د. حسن السودانيمن مالمو / السويد: عن الجمعية الثقافية العراقية في مدينة مالمو السويدية صدر العدد 31 من مجلةquot;تموزquot; الفصلية التي تعنى بالأدب والفكر والفن، والتي يرأس تحريرها الكاتب د. إبراهيم إسماعيل، وقد جاء العدد حافلاً بالمواد الإبداعية المختلفة. فقد كتبت هيأة التحرير افتتاحية شيقة بعنوان quot;ولنا كلمةquot; جاء فيها: تبرز من بين اكثر الامال الحاحا مهمة انهاء العنف الطائفي الذي يذهب ضحيته كل يوم عشرات من ابناء شعبنا ويشرد مئات منهم على ايدي جماعات مسلحة منظمة من كل الاطراف تنتشر كالطحالب السامة في كل مكان وتمارس التطهير العرقي ولا تتورع عن حل خلافاتها مع الاخرين او حتى داخل صفوفها بالعنف الدموي البشع . كما يتنظر الناس انهاء التمرد المسلح ضد الحكومة والقوات الاجنبية عبر تصفية الارهاب واحتضان المقاومة الوطنية واشراكها في العملية السياسية على اساس برنامج توافقي عام تكون مهمة اعادة السيادة قاعدته الاساسية فيما يكاد ان يكون الانهاء العاجل للمياشيات المختلفة المدخل الاسلم لإستعادة هيبة الدولة وتحقيق مشاريعها المختلفة. وفي الاطار ذاته يكتب د.ابراهيم اسماعيل مؤكدا على نجاح الطائفيون وبدوافع شتى في تمزيق الهوية الوطنية للعراقين وفي لجم العقول والافكار وفرط الجمود المطلق ونشر جو من الارهاب الفكري وترويع الناس الى الحد الذي لم يعد ممكنا معه الثقة بغير الانتماء الطائفي والعشائري حاميا وبغير عتاة الطائفيين ممثلا وحاكما بغض النظر عن مدى مصداقية هؤلاء وقدرتهم على تنفيذ وعودهم وبرامجهم .
تلاها ملف العدد الذي خصص للثقافة والطائفية وضم مجموعة من الدراسات المهمة لمجموعة من الباحثين والادباء العراقيين، فقد كتب الشاعر عدنان الصائغ موضوعا تحت عنوان في الارهاب والاختلاف والثقافة افتتحه بمقولة ابو يزيد البسطامي quot; رأيت رب العزة في المنام ، فقلت كيف الطريق اليك؟ قال: اترك نفسك وتعال. مسترسلا في ذكر عشرات الاستشهادات عن الارهاب الذي مورس ضد الادباء والمثقفين عبر العصور وكذلك تلون بعض الادباء وانتهاجهم مبدأ الوصولية على حساب اي شئ اخر ومن بينها قوله quot; لعب بعض المفكرين دورا في التقلب السريع بالادوار الفكرية والسياسية وفقا لاستمرار مصالحهم ووجودهم . وانظر الى عامر بن شرحبيل الشعبي الذي اظهر التشيع فإشترك في ثورة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي ، ثم ارتد بعد فشل الثورة واشترك في حركة عبد الرحمن بن الاشعث ، ولما اخفقت اعلن توبته امام الحجاج ، فولاه قضاء الكوفة ، فلما سقطت الدولة الاموية اظهر ولائه لبني العباس فثبتوه في منصبه . كما جاء في كتاب الحركات السرية في الاسلام للدكتور محمود اسماعيل . تلاه بحث للشاعر وديع العبيدي بعنوان : الطائفية : عقدة الزعامة واشكالية المجتمع المدني جاء فيها: ان عدم وجود تفسير موحد لقرأن بين المسلمين انتج تفاسير متعددة ودفع الى الاقتداء بالسُنة والتقليد التي ما فتئت هي الاخرى ان تعددت وتفاوتت حسب جهة الحديث واخنلاف الرواة والتأويل . وتعتبر المشيخة والامامة والمرجعية والتقليد صور متعددة منعكسة عن صورة الزعامة الاصلية في الجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية . اعقبته دراسة للباحث فاخر جاسم حملت عنوان quot; الطائفية : الكارثة المحدقة تناولت مقدمات في خصوصية المسألة الطائفية في العراق مقسما إياها الى مجموعة من النقاط تغطي مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والتاريخية لموضوعة الطائفية معرجا على مخاطرها وكيفية معالجتها سياسياَ . كم تضمن الملف دراسة للباحث القانوني لطفي حاتم جاءت بعنوان quot; القانون الاساس واشكاليات بناء الاجهزة العسكرية محللا فيها اهم التغيرات الدولية ومواقع الاجهزة العسكرية فيها واهم الملاحظات الراهنة حول بناء الاجهزة العسكرية العراقية مبينا التجاذبات الطائفية والاقليمية والسياسية التي تتحكم الى حد كبير في صنع القرار السياسية العراق فضلا عن هيمنة ساسيات المحتل الامريكي ومصالحه .
