المتابع لعدد من المحللين العرب سيرى اختلافًا كبيرًا في نظرتهم إلى مستقبل سوريا. وهذا طبيعي نظرًا للمخاوف من تقلبات الظروف السياسية ولقلة المعلومات المؤكدة من داخل سوريا، بسبب حساسية الوضع الحالي، ووجود قيادة جديدة في طور التشكيل، وسط فلول النظام السابق وأشباحه وشبيحته.

التفاؤل الطاغي على المشهد العام الإعلامي، تحديدًا في أوساط المتابعين للتطورات، هو شيء إيجابي. لكن هذا التفاؤل لا يلغي وجود أصوات بدأت تعلو تبحث في خلفيات القيادات الجديدة.

ربما الوقت مبكر لزعزعة الثقة الوليدة بنظام جديد أنقذ البلاد وأضاء لها (على ما يبدو) شمس الحرية بعد عقود طويلة مظلمة. وأيًا يكن الهدف من هذه الأصوات المشككة، فإنَّ الوقت غير مناسب حاليًا.

وربما الهدف من مثل هذا الطرح هو الإخلال فقط بالثقة بالقائد وبالنظام الجديد، وذلك لخلق مساحة لبروز شخصيات جديدة وقناعات جديدة. والله أعلم!

البحث في الدفاتر والخلفيات للشخصيات الجديدة أو البحث عن رموز النظام وأعوانه ومخبريه لا يصب في مصلحة استقرار سوريا. نقولها بصراحة للقيادات الجديدة وأعوان النظام السابق: سوريا تحتاج إلى لملمة جراحها وتوحيد الأهداف وإعادة رسم الحاضر وبناء صورة لسوريا المستقبل، وتحتاج أيضاً إلى القفز على الخلافات كحل أساسي لتوحيد الصف الداخلي، وإعادة اللحمة الوطنية.

إقرأ أيضاً: هل يستطيع نتنياهو أن يغير الشرق الأوسط؟

لا تستطيع سوريا الخروج من ركام النظام السابق وركام السنين الطويلة من الإقصاء ومواجهة أطماع الخارج إلا بنظرة شاملة وطنية تجمع كل الإثنيات والطوائف والمذاهب تحت سقف المواطنة، وتتجاوز الخلافات الشخصية وتصفية الحسابات لمصلحة سوريا الجديدة وكسب دعم كبار دول المنطقة العربية، لنرى سوريا كما يتمناها كل مواطن سوري مُحب لوطنه، تضاهي دول العالم المتقدمة.