محمد بغداد من الجزائر: استضافت جمعية الجاحظية المفكر والمناضل اللبناني كريم مروة في لقاء فكري حضرته الكثير من الشخصيات الثقافية والفكرية الجزائرية. في مقدمة اللقاء قدم السيد الطاهر وطار رئيس جمعية الجاحظية ضيفه واصفا اياه بالمفكر والمناضل والحالم quot;لان في افكاره واعماله خاصة الاخيرة نظرة ايمان بامكانية حدوث تغيير في الجمود الذي طبع المجتمعات العربيةquot;. وقد سمح هذا اللقاء للحضور من اخذ فكرة عن تطورات اعمال وفكر كريم مروة التي اصبحت منذ الثمانينات تحمل رؤية ماركسية جديدة تجاه اكثر المسائل حساسية وتاثيرا في حياة الامة العربية. وأكد المحاضر ndash; وهو ابن اخ الاديب والمفكر اللبناني المعروف حسين مروة- على quot;اهمية قراءة الماضي بالنسبة للمجتمعات العربية بعمق ونقد ونقد ذاتي لان هذه ا لمعرفة بالماضي ضرورية - حسبه - لقراءة الحاضر والذهاب بشكل صحيح نحوالمستقبلquot; متاسفا لكون هذا quot;لم يحدث بعدquot;. واضاف السيد مروة في هذا السياق قائلا: quot;ان الدول العربية خاصة تلك التي استقلت منذ الاربعينات لم تهتم جيدا بهذا الماضيquot; مرجعا ذلك الى quot;وقوع هذه الاخيرة تحت شعارات التقدم في ظل انظمة استبداديةquot;. وهذا quot;التناقضquot; في الشعارات منعها - حسب المتحدث - من quot;التأسيس لدول حديثة! فبقيت دول متفتتة لاسباب عدة (دينية او ايديولوجية او عشائرية...) كما بقيت متأخرة في مختلف الميادين وانعكس هذا الوضع على النخبة ايضا التي فقدت الكثير من مقومات الوعي بالواقع هذا الوعي التي يمكنها من احداث تغيير نحو الارقىquot;. كما اعتبر السيد مروة ان هذا الوضع هو الذي quot;جعل الامة العربية تجد نفسها اليوم خارج التاريخ ولا تواكب تغييرات العالم بل تتلقى ايجابيات وسلبيات هذه التغييرات دون التفريق بينمهاquot;. وبخصوص حال الثقافة والمثقفين قال المحاضرquot;لايمكن القاء المسؤولية على المثقفين لان الظروف الحالية ابقتهم مشتتين وفرداء ولا يمكن ان يصبحوا جزء فاعلا في المجتمع الا اذا توفرت حركات تسعى للنهضة والتغيير وتعطي! للثقافة الدور المنوط بهاquot;. واضاف المتحدث من جهة اخرى قائلا : quot;ان الاحزاب في هذه الدول ايضا لم تعد تقوم بدورها الحقيقي مادامت لا تستند الى الثقافة واصبحت - كما اوضح - تمارس سياسة عبثية لا تقدم اي شئ للمستقبل وبالتالي انفصلت عن مجتمعاتها ولم تعد قادرة على اداء دورها وادى ذلك الى تخلي الجماهير عنهاquot;. ولم يحصر المتحدث كلامه على تحليل الوضع الحالي لهذه المجتمعات بل ذهب الى تقديم رؤيته الخاصة لما يمكن ان يكون عليه المستقبل اذا ما تواصلت حسبه تلك الحركة التي بزغت في الافق والتي لم تعد تقبل بالاوضاع الحالية. واوضح ان هذه الحركة تؤكد quot;ببداية نهاية الانظمة الاستبدادية وظهور حركة نهضوية جديدة خاصة في لبنان ومصر ...quot; وهذا! التحرك يبعث - حسبه - quot;على الامل والقبول على مرحلة جديدةquot;. وكان هذا اللقاء مناسبة سمحت للسيد مروة للتطرق الى انهيار مشروع كارل ماركس محملا المسؤولية في ذلك للذين تبنوا هذا المشروع. كما تعرض ايضا الى مسألة العولمة التي اعتبر ان quot;لها جانب ايجابي يتمثل في التطور المعرفي المذهل والذي يجب الاستفادة منه وجانب سلبي الذي يزيد من هيمنة المتحكمين في هذه التكنولوجية الحديثة وتوظيفها لصالحهمquot;. ولمواجهة هذا الوضع الحالي يجب - كما قال - ان quot;تتوحد دولنا على المستوى الداخلي ثم الاقليمي لخلق حركة عالمية بديلةquot; والتي سماها quot;العولمة الانسانية البديلةquot;.وسمح هذا اللقاء باثارة نقاش هام طرحت خلاله الكثير من المواضيع المتعلقة باهم القضايا التي تواجه المجتمعات العربية كما تم ابراز الدور الذي يجب ان تلعبه الثقافة في اي حركة نهضوية. ومن بين المسائل الاخرى التي طرحت خلال النقاش مسألة الترجمة اذ حث المتدخلون على ضرورة تشجيع وتطوير الترجمة متأسفون في نفس الوقت لكون عدم ترجمة الكثير من الكتب القييمة لاسيما تلك المؤسسة للفكر الاروبي والامريكي. للتذكير فان لكريم مروة الكثير من الاعمال والاسهامات الصحفية ويتميز مشواره بالتجديد اذ يعتبره النقاد من الرواد في مسعى تجديد الفكر العربي الحديث الذي يقتضي الانفتاح على الافكار والثقافات الاخرى.