كينشاسا: كشف نشطاء بيئيون في جمهورية الكونغو الديموقراطية الاثنين عن تلقيهم "تهديدات" لمعارضتهم مزاداً أُجري الشهر الماضي بهدف تلزيم التنقيب في ثلاثين حقلاً نفطياً وغازياً في البلاد.

وقال بيان صادر عن ثماني منظمات بيئية بينها "غرينبيس" و"راينفورست فاونديشن" إن النشطاء في الكونغو الديموقراطية يواجهون "تهديدات مباشرة".

وأضاف البيان أن "بعض تصريحات وزراء في الحكومة الكونغولية تفاقم التوتر"، داعياً السلطات الى "تبني خطاب أكثر تسامحاً واتخاذ إجراءات إضافية لحماية حقوق المدافعين عن البيئة".

وذكرت المنظمات أن النشطاء تلقوا سيلاً من التهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي بينها اتهامات بالخيانة وتهديدات بالقتل ومكالمات هاتفية ترهيبية مجهولة.

وكانت حكومة كينشاسا قد تعهدت عند إطلاق المزاد لمنح تراخيص استكشاف لـ27 حقلاً نفطياً وثلاثة حقول غاز طبيعي، بضمان احترام المعايير البيئية.

وقال الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي إن أعمال الاستكشاف ستتم "باستخدام أحدث الوسائل التقنية التي تحمي البيئة"، كما أن الحفر سيخضع لخطة مصممة لتقليل الآثار الضارة على النظم البيئية.

وأضاف تشيسكيدي أن إنتاج النفط والغاز سيسمح لجمهورية الكونغو بتقليل اعتمادها على التعدين لفائدة الشعب الكونغولي، الذي وفقاً لأرقام البنك الدولي يعيش نحو ثلاثة أرباعه على أقل من 1,9 دولار يومياً رغم الاحتياطات الضخمة التي تملكها البلاد من الذهب والنحاس والكوبالت.

الأراضي الخثية

ومن بين الحقول النفطية الـ27 تقع تسعة في "الحوض الأوسط" لمنطقة الغابات المطيرة والأراضي الخثية في غرب البلاد.

والأراضي الخثية هي نظم بيئية حيوية توفر التحكم بإمدادات المياه وتختزن من كربون التربة في العالم رغم أنها تغطي ثلاثة بالمائة فقط من اليابسة، لكنها تتعرض للتجفيف لأغراض الزراعة والتعدين واستكشاف النفط.

ومع ذلك فإن السماح بالتنقيب في أجزاء من ثاني أكبر غابة مطيرة في العالم وما ينطوي على ذلك من مخاطر إطلاق الكربون في الغلاف الجوي، لا يزال أمراً مثيراً للجدل.

وحذّر نشطاء من أن هذه الخطوة قد تكون لها عواقب وخيمة على السكان المحليين، في منطقة تنعم بالتنوع البيئي الذي يساعد الأراضي الخثية على الاحتفاظ بمخزونات الكربون.

عريضة النشطاء

واجتذبت عريضة أطلقتها المنظمات غير الحكومية قبل المزاد للمطالبة بوقف تطوير حقول النفط والغاز في جمهورية الكونغو، أكثر من مئة ألف توقيع.

وحذّرت العريضة من تأثير التنقيب عن النفط والغاز في الغابات المطيرة على النظم البيئية، مثل حديقة فيرونغا الوطنية ومناطق أخرى من حوض الكونغو.

والشهر الماضي قالت إيرين وابيوا مسؤولة حملة غابات الكونغو في "غرينبيس أفريكا" إن "هذا المزاد لا يهزأ فقط من موقف جمهورية الكونغو الديموقراطية كدولة حل لأزمة المناخ (...) بل يعرّض الشعب الكونغولي لآفات الفساد والعنف والفقر التي تأتي حتما مع لعنة النفط، فضلا عن مزيد من موجات الحرارة وأمطار أقل لجميع الأفارقة".

ويشير نشطاء الى أن العام الماضي شهد مقتل 227 من المدافعين عن البيئة في العالم، وهو الرقم الأسوأ على الإطلاق.

وفي إشارة إلى مقتل الخبير البرازيلي بمجتمعات السكان الأصليين في الأمازون برونو بيريرا والصحافي البريطاني دوم فيليبس خلال شهر حزيران/يونيو، حض النشطاء السلطات الكونغولية الاثنين على "ضمان حرية التعبير وعدم المس بأي واحد من هؤلاء الذين ينهضون من أجل البيئة".