في مقالة له، يتحدث سلطان أحمد الجابر عن برنامج "خبراء الإمارات"، ودوره بين مبادرات أخرى في صقل مهارات القيادات المستقبلية في قطاع الطاقة، لتأهيل كفاءات لها دورها في ترسيخ المكانة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع النفط والغاز.

إيلاف من دبي: إن برنامج "خبراء الإمارات" مبادرة وطنية واعدة أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، هدفه بناء شبكة من الخبرات الوطنية القادرة على إحداث تأثير في القطاعات المستهدفة، بما يتماشى مع الرؤية والأولويات الوطنية.

مع انطلاق هذا البرنامج الذي يهدف إلى نقل المعرفة والخبرة وضمان استمرارية التقدم والتميز، كتب سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتي والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، في موقع "هارفارد بزنس ريفيو" أنه تشرف بالمشاركة فيه موجّهًا إلى قطاع موارد الطاقة، حيث تنفذ "أدنوك" العديد من برامج تطوير جيل الشباب من أبناء دولة الإمارات وبناتها، "بهدف دعم جهود صقل مهارات وكفاءات القيادات المستقبلية في قطاع الطاقة الذي يحظى بأهمية استراتيجية في دولة الإمارات التي تمكنت خلال الخمسين عامًا الأخيرة من بناء خبرات متميزة فيه تضاهي أفضل المستويات العالمية، سواء كان ذلك في صناعة النفط والغاز والتكرير والبتروكيميائيات، أو في مجالات الطاقة المتجددة، خاصةً وأن ضمان استمرار تقدم القطاع ونموه يعتمد على بناء خبرات وطنية شابة قادرة على الإمساك بزمام المسؤولية في المستقبل".

مهارات التفكير الاستشرافي
بحسب الجابر، تتميّز برامج التوجيه أثناء العمل في قدرتها على نقل المعرفة والخبرات بشكل مباشر من خلال إشراك المتدربين في مشروعات ومبادرات تكسبهم خبرات عملية متكاملة، مع إمكانية حصولهم على النصح والإرشاد. كما تتيح تجربة التوجيه للمدرب فرصة الإطلاع على توجّهات وطموحات وتطلعات جيل الشباب بالنسبة إلى مختلف الموضوعات.

يضيف الجابر: "تماشيًا مع رؤية الإمارات، تولي أدنوك أهمية كبيرة للاستثمار في الكوادر البشرية التي تعد العمود الفقري للشركة والركيزة الأساسية لنجاحها، ولا سيما أن تطوير كفاءات الموظفين والموظفات المواطنين من جيل الشباب وتزويدهم بمهارات التفكير الاستشرافي وإثراء خبراتهم مع التركيز على الاتجاهات المستقبلية التي تشمل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وبناء اقتصاد المعرفة، هي من عوامل النجاح الأساسية لضمان استدامة الأعمال".

نهج متكامل
يتابع: "يكتسب تدريب وتوجيه جيل الشباب في قطاع الطاقة والنفط والغاز أهمية خاصة بالنسبة إلينا في دولة الإمارات وذلك لسببين رئيسين: الأول، هو أهمية القطاع في دعم الاقتصاد الوطني ودوره المحوري في تمكين نمو القطاعات الأخرى كالصناعة والتجارة والزراعة والنقل والمواصلات والسياحة وغيرها؛ أما السبب الثاني فهو أن قطاع النفط والغاز يواجه منافسة قوية في جذب أصحاب الكفاءات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وبما أن نمو القطاع وتقدمه وتطوره يعتمد على إعداد الكوادر البشرية المتخصصة في هذه المجالات، فإننا نعمل على تطبيق نهج متكامل يشمل دعم وتدريب وتأهيل أصحاب الكفاءات المتميزة من الكوادر الحاليين لتمكين أجيال المستقبل في المجالات العلمية المتقدمة، وتشجيع الابتكارات عالمية المستوى، وتنمية وتأهيل جيل المستقبل من المواهب الإماراتية، وتوفير المزيد من فرص التطور أمام شباب الوطن ليصبحوا باحثين رائدين في قطاع النفط والغاز".

