صدر عن منشورات كراس المتوحد ضمن سلسلة الفن المعاصر ديوان شعري إيروتيكي تحت عنوان: الشعراء الصعاليك. وقد نشر الكتاب بلغتين عربية وفرنسية، من الحجم المتوسط في 112 صفحة بالألوان. وقد أنجز ترجمته العربية .Les Infreacute;quentables قسم الترجمة بمؤسسة. اختار ثلاثة شعراء يمثلون حساسيات شعرية مختلفة(عبد الغفار سويريجي، سليم رشاد وبرينو مرسييه) أن يكملوا شعر الصعاليك..يرسم شاعران مغربيان عبر قصيدة مشتركة وقائع حياة: كتبا أشعارا إيروتيكية تخترق مجال الحدود. كما يكتب الشاعر السويسري برينو مرسييه بدوره لصديقته كورين قصائد في الحب.
انطلق مشروع هذا الكتاب في مدينة مراكش خلال بدايات 2006. ثمة التقى الشاعر السويسري برينو مرسييه الكاتب عبد الغفار سويريجي والشاعر سليم رشاد، ودخلوا حديثا عن الذات والآخر، وكذا الشعر والحياة، فوصل الحوار موضوع الشبق وما إليه. ثم جاءت فكرة كتابة نص مشترك حول تجربة الأقاصي. نقرأ في مستهل الديوان نصا مشتركا كتبه الشاعران المغربيان ما بين عام 2002 و2007، نقصد قصائد: شمس تحت إمرة الظل. وقد كتبا النص المذكور على شكل شذرات شعرية: يلهم مقطع أو بيت مخيلة الصديق، فيستأنف هذا مداعبة الكلام: تتوهج القصيدة من لقاء. يسأل هذا فيجيب ذاك؛ ثمة بين الحياة والقصيدة خيط دقيق: تلكم ذوات تلتف في كتاب. تعري الكلمة شعور الإنسان ، كما تقدم معرفة جديدة بالنفس. هكذا quot; يُفَكْرن الشاعر جسده و يُجسْدِن فكره.
يقول الشاعران في تقديم نصهما:
quot; القصيدة خريطة تمكننا من معرفة أين نحن ومن نكون، القصيدة كلمة الروح وصوتها الأعلى. التقطت أعيننا في هذه الرباعيات أشياء صغيرة ولحظات قريبة.يمنح الشاعر كل عضو من أعضاء النص حياة؛ الفعل يد والاسم رجل
والجملة صدر. كل كلمة تحمل معنى من معاني الباطن.quot;
التف الصعاليك وسط الحانة فشرعوا يكتبون. تتنقل الورقة بين الشعراء؛ يلج الواحد بياض الورق فيمنحه إحساسا. تحتدم اللعبة فترقص الراح. وقد عمدنا إلى نشر النص كما كتب أصلا، ثم وضعنا في الصفحة المقابلة له ترجمة تخصه. تدشن القسم الفرنسي من هذا الكتاب نصوص إيروتيكية جديدة كتبها برينو مرسييه بعد أن عاد إلى موطنه في أواخر 2006. يقول الشاعر في تقديم أشعاره:
quot; القصيدة هي الحياة ذاتها، تكشف الكتابة صمت الأشياء. ينكشف آنها كل ما يستره الظاهر. القصيدة وسيلة للتواصل و سفر نحو الآخر. quot; ترافق هذه الأشعار لوحات فنية للفنان والكاتب المراكشي ذي الأصل الألماني هانس فيرنر غيردتس. ابتكر الفنان في خلوته بمراكش طريقة الفن الحشدي. طاف في الأطلس الكبير فاكتشف هناك الحفريات: نقش صيادو الأزمنة السحيقة فوق جبال الأطلس أسطورة الخنثى. هكذا تستعيد الذاكرة الحياة و تنبض من جديد.
