إيلاف من القاهرة: أكدت ميرنا عارف مدير عام مايكروسوفت مصر، أن ثورة الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات بصفة عامة، ووفقاً لدراسات يمكن أن تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي في مصر بحوالي 42.7 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما يمثل 7.7% من الاقتصاد الوطني.

وأضافت ميرنا عارف، أن مايكروسوفت لا تقتصر على كونها مزوداً للتكنولوجيا فحسب، بل أصبحت طرفاً أساسياً في وضع ممارسات مبتكرة تضمن أن تكون هذه التقنيات في خدمة المجتمع وتلتزم بأعلى معايير الأمان والخصوصية.

وأشارت إلى أن التحول إلى اقتصاد الذكاء الاصطناعي في مصر يتطلب تعزيز الشراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية، وإنشاء مراكز للابتكار لتشجيع التعاون بين الأكاديميين والمؤسسات والشركات الناشئة، مما يسهم في خلق بيئة محفزة للأفكار ويعزز ثقافة الابتكار.

وأوضحت لـ"العربية بيزنس" أن الذكاء الاصطناعي يُعتبر من أهم التقنيات التي تعيد تشكيل العالم من حولنا، حيث يساهم في تقديم حلول مبتكرة للتحديات اليومية، مما يعزز من النمو الصناعي والاجتماعي بشكل غير مسبوق.

ولفتت إلى أن الحكومة المصرية أطلقت العديد من المبادرات الرقمية مثل "مصر الرقمية" و"الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي". كما تسهم الشراكات الاستراتيجية مع وزارة الاتصالات والمعلومات والمؤسسات الأخرى في تحويل الرؤى إلى واقع ملموس، حيث توفر مايكروسوفت مجموعة من الحلول المتقدمة مثل Azure AI وAzure OpenAI Service وMicrosoft Copilot.

وبحسب عارف، فإن وتيرة تبني المؤسسات المصرية في القطاعين العام والخاص لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتزايد، مما يعكس رغبتها في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز القدرة التنافسية في السوق العالمية. كما يحرص مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء على دمج الذكاء الاصطناعي في عملياته، مما يُساعد على تحليل البيانات بدقة عالية، وتمكين صناع القرار من استباق التحديات المستقبلية. والأكثر من ذلك، يعتمد القضاء المصري على حلول Azure AI لتسهيل الإجراءات القانونية، مما يُعزز من فاعلية اتخاذ القرار.

وقالت"عارف" إن مصر تعتبر وجهة جذابة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بفضل تواجد مجموعة متميزة من الشباب الموهوبين المتحمسين للابتكار. كما أن التركيز الاستراتيجي للحكومة على التحول الرقمي والاستثمار في تطوير البنية التحتية التكنولوجية يعزز من مكانتها كمركز رئيسي للتقدم التكنولوجي.

كما تشهد ريادة الأعمال نمواً ملحوظاً، حيث تبرز القاهرة والإسكندرية كنقاط جذب للمستثمرين، بدعم من مؤسسات مثل مركز الإبداع التكنولوجي. كما توفر الجامعات دورات متخصصة في الذكاء الاصطناعي لتجهيز جيل رقمي يقود المستقبل. ويمتاز الموقع الجغرافي لمصر بجعلها بوابة تربط إفريقيا والشرق الأوسط، مما يعزز مكانتها كمركز للابتكار في هذا المجال.

ومن المتوقع أن يشهد السوق نمواً ملحوظاً بفضل المبادرات الحكومية وتبني التكنولوجيا، إلى جانب الجامعات والمعاهد التقنية التي تخرج موهوبين في مجالات العلوم والهندسة. كما يُظهر الشباب المصري اهتماماً متزايداً بالتكنولوجيا لمواجهة التحديات العالمية مثل الأمن الغذائي.

وحول الدور الذي تلعبه مايكروسوفت في توجيه المواهب الشابة، قالت عارف: "تركز مايكروسوفت على الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا لتعزيز الإنتاجية ورضا المستخدمين. نسعى لتمكين جميع فئات المجتمع في مصر - من الأفراد إلى الشركات -لإطلاق إمكاناتهم الابتكارية"

وتابعت:"نحن نعمل من خلال شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص، مثل التعاون مع وزارة الاتصالات ووزارة الشباب عبر مبادرة "طور وغير"، التي تدرب أكثر من 2.5 مليون شاب في 500 مركز، كما نتعاون لتفعيل مبادرة "أجيال مصر الرقمية" لتجهيز القوى العاملة بالمهارات اللازمة في عالم الذكاء الاصطناعي".