الرياض: بعد مرور ما يقارب الثماني سنوات من تعليق مفاوضات التجارة الحرة مع أوروبا، كشف عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون، عن إعداد دراسة حول مدى جدوى استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع أوروبا، في ظل وجود تعاون وحوار استراتيجي واجتماعات مستمرة مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنه تم توجيه لجنة المفاوضات بإعداد دراسة عن مدى جدوى استئناف المفاوضات.

وقال الزياني ضمن مشاركته في الاجتماع الاستثنائي للجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول الخليج، والذي اختتم أعماله في جدة، برئاسة أحمد آل خليفة وزير المالية البحريني، أن هناك بعض النقاط قيد النقاش مع الاتحاد الأوروبي، متوقعا الوصول إلى تفاهمات تنصب في مصلحة الطرفين، مشيرا إلى أنه توجد نقاط تحتاج إلى مزيد من الدراسة والاستيضاح وان هناك توجيهات لتكليف الوكلاء واللجان الفنية بدراسة ما تم تحديده خلال الاجتماع من نقاط من الدول ومن ثم عرضه على الوزراء.

وكان مجلس التعاون الخليجي سبق وأن أعلن تعليق محادثاته مع الاتحاد الأوروبي حول اتفاقية للتجارة الحرة، في أكتوبر من عام 2008 ، بسبب إصرار الاتحاد الأوروبي على تضمين الاتفاقية بنوداً سياسية واقتصادية ، حيث أصر على إضافة نص يسمح بتعليق الاتفاقية ووقف تنفيذها في حال إخلال الطرف الآخر بالتزاماته الاقتصادية أو السياسية وهو ما تسبب في نشوء خلاف بين الجانبين أدى إلى تعليق الاتفاق.

ورفضت دول الخليج الربط بين السياسة والاقتصاد في نصوص الاتفاقية، لأن ذلك سوف يعطي أحد الأطراف الفرصة للتدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر بهدف تحقيق مصالح اقتصادية، وهو الأمر الذي رفضته دول مجلس التعاون الخليجي ما دعاهم إلى تعليق الاتفاقية بعد مفاوضات استمرت نحو 18 عاما، ورغم أن الخلافات شهدت وساطة فرنسية لكنها تنجح في إقناع شركائها بالاتحاد الأوروبي.

ويتفاوض الاتحاد الأوربي ومجلس التعاون الخليجي على الاتفاقية منذ 1988 واتفاق التجارة الحرة الخليجي الأوروبي الذي يهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين الكتلتين سيجعل من السهل على الدول العربية الخليجية تصدير منتجاتها مثل البتروكيماويات إلى أوروبا التي تفرض ضرائب على بعض الواردات من المنطقة.