تخدش بعض الكلمات جدار الحياء. لا مناص من التمرد على لغة المواربة و الأعراف القديمة. تسعى هذه المغامرة إلى إسماع صوت التمرد. ينكتب الشاعر على صفحات البياض: يتنقل بين دفتيه، ومن الحركة تنتصب حروف وألوان.
نقرأ في شمس تحت إمرة الظل:
1
كلما غبت غابت الشمس مني،
يخترق الشعاع صمت وحدتي،
هكذا يعكس محياكَ حبا رهيبا.
انتصبتِ الزهرة أمام صمتِ المرآة.
نام الملاكُ كله حين استيقظ الصباح.
في الليل كم كانوا سعداء.
يطيرون هناك عاليا، يطيرون ولا لباسُ
كم كانوا أحرارا هناك في السماء.
اندفعت بركانا لعقت سرك.
من صدرك تَصعدُ حرارة، و رائحة تهيجُ.
نتقاسمُ هواء، نستنشقُ حبا.
نتقاسم وجودا و وجنتين.
أطير هناك في الأعلى كما ملاك.
دخلني عياء حين أشرق صباح.
التقت الشفاه، يضحك القمر.
هكذا نمت بعد أن نام الملاك.
2
تعبر السحابة، تعبر السنون
أقتفي أثر الحب فلا أجد،
عبثا تبحث وسط الخراب.
هكذا أتمدد في صفحة بيضاء:
كم انتظرت سماع صوتك!
رن الهاتف ظننتك أنت،
أسمع صوتا غريبا ليس صوتك:
تهت في الحياة نسيت صوتي.
رن جرس الباب جاءت عزيزة:
تركت حضنك، خرجت أمشي.
أطرد العالم كلما أراك،
إلهي كيف تفسخت الأشياء؟
لا! لا! أبدا لستُ إنسانا
ذاكرتي ذاكرة فيل و أنت نسيان.
تلك صرخة حمراء لا عتابا.
ذلكم مقام الحبيب يتوج القلب.
تفتتح ديوان الصعاليك القصيدة التالية:
١
أشم رائحةً ليست غريبة
أتمدد في أفق مغامرة عجيبة،
ذلكم جسد يدعوني لمغامرة فريدة.
ماذا تبقى منك كي تلج هذا السد يم؟
تردد أنفاسٍ ذلكم أم تأوهُ شفاه،
أيقظ العين، حينها، نسيم الشفاه.
التقى الهلال بالهلال،
نطﱠ السهمُ، آنها وانطلقَ؟
نبض يتزايد، رعشة تأخذ الداخل
للجسد طعم الليمون و ارتعاشة التوحّدِ
تمتزج الأعضاءُ: تتألقُ اللذةُ فتنتصب
نرتشفُ آنها ذاتَ الصهيلِ...
أي علامات هذه توقف المحسوس،
أسماء بداية لا تنتهي، تنطفئ الأضواءُ ،
ﭐنطفأت في نفسي شموع البريق،
وحدها اللذةُ تضيء أسراري.
تلك المختبئة في عمق جمجمة
نغسلها بمياه أحلام.
أخذت القلم بحافة ملمسي
ووشمت فوق جسمكِ حروف لذة.
يكتب برينو مرسييه:
قصائد وأجسام
تخرج قصائدك من اللحاف،
من عالمِ تانترا صعدت أحلام:
ثمة نشترك لذة وغطاء،
تسيجنا كلمات وإحساس.
تخرج قصائدك من جسمي،
تبرز من قمة الهزاز.
تتدفق الأبيات عفوية؛
تتدفق كلمات الفرح والإحساس.
يهيج بطنك الأمرد ويشتعل:
تضيئه تلك الحبات السحرية،
تدخل أصابعي أسرار السديم:
ثم ولجت جوف المعاني.
تدخل قصائدك كلها جسمي،
تكشف فصولا أجهلها،
تدخل القصيدة وضحكة عينيك،
دلفت أنفاس فمك المحب.
نتمدد كلانا في أبيات
نتقلب ، تهيج الأحاسيس.
أي كلمات نبقي سرا؟
أحب أن أبوح باسم من أهوى
التعليقات