قال رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر: "لقد تجاوزنا المرحلة الأسوأ" في أسواق النفط، إذ تجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط حاجز 40 دولارًا بعد أن كان أقل من 40 دولارًا. وفي شهر أبريل كان الطلب يتراوح بين 75 و80 مليون برميل في اليوم، وكان العرض كبيرًا في ذلك الوقت، وحاليًا يناهز الطلب 90 مليون برميل في اليوم.
وأضاف "متفائلون بشأن تعافي الطلب على الطاقة في النصف الثاني من هذا العام، وخير دليل على ذلك ما تشهده الصين اليوم من عودة للإنتاج، إضافة إلى أن الدول أصبحت الآن على استعداد لمواجهة أي موجة ثانية من جائحة فيروس كورونا المستجد، في حال حدثت".
وجاء حديث الناصر خلال حوار مع نائب رئيس "آي إتش إس ماركت"، العالمية الرائدة في مجال التحليلات والحلول لكبرى القطاعات والأسواق العالمية "دانيال يرجين"، خلال محادثات أسبوع سيرا.
وأكد أنه لم يطرأ الكثير من التغيير على أداء الشركة منذ تحولها إلى "مساهمة"، باستثناء متابعة النتائج وتوجهات المستثمرين في السوق بشكل أكبر من خلال مراقبة سعر السهم يوميًا، إضافة إلى التعامل بشكل أكبر مع المحللين، موضحاً أنه خلال جائحة فيروس كورونا، بلغت الطاقة الإنتاجية قصوتها في بعض الأوقات، كما استمر العمل في كافة الحقول والمعامل التابعة للشركة، في حين لجأ أكثر من 50 % من العاملين بالوظائف المكتبية للعمل من منازلهم، ومنحتهم الشركة 30 ألف جهازكمبيوتر ليتمكنوا من العمل عن بعد.
وأوضح الناصر أن الأزمات الأخيرة أظهرت أهمية قوة سلاسل التوريد وقربها من أماكن مزاولة الأعمال بالقرب من المستخدم النهائي، مشيرا إلى أن كثيرا من المعامل والمصانع والموردين من أوروبا والصين وأماكن أخرى، ممن يدعمون أرامكو السعودية، اضطروا لإيقاف أنشطتهم بسبب حالات الإغلاق، ما أثر مؤقتا على الشركة، إلا أن مستويات المخزون المُثلى التي تمتلكها وبرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء)، والذي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 56 %، فإن غالبية المواد تُصنع داخل المملكة، ما ساعد على تجاوز تلك الأزمة، وأيضا عندما تعرضت معامل الشركة في خريص وبقيق لاعتداءات.
وتحدث عن الخطة الإستراتيجية لصفقة الاستحواذ على 70 % من أسهم شركة "سابك" الرائدة في البتروكيماويات، موضحا أن إستراتيجية أرامكو تتمحور حول تحويلها إلى شركة رائدة في مجال الطاقة والبتروكيميائيات، لتحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية، وكانت "سابك" الخيار الأمثل، لأن أعمالها تُدار وفق أفضل المعايير في هذا القطاع، وهي تمارس أعمالها في أكثر من 50 دولة، تعمل بها أرامكو أيضا.
وأكد الناصر أن سرا من أسرار قوة "أرامكو"، هو الأيدي العاملة الشابة إذ إن 50 % منهم دون سن الـ 35 سنة، موضحا أن الشركة توفر لهم البرامج التدريبية والتعيين بدءًا من المرحلة الثانوية، ما يجعلهم يستهلون حياتهم العملية ويرتبطون بها مع تطوير قدراتهم بشكل مستمر على صعيد الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والثورة الصناعية الرابعة، وتعلم الآلة، ليكون هذا الجيل الجديد هو الوجهة التي تستهدفها الشركة في المستقبل، لتحقيق أهدافها.
التعليقات