عواد علي من عمّان:افتتح في عمّان في الحادي عشر من حزيران/ يونيو الجاري التجمع العالمي الثاني لدراسات الشرق الأوسط WOCMES-2 الذي يرأسه الأمير الحسن بن طلال، ويستظيفه وينظمه المعهد الملكي للدراسات الدينية، ويستمر ستة أيام بمشاركة أكثر من 1500خبير وباحث في شؤون الشرق الأوسط، التي تشمل كل فروع العلوم الإنسانية والاجتماعية (بما في ذلك الاقتصاد، والعلوم السياسية، والدراسات الإعلامية، والدينية، والثقافية، وحقول أخرى) من نحو 50 دولة، يتناولون في أبحاثهم ومناقشاتهم تحديات المنهج مقابل النظرية، والتطبيق العملي مقابل السياسات وقراراتها المحتملة. وما يميز هذا التجمع العالمي الكبير أنه يشكل حدثاً علمياً وأكاديمياً لم يسبق له مثيل، إذ إنه يجلب دراسات الشرق الأوسط أخيراً الى موطنها في الشرق الأوسط نفسه بعد أن كانت بدايتها في الولايات المتحدة الأميركية حيث عقد التجمع العالمي الأول بمبادرة من جمعية دراسات الشرق الأوسط في أميركا الشمالية، ونظمته جامعة مينز عام 2002، وشارك فيه أكثر من 2000 من الباحثين والخبراء والطلاب من جميع أنحاء العالم، وأسهمت فيه الجمعية الأوروبية لدراسات الشرق الأوسط Eurames، وجمعيات دراسات الشرق الأوسط الألمانية والايطالية والفرنسية والبريطانية، ومنظمات أخرى مماثلة في أميركا الشمالية، والدول الأخرى الأعضاء في الجمعية الأوروبية.
وقد قام المعهد الملكي للدراسات الدينية، الذي يرأس مجلس أمنائه الأمير الحسن بن طلال، ويديره السفير حسن أبو نعمة، على مدى العامين الماضيين بتوجيه الدعوة إلى جميع المؤسسات والمنظمات التي شاركت في التجمع العالمي الأول، وإبلاغ أعضائها بانعقاد التجمع العالمي الثاني في الأردن، والتنسيق مع أمانته العامة، التي يديرها السيد بكر الحياري، لتنظيم اللجان، وورشات العمل، والندوات، والمؤتمرات الرئيسة، والفعاليات الأخرى المصاحبة، إضافة إلى توجيه الدعوة للمشاركة في التجمع العالمي الثاني إلى الجمعيات الأخرى، ومراكز البحوث، وأقسام الجامعات، والمنظمات والمؤسسات الدولية التي لم تشترك في التجمع العالمي الأول، والتي تعنى بدراسات الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، والدول الإسلامية في آسيا الوسطى، والمناطق الأخرى من العالم التي تتأثر، بشكل مباشر وغير مباشر، بالتطورات في هذه الأقاليم، فضلاً عن دعوة الباحثين المستقلين الذين يرغبون في تقديم أبحاث عن الشرق الأوسط.
يشتمل برنامج الندوات، التي تتوزع على عدة قاعات في المركز الثقافي الملكي، وفنادق الدرجة الأولى في عمّان، على أكثر من 180 جلسة لتقديم ملخصات الأبحاث ومناقشتها في إطار محاور عديدة تغطي جميع حقول العلوم الإنسانية التي أشرنا إليها، واللغة الرئيسة لهذه الأبحاث هي الانجليزية، تليها الفرنسية والعربية بصورة أقل. ومن بين تلك المحاور:
* أجندة جديدة لدراسة الإسلام والمسلمين
* ترجمة الشرق الأوسط
* الفن والأدب: المقاومة والأداء الثقافي
* الصهيونية المسيحية والصهيونية السياسية
* سلطة اللغة: الصور العالمية, البلاغة وقراءة الرواية العربية الحديثة
* النشر في الشرق الأوسط
* الإسلام والجنوسة
* المرأة والإعلام في الشرق الأوسط والمهجر
* المدن والعولمة: تحديات المواطنة
* الشرق الأوسط في السياسات العالمية
* الإصلاح في العالم العربي
* الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي
* السرديات التاريخية للفلسطينيين والإسرائيليين
* اللقاء الانثروبولوجي الاستشراقي والغربي في الشرق الأوسط
* الأيقنة، النسوية، والذاكرة القومية
وتصاحب البرنامج الأكاديمي للتجمع العالمي الثاني لدراسات الشرق الأوسط فعاليات ونشاطات فنية عديدة منها:
1- مهرجان الفيلم الفرنسي العربي الثاني عشر، ويعرض فيه إثنا عشر فيلماً حديثاً من الأفلام التي تشهد موضوعاتها وإنتاجها وتمويلها على التبادل او التعاون بين فرنسا ودول عربية ( سنخصص له تغطية خاصة).
2- معارض متخصصة للكتب تعرض فيها نماذج من آخر ما أصدرته دور النشر الأردنية والعربية والأجنبية، ومراكز البحوث والجامعات.
3- معرض للصور الفوتوغرافية الملتقطة من قبل مصورين أطفال بتمويل ورعاية مؤسسة التربية المستدامة في الأردن.
4- مهرجان آخر للفيلم، وقد أفتتح بفيلم الرسالة تكريماً للمخرج الراحل مصطفى العقاد، وعرضت فيه مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية مثل: عزيزي السيد الرئيس، لدبرا سوكرمان (الولايات المتحدة، 2006). دنيا (قبلني ليس في العينين)، لجوسلين صعب (مصري، فرنسي مشترك، 2004). أمير الشوارع، لنبيل عيوش (المغرب، 2000). الأبواب المغلقة، لعاطف حتاتة (مصر، 1999). جيل الحرب- بيروت، لجان شمعون، ومي مصري (لبنان، 1988). أطفال شاتيلا، لمي مصري (لبنان، 1990).
5- ليلة أردنية تتضمن مقطوعات موسيقية ورقصات شعبية ودبكات ومواويل من التراث الشعبي الأردني.
6- حفل موسيقي للمقامات العراقية يقدمه الفنان حسن الأعظمي وفرقته الموسيقية.
7- حفل موسيقي لفرقة (العازفات)، وهي مجموعة من المطربات والعازفات من تونس، ويشتمل على موشحات ومقطوعات موسيقية من التراث العربي الأندلسي.
8- حفل موسيقي لفرقة (أصالة) للدراويش المولوية الحلبية من سوريا، بقيادة الفنان عمر سرميني.
9- حفل موسيقي لفرقة المعهد الوطني الأردني للموسيقى.
10- أمسية شعرية لثلاث شاعرات أميركيات عربيات هن: أتيل عدنان، ألماز أبي نادر، وليزا سهير مجج.
ومن المؤمل أن يمنح التجمع العالمي الثاني في ختام دورته جائزةً خاصةً للإسهام الأكاديمي المتميز في دراسات الشرق الأوسط، وستنشر الأبحاث المشاركة في أعداد الدورية الفصلية التي يصدرها المعهد الملكي للدراسات الدينية باللغة الانجليزية، كما سيجري اختيار بعض منها لنشره في مطبوعات المعهد.