يُعتبر العراق بلداً عريقاً ومتميزاً في الشرق الأوسط والعالم، ولكنه يواجه الكثير من التحديات، لا سيما في الآونة الأخيرة. إن واقع التجارة في العراق أخذت في التراجع - شيئاً فشيئاً - نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المُرضية التي تعوق عملية التجارة بمختلف أنواعها.
في هذا المقال، نعرض جميع التحديات التي تواجه التجار في العراق والكيفية التي يمكن بها مواجهتها بنجاح إن في العراق أو في البلدان المشابهة لظروف العراق.
التحديات التعليمية والمعلوماتية
التجارة بمختلف أنواعها يجب أن تقوم على قاعدة شاملة من المعلومات والنظريات والاستراتيجيات التي بإمكانها أن تقود التجار إلى تحقيق الأهداف المرجوة إذا تم تنفيذها بشكل جيد ومدروس.
يعاني العراق من ارتفاع معدلات الأمية، لاسيما في مجال التجارة الإلكترونية الحديثة، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام التجار الذين يجهلون استراتيجيات وتفاصيل التجارة الإلكترونية الحديثة.
على صعيد آخر، هناك الكثير من المنصات التي يمكن الاختيار منها أفضل منصات التداول في العراق، حيث يجب أن تمتثل هذه المنصات إلى معايير الحماية والأمن الأساسية لحماية المعلومات الشخصية والمالية للتجار والمستثمرين العراقيين.
ويعج الإنترنت بالكثير من المنصات التي لا تمتثل فقط لتلك المعايير، بل أيضاً إلى معايير الجودة والكفاءة فيما يتعلق بعرض التحاليل الأساسية والفنية والحسابات التجريبية والدورات التدريبية والتعليمية.
التحديات اللوجيستية
تُعتبر التحديات اللوجيستية من أهم وأشهر وأعمق التحديات التي تواجه التجار في العراق. تعرضت البنية التحتية، مثل شبكة الطرق، للعديد من الخسائر ولم تتم إعادة هيكلتها مرة أخرى. كما تعاني الخدمات البريدية وخدمات الإنترنت من عدم الاستقرار، فهذه تارة تعمل وتارة تتعطل. بالإضافة إلى ذلك، هناك محدودية في انتشار بطاقات الدفع الإلكتروني وبطاقات الائتمان في العديد من المناطق، مما يؤثر بشكل كبير على التجار الذين يرغبون في مواصلة أو بدء رحلتهم التجارية، لا سيما الإلكترونية منها.
التحديات التنظيمية والتشريعية
منذ بداية الغزو الأميركي وحتى يومنا هذا، يواجه العراق تخبطاً في التشريعات والقوانين، مما أدى غياب الإطار التنظيمي والتشريعي الواضح الذي ينظم العلاقات التجارية، ويعمل على تحديد أنظمة وأساليب واستراتيجيات استخدام الإنترنت في التجارة الإلكترونية في العراق. نتيجة لذلك، يواجه التجار تحديات كبيرة تتعلق بحماية حقوقهم كمستهلكين وحماية تجارتهم وبياناتهم الشخصية والمالية عبر الإنترنت مما ينزل ضرراً لا يستهان به على الإطلاق على قطاع التجارة.
التحديات النفسية والشخصية
يعاني العراقيون من انعدام الثقة في كل ما هو جديد نتيجة للأحداث والظروف التي مرت على البلاد. لذلك، يميل التجار العراقيون إلى تجنب المطالبة بالتجارة الإلكترونية ويتجنبون تعزيزها وتنظيمها وذلك لأنهم ببساطة لا يثقون في تلك الأساليب الجديدة من وجهة نظرهم. وفي حين أن هذه المشاعر والتحديات النفسية هي أمور شخصية وتخضع للنسبية من شخص إلى آخر، إلا أن الواقع المرتبط بالتجارة الإلكترونية في العراق أيضاً يعزز هذه المخاوف، حيث لا تمتلك العراق أساليب قوية لحماية المعلومات الشخصية والمالية وبالتالي يُمكن أن تتعرض بيانات التجار إلى السرقة والاحتيال الإلكتروني.
نصائح للتجارة في العراق
على الرغم من وجود الكثير من التحديات التي تواجه التجار في العراق، إلا أن هذه التحديات لن تقف عائقاً أمامهم. فيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعد التجار على مواصلة نشاطهم التجاري بذكاء ومهارة واحترافية:
البدء بالمهارات الشخصية: يجب على التجار والمستثمرين الالتحاق بالدورات التدريبية والتعليمية التي تقدم شرحاً أكاديمياً مفصلاً لأساليب ومهارات التجارة بشكل عام والتجارة الإلكترونية بشكل خاص.
يجب أيضاً التدرب عملياً والممارسة الآمنة للتجارة من خلال الحسابات التجريبية لتجنب الخسائر المالية. توجد الكثير من المنصات التعليمية والتدريبية التي توفر دورات لمساعدة المستثمرين والتجار، لاسيما هؤلاء الذين هم في بداية حياتهم المهنية. على صعيد آخر، يتوجب أولاً على المستثمرين والتجار التدرب عملياً والممارسة الآمنة للتجارة من خلال الحسابات التجريبية التي توفر استخدام المهارات والأدوات التحليلية والاستثمارية من دون الاستثمار بمال حقيقي وذلك بغرض التدرب واكتساب الخبرة من دون تكبد الخسائر المادية.
اختيار وسيط تجاري موثوق
إن وسيط الاستثمار والتجارة هو الخطوة الأهم على الإطلاق، حيث يُعتبر وسيط التجارة بمثابة الأب الروحي والبوابة الأسهل للاستثمار العالمي. يجب أن يمتثل هذا الوسيط لمعايير الرقابة التي تفرضها الهيئات والمنظمات العُليا، كما يجب أن يوفر وسائل وأساليب للدفع الإلكتروني تكون مقبولة ومشروعة ومصرح بها في العراق. علاوة على ذلك، يجب أن يقدم هذا الوسيط خدمة عملاء على مدار الساعة، كل أيام الأسبوع، لمساعدة التجار العراقيين على مواجهة التحديات بشكل جيد وتحقيق الأرباح المرجوة. والأهم من ذلك، يجب أن يلتزم الوسيط بمعايير التشفير والأمن والسلامة فيما يتعلق بمعلومات العملاء المالية والشخصية وحماية بياناتهم من القرصنة والاحتيال الإلكتروني. يقدم دليل شركات التداول العديد من أفضل الوسطاء في العراق الذين تتوفر لديهم هذه المواصفات وأكثر.
المطالبة بتقديم دعم حكومي
يجب على مجتمع التجار والمستثمرين في العراق التحرك ومطالبة الحكومة والمجالس التشريعية والمالية بتوفير حوافز ضريبية وتسهيلات للشركات الناشئة والمستثمرين المبتدئين في مجال الاستثمار والتجارة الإلكترونية. كما يجب المطالبة بسن قوانين وتشريعات تحمي المستهلكين وتعمل على نشر التوعية بأهمية مواكبة أساليب واستراتيجيات التجارة الحديثة لما فيه مصلحة الجميع.
- آخر تحديث :
التعليقات