ترأس عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وبحضور رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة جلسة مجلس الوزراء التي عقدت صباح أمس في قصر الصخير. وقد أكد في الكلمة التي وجهها إلى المجلس متابعته باهتمام وإصغاء المشاعر النبيلة التي عبر عنها البحرينيون في مسيراتهم ومبادراتهم للتبرع منذ بدء أحداث غزة رجالا ونساء وأطفالا وهذه الحملات للتبرع سوف تستمر بإذن الله طالما وجدت الحاجة إليها. وقال''كلما اقتربت المنطقة من السلام خلقت إسرائيل مشكلة جديدة، وبعد هذا العدوان الغاشم على غزة عليها المساهمة في الحل وإن لم تفعل فهي الملامة'. وقال ''أبدينا موافقتنا منذ البداية على عقد قمة عربية ونحن بانتظار تلقي الدعوات إليها، وإذا ما تعذّر عقد قمة عربية فلماذا لا تكون قمة عربية إسلامية حيث أصبح السلام في منطقتنا هما مشتركا لجميع العرب والمسلمين''.
كلمة الملك:
''بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو .. أيها الإخوة ..
نعلم ويعلم الجميع مدى تعاطف شعب البحرين مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة منذ البداية عبر كل التطورات في العقود المنصرمة.
ولقد تابعنا باهتمام وإصغاء المشاعر النبيلة التي عبر عنها البحرينيون في مسيراتهم ومبادراتهم للتبرع منذ بدء أحداث غزة رجالاً ونساء وأطفالاً وهذه الحملات للتبرع سوف تستمر بإذن الله طالما وجدت الحاجة إليها.
وفي تقديرنا واعتقادنا الراسخ فإن الحكم الراشد يمنع الحروب تجنباً لدمارها ويسعى لتعزيز السلام لتنعم الشعوب بخيراته، أما الحكم الجائر فيعمل على العكس من ذلك ويُبقي على حالة الحرب وذلك ما يسجله التاريخ والعالم على إسرائيل، فكلما اقتربت المنطقة من السلام خلقت إسرائيل مشكلة جديدة، وبعد هذا العدوان الغاشم على غزة فعليها المساهمة في الحل وإن لم تفعل فهي الملامة بالمقابل فإن الوحدة الوطنية الفلسطينية تساعد على عدم إعطاء المبررات التي تبعدنا عن السلام .. هكذا فإن وحدة القيادة الفلسطينية لابد منها لتوحيد الرؤية وتضافر الجهود. أما بقاء الجسم الفلسطيني جسما بلا رأس واحد فهو من أسباب ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم، لذلك فإن دروس المأساة تحتم تحقيق المصالحة الوطنية التي لو تمت الآن لتغيرت أشياء كثيرة في الموقف، وذلك ما ندعو إليه الأشقاء الفلسطينيين، من منطلق اتفاق مكة الذي يمثل فرصة تاريخية للمصالحة الراسخة، وعلينا الاستفادة من التجربة، فإسرائيل تعمل بقيادة موحدة رغم تعدد أطرافها، وتتبع سياسات وخططاً منسقة في كل عملها السياسي والعسكري، وما نراه اليوم عاجلاً وملحاً هو وقف المأساة الكبيرة والمعاناة الإنسانية الرهيبة التي يتعرض لها أهالي غزة المسالمين قبل كل شيء، فقد سببت مشاهدها الدموية لنا وللجميع حزنا عميقا وقلقا بالغا، وذهب مئات الضحايا الأبرياء من المدنيين. وقد أيدنا ما تقدمت به مصر الشقيقة بعد تشاورها المكثف مع فرنسا وما بذلته تركيا من جهد وذلك بانتظار ما يتبع هذه المبادرة من اتفاق دائم يعزز الاستقرار ويمنع تجدد المواجهات. وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته حيال ذلك وبالمثل الدول القادرة على المساهمة في الحل والتي تأخرت طويلا في اتخاذ ما يلزم، والغريب أن يساوي العالم بين المحتل وبين من هو تحت الاحتلال، ونحن نرى في البحرين أن أساس المشكلة يتمثل في استمرار الاحتلال ولا حل للمشكلة الفلسطينية إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. والمبادرة العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت العام 2002 واضحة المعالم بشأن متطلبات وشروط السلام وبالتالي تحقيق الاستقلال للدولة الفلسطينية. وعلى الجميع مراعاة حق الشعب الفلسطيني في أن يكون حكما لتقرير شؤون حاضره ومستقبله، كما هو من حق الشعوب في كافة إنحاء العالم، فالشعب الفلسطيني هو من يعاني ويتحمل ويقدم التضحيات. أن البحرين تقف مع أشقائها العرب في كل ما يتوافقون بشأنه وقد أبدينا موافقتنا منذ البداية على عقد قمة عربية ونحن بانتظار تلقي الدعوات إليها. وإذا ما تعذّر عقد قمة عربية فلماذا لا تكون قمة عربية إسلامية، حيث أصبح السلام في منطقتنا هماً مشتركاً لجميع العرب والمسلمين، ولقد جمعتهم الأحداث المأساوية في غزة في رباط واحد، فليتحول الشعور إلى عمل، والقول إلى فعل، وان يكون السلام هدفنا. هذا كما يبدو عليه الموقف حتى هذه الساعة، وعلى الحكومة الموقرة موافاتنا بما يستجد ويلزم اتخاذه في حينه .. والله الموفق''.
التعليقات