القاهرة من سعد القرش: تجنب الروائي التركي أورهان باموك الحائز على جائزة نوبل في الاداب لعام 2006 الحديث عن السياسة في ندوة خصصت له مساء يوم الخميس بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وان أشار سريعا وبنوع من التعميم الى طبيعة العلاقة بين المثقف والسلطة. حتى عندما سُئل عما يتردد عن حصوله على جائزة نوبل لأسباب سياسية وهو اتهام وجه أيضا الى الروائي المصري نجيب محفوظ الحائز على الجائزة نفسها عام 1988 قال باموك ان من يرددون هذا الاتهام ينطلقون من quot;غيرة شخصيةquot;. وواجه باموك في السنوات الاخيرة مشكلات في بلاده بسبب اتهامه باهانة الامة التركية حيث أثارت بعض كتاباته ما يقال عن ابادة الدولة العثمانية لكثير من الارمن في بدايات القرن العشرين. لكنه تجنب الحديث في السياسة التي قال ان اقحامها في الادب أفسد روايات الاجيال السابقة. وأضاف أنه كتب رواية واحدة ذات طابع سياسي هي (ثلج) مشيرا الى أن quot;السياسة في الرواية كانت حلا فنيا لاتحدث عن أشياء أكثر انسانية. لم أكتب (ثلج) لأنشر بيانا سياسيا بل كان اهتمامي انسانيا وتعرضت للسياسة.quot;
ويحل باموك ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي بدأت دورته التاسعة والثلاثين الثلاثاء الماضي ويستمر حتى الرابع من فبراير شباط بمشاركة 667 ناشرا من 26 دولة منهم 118 ناشرا من 16 دولة عربية. وفي بداية الندوة قال رئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي ان أعمال باموك (55 عاما) ترجمت الى 46 لغة قبل حصوله على جائزة نوبل التي أضافت خمس لغات أخرى ليصبح مترجما الى 51 لغة. واستعرض باموك نشأته في أسرة تنتمي الى الطبقة المتوسطة العليا حيث كان جده مهندسا وكذلك والده وكان مقررا أن يصبح هو أيضا مهندسا أو فنانا تشكيليا لكنه قرر عام 1974 وهو في الثانية والعشرين أن يتجه الى الادب وكتب روايتين ولم يجد لهما ناشرا الى أن نشر عام 1982 أولى رواياته (جودت بك وأولاده) وتلتها (البيت الصامت) ثم (الكتاب الاسود) و(القلعة البيضاء) و(الحياة الجديدة). وقال انه رغم غزارة انتاجه فهو يكتب ببطء quot;لكني مثابر وأعمل بلا توقف. أكتب لمدة عشر ساعات بشكل متصل يوميا حتى أصبحت المنضدة جزءا من جسدي. أكتب مثل الكتبة والموظفين بلا انقطاعquot; ويكون الحصاد 180 صفحة سنويا. وأضاف أن بعض أعماله يتطلب بعض البحث quot;فلا أكتب من الذاكرةquot; مُدللا على ذلك بروايته (اسمي أحمر) التي تضم ما يشبه الموسوعة الخاصة بالفن التشكيلي العثماني والعربي وخلفية صوفية لبعض اللوحات التشكيلية.
وأشار الى أن الكتابة له ليست مجرد سرد قصصي لكنها تعني الاتيان بجديد في الاسلوب والمعالجة quot;التجديد هو همي الاول. أنا كاتب تجريبي لكني من المحظوظين الذين وصلوا الى القراء بسهولة. دافعي (للكتابة) هو التعبير عن نفسي وليس عن المجتمع. من خلال التعبير عن نفسي يجد القارئ أنني أعبر عنه وهكذا يشعر الناس أنني أعبر عن المجتمع بأسره.quot;
وقال انه بدأ الكتابة بتقليد الاشكال الادبية الغربية ثم بحث لنفسه عن طرق أخرى داعيا الى ضرورة التعلم من أشكال القصص القديمة حيث quot;تعلمت من (الايطالي ايتالو) كالفينو و(الارجنتيني خورخي لويس/ بورخيس. أشعر بمسؤولية خاصة تجاه التراث والادب في رأيي طريقة جديدة في حكاية قصة قديمة و(الكتاب الاسود) اعادة صياغة لكتب تراثية فارسية.
ورفض مقولة أن أدبه جسر بين الشرق والغرب قائلا quot;أنا أمثل ثقافة هي نتاج الشرق والغرب معا. ما يهمني هو الادب الجيدquot; واستشهد بدعوة المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد (1935 - 2003) الى أن يعيش الشرق والغرب في عالم واحد ينتمي اليه الجميع. وأبدى اختلافه مع قول ادوارد سعيد ان المثقف يمثل الحقيقة في مواجهة السلطة.وقال باموك ان quot;استقلالية المثقف أهم من مواجهة السلطة بالحقيقة.quot; (رويترز)
- آخر تحديث :
التعليقات