أعلنت ألمانيا وقف وارداتها من النفط الروسي بنهاية العام الجاري.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "سنخفض واردات النفط الروسي إلى النصف بحلول الصيف، وسنلغيها تماما مع نهاية العام، وسيأتي الدور على الغاز بعد ذلك".

وتشتري ألمانيا في الوقت الحالي ربع احتياجاتها من النفط، وحوالي 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز، من روسيا.

وتقول برلين إنها قد تواجه كسادا اقتصاديا إنْ هي أوقفت فجأة استيراد النفط والغاز من روسيا.

وحظرت الولايات المتحدة بالفعل واردات النفط الروسية، بينما تخطط المملكة المتحدة للتخلي عن تلك الواردات بنهاية العام الجاري.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية إن بلادها ستتبع "خارطة الطريق الأوروبية" للتخلّي عن واردات النفط والغاز الروسية.

وتقول الولايات المتحدة إنها "ستحرّر أوروبا" من الحاجة إلى الطاقة الروسية قبل عام 2030.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية: "تخلّينا المشترك .. تخلّي الاتحاد الأوروبي بشكل كامل .. هو قوّتنا المشتركة".

وألغت ألمانيا بالفعل افتتاح خط الغاز الروسي نورد ستريم 2، ردًا على الغزو الروسي لأوكرانيا.

"بأسرع وتيرة ممكنة"

في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حذرت معاهد اقتصادية ألمانية من أن وقفًا فوريا لواردات النفط والغاز الروسية كفيل بالتسبب في حدوث كساد بأكبر اقتصاد في أوروبا بحلول عام 2023.

وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ألمانيا بسبب عدم مواكبة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في تعهداتها بالحدّ من واردات الطاقة الروسية.

وفي تصريح لبي بي سي، قال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر إن بلاده تسعى إلى تنفيذ حظر على واردات الطاقة الروسية "بأسرع وتيرة ممكنة".

وقال ليندنر إن وقفًا فوريا لواردات الطاقة الروسية كفيل بالتسبب في إغلاق فعلي لشركات التصنيع الألمانية.

ونوّه الوزير الألماني إلى أن هدف بلاده هو تطبيق عقوبات من شأنها "الإضرار بـبوتين أكثر من الإضرار بنا نحن الأوروبيين وبسوقنا الموحدة".

وقال ليندنر لبي بي سي: "لا أخشى التكاليف الاقتصادية (الناجمة عن شراء كميات أقل من الطاقة الروسية). إنما أخشى السيناريو الفعلي الناجم عن اتخاذ قرار بوقف الشراء تماما على الفور، لأن آثار ذلك تتعدى التكلفة الاقتصادية".

وحمّل الوزير الألماني روسيا مسؤولية العديد من المشكلات الاقتصادية والجيوسياسية التي تضرب الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات التضخم، وأزمات غذاء، وأزمات ديون خطيرة - في عدد من الدول النامية.

كما انتقد ليندنر مسلك الحكومات الألمانية السابقة على صعيد التبعية للطاقة الروسية.

كما أصرّ الوزير الألماني على "خطأ" حسابات فلاديمير بوتين الخاصة بأن ألمانيا ستواصل الاعتماد على الطاقة الروسية.

ويذهب نحو 60 في المئة من صادرات النفط الروسية إلى أوروبا، إضافة إلى 20 في المئة تذهب إلى الصين.