مبادرات وبرامج
لضمان تأهيل الأجيال المستقبلية على أفضل نحوٍ ممكن، أطلقت أدنوك العديد من مبادرات تطوير القيادات المستقبلية، بما فيها برنامج تطوير قيادات أدنوك الشابة، وبرنامج "القادة الناشئين" و"القيادات المتقدمة" و"تطوير القيادات النسائية" وبرامج "القيادات التنفيذية".

أطلقت الشركة كذلك العديد من البرامج العلمية المتخصصة مثل برنامج مختبرات "ليجو للابتكار" التي تسهم في تمكين أكثر من 6.000 طالب وطالبة في مدارس "أدنوك" من تطوير مهاراتهم في مجالات البرمجة والروبوتات ودراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

يقول الجابر في مقالته: "كما أطلقنا برنامج ’كومون‘ لتعليم الرياضيات في 4 من مدارس أدنوك، بهدف تشجيع الطلاب وتوجيه مواهبهم من مرحلة الروضة إلى الثانوية. وبالتعاون مع ’صندوق الوطن’، أطلقت أدنوك مبادرة ’المبرمج الإماراتي‘ في منطقة الظفرة، والتي تهدف إلى توفير بيئة محفزة لطلاب وطالبات المدارس تمكنهم من اكتساب مهارات تكنولوجية متقدمة، وذلك عبر مراحل متكاملة تسهم في تعزيز المهارات الإبداعية لدى الناشئة، وتطوير قدراتهم".

كما تقدم الشركة منحًا دراسية تتيح للطلاب المبتعثين لدراسة الدكتوراه وإجراء بحوث علمية متقدمة في عدد من أرقى الجامعات المتخصصة في جميع أنحاء العالم.

قاعدة صلبة من الكفاءات
بحسب الجابر، تسهم هذه البرامج والمبادرات في بناء قاعدة صلبة من الكفاءات الفتية التي ستسهم في ترسيخ المكانة العالمية لدولة الإمارات في قطاع النفط والغاز، وتشكل روافد مهمة لبرنامج "خبراء الإمارات" من خلال تنمية المهارات والكفاءات الضرورية منذ سن مبكرة بما يدعم جهود تطوير وإعداد قيادات مستقبلية متميزة.

كذلك، يقول الجابر إن برامج التوجيه المباشر، مثل "خبراء الإمارات"، تسهم في الانتقال إلى المستوى التالي من تحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات من خلال التفكير العلمي والنقدي وإجراء البحوث والدراسات اللازمة والشاملة التي تأخذ في الاعتبار العلاقات المتبادلة بين القطاعات، "خاصة في ضوء تأثير موارد الطاقة على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية. ومن واجب كل من يتولى مسؤولية في مختلف القطاعات أن يعمل على تمكين الجيل التالي من القيادات التي تمتلك معرفة شاملة ومتخصصة في مجالها، وكذلك المعرفة الضرورية بالقطاعات الأخرى المرتبطة معها بما يضمن استمرارية مسيرة التنمية المستدامة وتعزيز التقدم نحو بناء اقتصادٍ متنوع قائم على المعرفة".

يختم الجابر: "يبدو المستقبل واعدًا ومشرقًا بالنسبة إلى قطاع النفط والغاز الذي سيستمر في القيام بدور محوري في النمو الاقتصادي، خاصة مع وجود برامج استراتيجية مثل ’خبراء الإمارات’ التي تضع إطارًا بعيد المدى لإعداد القيادات المستقبلية وضمان استمرارية الدور المحوري لأبناء وبنات الوطن في إدارة المؤسسات والقطاعات الحيوية".


مقالة سلطان أحمد الجابر..