سيشهد الموسم الرابع من برنامج شاعر المليون غيابًا محتملاً للشعراء السعوديين بعد أن كان الإقبال السعودي على البرنامج قد عرف تحسّنًا طفيفًا في الموسم السابق. وفيما توقع سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في بيان أن تصل لجنة التحكيم إلى مدينة جدة لاختيار المرشحين، بعد جولة في الاردن، علمت إيلاف أن القائمين على البرنامج بصدد إلغاء زيارة جدة تمامًا من أجندتهم، وأن حديث العميمي عن العودة إليها نهاية الشهر الجاري ما هو إلا تمهيد لهذا القرار.

الرياض: بدأت خطوات البرنامج الشعري الأشهر في الخليج quot; شاعر المليونquot; تتعثر في السعودية بعد أن فشل طاقهما الذي يقوم بجولته السنوية التي تسبق انطلاقة البرنامج في الدخول إلى السعودية، لمقابلة الشعراء واختيار المرشحين للمنافسة في المسابقات النهائية التي تقام على مسرح شاطئ الراحة في أبو ظبي.

فقبل يوم واحد من الموعد المحدد مسبقًا لفريق البرنامج في مدينة جدة ( غرب السعودية) تفاجأ فريق البرنامج بأن التأشيرات الخاصة ببعض العاملين في البرنامج لم تصدر بعد، وهو ما شكّل خيبة أمل للشعراء الذين كانوا بانتظار اللجنة.

وبحسب ما أعلنه مدير أكاديمية الشعر في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث سلطان العميمي في بيان له (تلقت إيلاف نسخة منه) فإن جولة لجنة التحكيم للموسم الرابع من برنامج شاعر المليون في مدينة جدّة بالمملكة العربية السعودية، لن تتم في موعدها ابتداءً من يوم الجمعة الموافق 16 أكتوبر/تشرين الاول2009 كما كان مُقررًا لها، وذلك نظرًا لتعذر إصدار تأشيرات الدخول اللازمة لبعض أفراد طاقم العمل إلى الأراضي السعودية في الوقت المناسب.

وطبقًا لمراقبين، فإنّ هذا التبرير لا يعتبر مقنعًا، بحكم أن أغلب العاملين في هذا البرنامج هم من مواطني الخليج ولا يحتاجون إلى تأشيرات لدخول السعودية، باستثناء عدد قليل من العاملين والذين يمكن استبدالهم لفترة موقتة خلال هذه الجولة.

وبالعودة للبيان يوضح العميمي أنه ستتم إعادة النظر في جولة السعودية لما بعد الانتهاء من جولة لجنة شاعر المليون في الأردن، والتي ستنطلق يوم الاثنين القادم الموافق 19 من شهر أكتوبر/تشرين الأولالحالي في العاصمة عمّان، وتستمر لمدة يومين إلى ثلاثة أيام.

وأنهى العميمي بيانه باعتذاره بالإنابة على إدارة مسابقة شاعر المليون للشعراء الذين تكبدوا عناء السفر، وجدولوا مواعيدهم لمقابلة لجنة التحكيم ابتداءً من يوم الجمعة في جدّة، وذلك لأسباب خارجة عن إرادتها.

وبحسب معلومات إيلاف، فإن القائمين على البرنامج بصدد إلغاء زيارة جدة تمامًا من أجندتهم، وأن حديث العميمي عن العودة إلى جدة نهاية الشهر الجاري ما هو إلا تمهيدًا لهذا القرار، ويبدو ان حالة من الاستياء بدأت تسيطر على طاقم البرنامج بعد أن شعروا أنه غير مرغوب فيهم في السعودية لأسباب لا تزال مجهولة، بحسب تعليقات وردت على القرار من قبل شعراء ومواطنين سعوديين وإماراتيين.

حيرة سعودية من تجاهل quot; الرياضquot;

وكان عدد من الشعراء السعوديين قد شعروا بالحيرة من اختيار طاقم البرنامج مدينة جدة للالتقاء بالشعراء، بعد أن كانت العاصمة الرياض وعلى مدى 3 سنوات هي وجهتهم الأساسية والوحيدة في السعودية، وهو ما يعني أن الشعراء السعوديين لن يتمكنوا من المنافسة في المسابقة من داخل السعودية إلا قلة منهم، وهم الذين التقوا بلجنة التحكيم إبان جولتها في الكويت.

يُذكر أن لجنة تحكيم شاعر المليون قد اختتمت في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي مقابلات الشعراء في دولة الكويت بعد أن استمرت ليومين، وشهدت إقبالاً واسعاً وازدحامًا شديدًا بنسبة أكبر بكثير مما كانت متوقة، وشارك بها المئات من شعراء الكويت والسعودية والدول الخليجية والعربية.

كما كانت لجنة التحكيم قد أنهت مقابلاتها للشعراء في محطتها الأولى في أبوظبي مطلع أكتوبر الحالي، على أن تعود مُجددًا للعاصمة الإماراتية مطلع نوفمبر القادم نظرًا لكثافة الإقبال من الشعراء من داخل دول مجلس التعاون الخليجي وخارجه.

يذكر ان برنامج شاعر المليون تدعمه وتنتجه وتنظّمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويعدّه الشاعر والإعلامي عارف عمر، وتبلغ قيمة إجمالي الجوائز في المسابقة (22) مليون درهم إماراتي، حيث يحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون والبيرق على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم، إضافة إلى منح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم.

وكان الإقبال السعودي على شاعر المليون قد شهد تحسّنًا طفيفًا من ناحية الاتهامات المتكررة له بظلم الشعراء السعوديين وذلك بعد فوز الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت بالنسخة الأخيرة من شاعر المليون، وإن لم يلغ ذلك الكثير من المطالبات التي تظهر ما بين فترة وأخرى، مطالبة بمقاطعة المسابقة التي ما تلبث أن تنهار عندما يتراص المئات من الشعراء النبطيين السعوديين في صالات الفنادق التي تنزل بها لجان المقابلة.

وتكاد الانتكاسة التي أصيب بها الشاعر الشهير ناصر الفراعنة الذي قدم حضورًا ملفتًا في النسخة الثانية من البرنامج، ولكنه في النتائج النهائية انحصر في المركز الخامس تعتبر الأكثر غرابة وقتها.

فضلاً ان نظام المسابقة عليه ملاحظات كثيرة حيث يرى الكثير من المتابعين أن عامل الحسم خاضع للتصويت الذي قد يكون مدفوعًا، وبالتالي يقوم بتغييب الفنية الحقيقية للشعراء كما تظهر فيه ملامح التلاعب في التصويت، على الرغم من تأكيد المنظمين على شفافية التأكد من ذلك.

الأسئلة كثيرة حول البرنامج والأكثر أهمية في ما يخص السعوديين هو ما يتعلق بغياب الساحة السعودية من برامج مماثلة بالمستوى نفسه في ظل تجاهل الإعلام المرئي سواء الرسمي أو التجاري لذلك وهو أحد أهم ذريعة لمن يشارك في البرنامج من السعودية.