إيلاف من القاهرة: من المتوقع أن تزور المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، القاهرة غدا الأحد، كما ستعقد مؤتمرا صحافيا مع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وسط توقعات بأن يتم تعديل البرنامج الإصلاحي وتمديد فترات رفع الدعم، في ظل شعور الملايين في مصر بالإختناق جراء ارتفاع الأسعار بصورة التهمت الطبقة المتوسطة، وتسببت في مزيد من المعاناة للطبقات الأدنى.

والشهر الماضي، قالت غورغيفا إنها ستسافر إلى مصر للاطلاع عن كثب على الوضع الاقتصادي والتأكيد على الحاجة إلى التمسك بتنفيذ الإصلاحات.

وأشارت غورغيفا إلى أن الاقتصاد المصري يواجه تحديات بسبب الصراعات في غزة ولبنان والسودان وسط خسارة 70% من إيرادات قناة السويس.

قرض قيمته 8 مليارات دولار
تواجه مصر تحديات اقتصادية كبيرة مع تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي مشترك مع صندوق النقد الدولي، بلغت قيمة القرض المصاحب له 8 مليارات دولار. ويثير هذا البرنامج تساؤلات حول تأثيره على المصريين، خاصةً الفئات ذات الدخل المحدود.

وستناقش غورغيفا إمكانية تعديل البرنامج لإتاحة فترة زمنية أطول للإصلاحات، وقد أبدى صندوق النقد الدولي انفتاحه على إدخال أي تعديلات ضرورية على البرنامج، إلا أن قيمة القرض الأساسي لا يُتوقع أن تتغير.

وفي مقابلة سابقة لمدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، الدكتور جهاد أزعور مع "العربية Business"، قال إن حالة الترقب والأزمة الجيوسياسية في المنطقة أثرت على الاقتصاد المصري لا سيما على صعيد عائدات قناة السويس التي انخفضت بنحو 70% ما يعادل نحو 4-6 مليارات دولار سنوياً، وواكب صندوق النقد هذا الأمر، وفي شهر أبريل الماضي تم رفع حجم البرنامج من 3 مليارات إلى 8 مليارات دولار.

وأضاف أزعور، أنه لا شك أن برنامج الصندوق يدعم مشروع الإصلاحات الجارية في مصر، والمشروع كان له زخم كبير لأنه تواكب معه استثمارات كبيرة من عدة دول بما فيها الإمارات والاتحاد الأوروبي وأيضاً من مؤسسات مالية دولية كالبنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار.

وتابع: "لهذا السبب البرنامج يحقق أهدافه ونشهد نسب نمو ترتفع تدريجياً، وحركة التضخم تتراجع".

هل يستجيب الصندوق لمطالب مصر؟
ورداً على تساؤل بشأن هل يستجيب الصندوق لمطالب مصر؟ قال جهاد أزعور، إن البرنامج استجاب لمطالب مصر ووضع لتحقيق أول هدف وهو الاستقرار الاقتصادي وعودة الاستثمارات وهو ما يرتبط بمرونة سعر الصرف، والتسريع بعملية الإصلاح الهيكلي لاستقطاب الاستثمار المباشر وإعطاء دور أكبر للقطاع الخاص.

من جهته، قال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي إن التوترات الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على دول الجوار هو ما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحديث عن ضرورة إعادة النظر في إجراء صندوق النقد الدولي مراجعة لبرنامجه مع مصر.

وأضاف مدبولي أنه تم إجراء محادثات متقدمة خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن وهي لا تتضمن أي مبالغ جديدة أو قروض إضافية، بل فقط مراجعة الالتزامات والمستهدفات وتوقيتات تحقيقها طبقا للظروف المحيطة والمستجدات الواقعة في المنطقة.

وأشار إلى أن مصر ستستقبل مديرة الصندوق الأسبوع المقبل تمهيدا لبدء المراجعة الرابعة بشأن البرنامج.