
ولاحقا، اعلن الازهر في بيان منفصل ان العاهل السعودي الملك سلمان اهدى شيخ الأزهر الشريف، كسوة الكعبة المشرفة.
ومنذ مساء الخميس، علقت لافتات ترحيب تحمل صورا للسيسي والملك سلمان قرب الجامع الازهر الذي كثفت السلطات الاجراءات الامنية في محيطه.
ومساء الجمعة، التقى الملك سلمان بابا الاقباط الارثوذكس تواضروس الثاني في مقر اقامة العاهل السعودي في فندقه المطل على نيل القاهرة.&
وهو اول لقاء من نوعه بين عاهل سعودي وبابا لاقباط مصر.&
ومن المتوقع ان يزور العاهل السعودي الاحد مقر البرلمان ومستشفى القصر العيني الذي سيتم تطويره بتمويل سعودي بكلفة 120 مليون دولار.&
ويزور جامعة القاهرة الاثنين حيث يتلقى شهادة دكتوراه فخرية.&
- شراكة استراتيجية -والزيارة هي الاولى للملك سلمان الى القاهرة منذ وصوله الى الحكم في المملكة مطلع العام الفائت.
وتتبنى القاهرة والرياض مواقف متقاربة عموما من الملفات والنزاعات الاقليمية.
وتشارك مصر بقوات جوية وبحرية في التحالف العربي بقيادة الرياض الذي يتصدى للمتمردين الحوثيين في اليمن، منذ اعلانه في اذار/مارس 2015 .
وتاتي الزيارة بعد اشهر من تقارير اعلامية افادت عن توتر العلاقات بين الرياض والقاهرة التي احجمت عن المشاركة بقوات برية في الحملة التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من ايران.
واعلنت مصر انها ستدعم السعودية بقوات برية اذا كان ذلك ضروريا، لكن ذلك لم يحدث حتى اللحظة ربما لخشيتها من التورط اكثر في اليمن الذي يحمل ذكريات سيئة للجيش المصري الذي تدخل في اليمن في الستينات، بحسب مراقبين.
الا ان المحللة بالمركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية ايمان زهران قالت لوكالة فرانس برس ان "الزيارة تؤكد استمرار الدعم السعودي للسيسي رغم هذه الاختلافات السياسية الاقليمية. والزيارة ليست سوى امتداد لسياسة التقارب بين البلدين".
&
التعليقات