وفي باب قصائد قدم العدد مجموعة من النصوص الشعرية للشعراء العرب والعراقيين، إذ نقرأ قصيدة طويلة للشاعر عبد الكريم كاصد حملت عنوان quot; ولائم الحداد وقد كتبت لزميل الشاعر
الراحل جبار فرج ولذلك حملت عنوانات فرعية مثل : الدفن ، طائر الثلج ، اغنية طائر الثلج ، جوقة النادبين ، صوت ثاني ونهاية مقترحة لولائم الحداد . كما قدم العدد قصائد للشاعر علي الدميني جاءت بعنوان quot; في الصف الاول نقتطع منها :
ها هو الباب ، هل يتذكر كم قبلة وزعتها شفاهي
على الاصدقاء ،
الصغار ، الصديقات ، والاقرباء ؟
لم يزل غارقا في سكون قصي كروحي
ولكنني سأقبله ، عله يستعيد حرارة وجدي القديم .
كما قدم العدد قصائد للشاعر مجاهد ابو الهيل بعنوان quot; مرايا العمياء . وقصيدة نثرية للشاعر حسن رحيم الخرساني بعنوان quot; مسلة الشمس . تلتها قصيدة quot; ندى الورد quot; للشاعرة وفاء عبد الرزاق . وقصيدة quot; حين احببتك quot; للشاعرة افراح الكبيسي .
وفي باب الشعر الشعبي ضم العدد قصيدة quot; شرود quot; للشاعر كامل الركابي .
اما في باب القصة والرواية فقد قدم العدد quot; بندقية الحاج مغني quot; وهي قصة للاديب علي السباعي . و في باب سينما دراسة للدكتور حسن السوداني عن الفيلم الديني في العالم العربي واشكاليات التحريم .
وقد زينت الغلاف الأول لوحة للفنانة ملاك مظلوم فيما حمل الغلاف الاخير لوحتان للفنان الراحل زياد حيدر .
وتدعو quot; تموز quot; الأدباء والفنانين العراقيين والعرب لرفدها بشهادات عن تجاربهم الإبداعية شرط ألا تكون هذه الشهادات منشورة في منابر أخرى لأن المجلة تعتذر عن نشر أية مادة منشورة مهما كانت الأسباب. كما تفتح المجلة أبوابها لكل المترجمين العراقيين والعرب المقيمين في السويد وأوربا وتدعوهم إلى تزويدها بنصوصهم المترجمة quot; قصصاً وقصائد ودراسات نقدية وفكرية وحوارات . وسيكون ملف العدد القادم عن الكاتب العراقي الراحل شمران الياسري ( ابو كاطع ) ودعوة لقراء تموز وكتابها لمساهمة في هذا الملف وفاءً للراحل ومآثره الابداعية والوطنية .
- آخر تحديث :
التعليقات