باريس: بمبادرة من صالة أوروبيا وبعض الأصدقاء الفنانين السوريين المقيمين في باريس افتتح يوم الأربعاء 31-5-2007 معرض جماعي، تكريما للفنان صخر فرزات حيث مثل كل عمل رمزاً لصداقة و تقدير عميقين.
يشارك في المعرض كل من الفنانين: يوسف عبدلكي، أسعد عرابي، عز الدين شموط، بشار العيسى، سوسن عقيل، علا عبد الله، منهل عيسى، نغم حديفة، بطرس المعري، كاظم خليل والفوتوغراف نصوح زغلولة. ويضم المعرض ثلاثة أعمال للفنان صخر فرزات من سنواته الأخيرة.
منذ عام 1960،كانت مسيرة صخر فرزات الفنية متشربة بروح مسارّيّة ورؤيويّة. فبعد مرحلة الواقعية الأكاديمية (1960 ـ 1962) و التعبيرية المقاربة للوحشية (1962 ـ 1963) يبدأ مرحلته التكعيبية التي شهدت ولادة مجموعة من اللوحات حملت عنوان quot;الليلquot; في 1966.
بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة بدمشق، دخل صخر فرزات في حالة سبات إبداعي (1966 ـ 1967) لأسباب خارجية، إلا أن عام 1968، شهد ميلاد تجربته الشخصية ورؤيته التشكيلية الخاصة من خلال تحويل عالم المظاهر إلى عالم الجوهر. حيث بدأ بإعادة الأشكال المرئية إلى عناصرها البّدئية. وفي معرضه الشخصي الأول عام 1972 كانت لوحات مأهولة بالدائرة والمربع بكل ما يحملان من رموز خفية. خلال (1973 ـ 1974) ساهم الشكل الطوطمي ببناء العناصر المشكلة للوحة. منفتحاً لانبثاق الثنوية الظاهرية في توقها إلى التوحد المطلق: الدائرة والمربع، الماء والنار، الأفقي والعمودي، ولم يكن صخر فرزات يتردد في وضع بعض البقع الذهبية الجاهزة لعكس اللامتمايز المشتهى.
أما إقامته في البرازيل لعام ونصف (1976ـ1977) فقد أغنت بشكل خاص quot;الباليته اللونية quot; لديه، حيث تحوّلت إلى مهرجان حيّ مشبع بالتدرجات.
بعد فترة من استقراره في باريس عام 1977، بدأت لوحاته الطوطمية باحتضان بعض المساحات الفوضوية التي تنبثق منها أقواس قزح مذابة، هذه المرحلة بالذات تشكل بداية توجه مخاضيّ، توجه خيميائي كونيّ، حيث الفوضى تلك تخفي نظاماً سيبدو بعد حين.
مع الزمن، توغل العناصر التشكلية لديه أكثر فأكثر في مرآة تاريخها التكويني، لتنحسر بصفاء تاركة مكانها لظلالها البّدئية: نبضات النور، ارتعاشات موسيقى مرئية. عناصر معجونة بمادتها الأولى، النقطة في حالة التجلي، طهارة النور الأوليّ.
هكذا كان صخر فرزات مشبعاً بالرغبة في العودة باللغة التشكيلية إلى مادتها البكر quot;حالة الهيولى السديميةquot; أهي العودة إلى الرحم؟ أجل، فالانصهار مابين العمل الفني والإنسان لديه يتجلى في عودته إلى الرحم الكوني.