بيان صادر عن الهيئة التأسيسية لمؤتمر المثقفين العراقيين [في المهجر]

أيها المثقفون العراقيون في كل أنحاء العالم

لما كانت الثقافة العراقية تمر اليوم بمأزق صعب خطير في داخل الوطن وأصقاع الشتات ، ولما غدا الواقع الثقافي العراقي مأساويا بشكل متهرئ ومخيف ، ولّما ذهب الكثير من المثقفين العراقيين ضحايا له ، ولما كانت قوافل المثقفين المهاجرين بعيدا عن تراب الوطن إلى المجهول تتزايد كل يوم.. ولما صارت مجموعة قيم الحداثة والاستنارة والتجدد للثقافة العراقية المعاصرة تنسحق يوميا.. ما يحيل إلى انقطاع تواصل أجيال الثقافة، إلى جانب ندرة المبدعين ، ومات الكثير من الخلاقين ورحل كثير من الفنانين والمفكرين وتراجع العراق عن إنجاب المتميزين في ظل واقعه الكسيح اليوم .. ولما حاق بالعراق من عفونات التاريخ، وتبدد العقل، واستبيحت المؤسسات الثقافية حين امتلأت بالجهلة ، وسادت الطائفية ، وتكرّست المثاقفة ضمن أخطاء المحاصصة الطائفية والقومية واستعيدت ماضوية التقاليد البالية .. ولما انكفأ الحوار واختفت الجماعات والنقابات والبرامج ، وسادت مظاهر الفساد المالي والوظيفي .. ولما ضاعت حقوق المثقفين على أدعياء التطرف الديني والأشقياء المسلحين .. فانه بناء على كل ذلك المشهد المرعب من الخراب الشامل ، باتت الحاجة ماسة اليوم لتأسيس مؤتمر المثقفين العراقيين [في المهجر] من اجل معالجة حكيمة لأوضاعهم الصعبة وتقويم بنية الثقافة العراقية عامة، حيث تقضي الضرورة بحماية المثقف العراقي والاعتناء بدوره وتطوير إبداعاته والوعي بمشكلاته وتحصيل حقوقه وتوثيق علاقته بتراب الوطن وبجماهير شعبه كي يبقى عضوا فاعلا في بناء العراق الجديد.. ومشاركا فعالا في عملية التنوير الاجتماعي . ان مؤتمرنا يؤمن بمبادئ الحريات والعقل والشفافية والنظام والديمقراطية والعمل الجاد لتحقيق الاهداف الموضوعية المعلنة .
وعليه، فاننا هنا نعلن عن : تأسيس مشروع مؤتمر المثقفين العراقيين في المهجر ، وننادي بالتعاضد الجمعي بما يحقق الأهداف التي يسعى اليها المثقفون العراقيون قاطبة من دون أي تمييز طائفي او ديني او مذهبي او عرقي او عشائري او جهوي .. وسيعمل الناهضون بعقد المؤتمر التأسيسي الذي سيعالج بخطوات عملية الخطة التي رسموها لتحقيق الاهداف المعلنة، وسيصدر عن المؤتمر النظام الداخلي وتنبثق الامانة العامة والتحضير للمؤتمر الاول على وفق الضوابط التنظيمية المتعارف عليها .
وفي إطار جدولة العمل ، نّود ان نحّدد الاسس والركائز التي سنعتمدها في هذا quot; المشروع quot; مؤكدين هنا على جوهر المؤتمر الذي سيعمل على ترسيخ الهوية الثقافية العراقية المستندة الى التفتح والتمدن والتحضر والعقل وكون العضوية تستند إلى العلمانية والديموقراطية والوطنية المتنورة .. كما نؤكد على منع الاختراقات الطائفية والفاشية والشوفينية فكرا وعضويةَ وممارسة ، ذلك ان مؤتمرنا مستقل الارادة وعلمي المنهج وعراقي إنساني متفتح التفكير ، ولا يتبع أي جهة حزبية أو حكومية ولا لأي أطراف خارجية أو داخلية بأيّ شكل من الأشكال ويحتفظ باستقلاليته التامة...
وعليه ، وعلى وفق ما ورد في بياننا هذا، يتمّ البدء بالعمل منذ هذه اللحظة المهمة وعلى وفق المبادئ التأسيسية التي عرضناها.. راجين لمسيرتنا وقوف المثقفين العراقيين إلى جانبه وإسناده لضمان النجاح والتوفيق لخطواتنا وسنعلن في الأجل المنظور تاريخ انعقاد المؤتمر التأسيسي ومنهاجه وجدول أعماله.. وأخيرا، نحيي كل المثقفين والمبدعين العراقيين المغتربين [في المهجر] ، ولنكن يدا واحدة من أجل استعادة ثقافتنا العراقية وتطويرها وان تمر بتحولات إيجابية بعيدا عن كل الإخفاقات ومواجهتها للتحديات القاتلة التي أصابت العراق الحبيب، وهو يمر بأحرج مرحلة تاريخية عبر مسيرته الحضارية الحافلة.
كتب يوم الأربعاء الموافق 14 شباط / فبراير 2007

الموقعوّن:
الأستاذ جاسم المطير
الأستاذ حامد الحمداني
الأستاذ الدكتور سيار الجميل
الدكتورة كاترين ميخائيل
الأستاذ الدكتور كاظم حبيب
الأستاذ نوري العلي
الأستاذ الدكتور تيسير الآلوسي