نيويورك: تعتزم "بنغوين راندوم هاوس" التابعة لشركة "برتلزمان" الألمانية شراء دار النشر "سايمون أند شوستر" من مجموعة "فاياكوم سي بي اس"الأميركية، في مقابل 2,18 مليار دولار، في صفقة من شأنها تشكيل عملاق جديد في مجال النشر.

ويساعد التقارب بين هاتين الدارين اللتين تنشران أعمال أدباء مشهورين كثيرين ومصنّفات هي من الأكثر مبيعا في العالم "برتلزمان" على تعزيز مكانتها في الولايات المتحدة، وهي ثاني أكبر سوق لها.

وتنشر "سايمون أند شوستر" قرابة ألفي مصنّف في السنة، من بينها كتب لهيلاري كلينتون وجون إيرفينغ وبوب وودوورد ودون ديليلو، فضلا عن أعمال ملك روايات الرعب ستيفن كينغ.

وتعاونت الدار التي نال كتّابها ما مجموعه 57 جائزة "بوليتزر" مع إرنست همنغواي وبيرل باك اللذين حازا "نوبل" الآداب، بالإضافة إلى اف. سكوت فيتزجيرالد وهنري جيمس.

وأسّست الشركة سنة 1924 بمبادرة من ريتشارد سايمون ولينكولن شوستر تتمحور على نشر كتاب للكلمات المتقاطعة كان يكلّف في ذاك الحين 1,35 دولار، بما في ذلك سعر القلم المرفق به، أصبح من أكثر الكتب مبيعا.

وتتوزّع منشوراتها اليوم على 30 فئة، من الروايات إلى قصص الأطفال وتضمّ محفظتها 35 ألف عمل وبلغ رقم أعمالها 814 مليون دولار سنة 2019.

وأتى بيع الشركة التي توظّف 1500 شخص " نتاج مزاد تنافسي للغاية جذب اهتمام شراة من حول العالم، ما يعكس مكانة سايمون أند شوستر كإحدى العلامات التجارية الأكثر شهرة في مجال النشر في العالم"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن "فاياكوم سي بي اس".

وبحسب "نيويورك تايمز"، تلقّت "فاياكوم سي بي اس" عروضا أبرزها من مجموعة "نيوز كورب" الإعلامية التابعة لرابرت مردوخ التي تتولّى إدارة دار النشر "هاربر كولنز"، ومن المجموعة الفرنسية "فيفندي" التي تملك حصصا في دار "هاشيت".

ولم تعد "فاياكوم سي بي اس" التي تملك سلسلة من الشبكات التلفزيونية مثل "سي بي اس" و"ام تي في" و"كوميدي سنترال" و"نكلوديون" و"شوتايم"، إضافة إلى مجموعتي "باراماونت" و"ميراماكس" السينمائيتين، تنظر إلى وحدة النشر ضمن تكتلها باعتبارها أولوية وهي أعربت منذ أشهر عن رغبتها ببيعها.

وتنوي المجموعة استخدام إيرادات هذه الصفقة للاستثمار في أولويات إستراتيجية أخرى لتحقيق النمو، من بينها البثّ التدفّقي ودفع عائدات أسهمها وخفض ديونها.

ومن المتوقع إبرام الصفقة في 2021 لكنها لا تزال تحتاج إلى موافقة هيئة مكافحة الاحتكار الأميركية.

وفي حال إتمامها، ستستمر "سايمون أند شوستر" في العمل باستقلالية لكن تحت مظلة "بنغوين راندوم هاوس"، وسيحافظ رئيسها التنفيذي جوناثان كارب على موقعه.

وبالنسبة إلى "برتلزمان"، تشكّل هذه العملية "مرحلة إستراتيجية جديدة لتعزيز أنشطة المحتويات على الصعيد العالمي، بما في ذلك أنشطة +بنغوين راندوم هاوس+ وشركة الإنتاج +فريمانتل تي في+ ومجموعة الإنتاج الموسيقي +بي ام جي+"، بحسب ما قال مديرها التنفيذي توماس رابيه في بيان منفصل.

وهو أردف أن "نشر الكتب جزء لا يتجزأ من هوية برتلزمان منذ إنشاء دار نشر سي. برتلزمان قبل 185 عاما وهو نشاط لم يفقد شيئا من أهميته".

وتصدر دار "بنغوين راندوم هاوس" التي توظّف نحو 10 آلاف شخص، نصفهم في أميركا الشمالية، قرابة 15 ألف كتاب في السنة موزّعة على أكثر من 300 علامة ومجموعة.

وتبيع الشركة، بحسب بياناتها، أكثر من 600 مليون كتاب في السنة، بنسق ورقية أو سمعية أو إلكترونية.

ويشكّل الجزء الأول من مذكّرات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي صدر في 17 تشرين الثاني/نوفمبر بـ 25 لغة حول العالم، أحدث إنجازاتها.

وبيعت حتّى الآن 15 مليون نسخة من مذكّرات زوجته ميشيل الصادرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 عن دار النشر عينها.

وتعاونت "بنغوين راندوم هاوس" مع أكثر من 80 أديبا حاز جائزة "نوبل"، من بينهم أولغا توكارتشوك سنة 2019، وأكثر من مئة فائز بجائزة "بوليتزر". ومن أبرز ما نشرته على مرّ تاريخها أعمال هرمان ميلفيل وجيمس جويس وفيليب روث ومارغريت أتوود على سبيل التعداد.