مابوتو: ذكرت مصادر عسكرية أن مسلحين يشتبه في أنهم جهاديون هاجموا شاحنتين تقلان ركابا في شمال موزمبيق المضطرب ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإلحاق مزيد من الأضرار في طريق يؤدي إلى منطقة غنية بالغاز.

وكان جهاديون استولوا الشهر الماضي على مدينة موسيمبوا دا برايا الساحلية الرئيسية في منطقة كابو ديلغادو التي تبعد أقل من 80 كلم جنوب أحد أكبر المشاريع الاستثمارية للغاز الطبيعي المسال في إفريقيا قبالة شبه جزيرة أفونجي.

ولم يتمكن الجيش الموزمبيقي حتى الآن من استعادة السيطرة على المنطقة التي اشتد فيها العنف منذ بدء التمرد في 2017.

وقالت المصادر الأحد إن مسلحين يعتقد أنهم جهاديون نصبوا السبت كمينا لشاحنتي شحن تقلان ركابا في رحلة من بلدة بالما شمال شرق البلاد إلى منطقة نانغادي بالقرب من الحدود التنزانية.

وأكد مصدران عسكريان طلبا عدم كشف هويتيهما وقوع الهجوم بالقرب من مركز على بعد 40 كيلومترا من بالما.

وقال جندي شهد الهجوم "تم تقديم المساعدة لكن في الوقت الحالي تأكد مقتل شخصين والعديد من الجرحى"، موضحا أن إحدى الشاحنتين اصطدمت بشجرة. وتم نقل الضحايا الى مستشفى في نانغادي.

ورأى ضابط رفيع المستوى في بالما أن الكمين زاد بشكل كبير من مستوى التهديد الذي يمثله التمرد. وقال لوكالة فرانس برس إن "الشاحنتين كانتا تسيران بدون حراسة عسكرية لاننا افترضنا ان الطريق آمن".

وأضاف "مع هذا الهجوم يمكننا أن نفترض أننا معزولون عن بقية المقاطعة والبلاد. الطريقة الآمنة الوحيدة الآن للدخول إلى بالما والخروج منها هي عن طريق الجو".

وكانت الشاحنتان تسيران على طول أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى بالما التي تضم في باطنها 75 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي المسال.

وتشكل المدينة قاعدة لمشروع للتنقيب عن الغاز بقيمة 23 مليار دولار طورته مجموعة النفط الفرنسية العملاقة توتال، بالإضافة إلى استثمارات أخرى من قبل المجموعتين الأميركية إكسون موبيل والإيطالية إيني الإيطالية.

وقال ضابط آخر في المدينة "نحن محاصرون وفي هذه اللحظة ليس لدى قوات الدفاع والأمن الإمكانيات ولا القدرة على صد المتمردين من بالما واستعادة موسيمبوا دا برايا".

وشن المسلحون سلسلة من الهجمات على القرى والبلدات في كابو ديلغادو في السنوات الثلاث الماضية ما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص وتشريد ما لا يقل عن 250 ألف من سكانها.

ولجأ التنظيم إلى تصعيد أعمال العنف في إطار حملة لإنشاء خلافة إسلامية. وقد أدت هجماته بالفعل إلى اضرار جسيمة بشبكة الطرق بين عاصمة المقاطعة بيمبا وبالما.

في وقت سابق من هذا الأسبوع ، سيطر متشددون على جزيرتين صغيرتين في المحيط الهندي، ما يهدد حركة الملاحة البحرية في المنطقة.